[ ص: 248 ] الجاهلون في الدين هؤلاء المقلدون للمذاهب
وأما الجاهلون: فمنهم مقلدة المذاهب، جهلوا كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- واتخذوا مقالات الأئمة الكرام ديانة لهم، ومنهاجا ينهجون إليه، وشرعة يسلكونها.
إذا وقفوا على آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة تخالف مذهبهم، صاروا يؤولونها على غير تأويلها، ويصرفونها عن ظاهرها إلى ما تقرر عندهم من المذاهب والمشارب، وطفقوا يطعنون على من عمل بفحواها الظاهر، ومبناها الباهر، كأن الدين عندهم هو ما جاء عن آبائهم وأسلافهم، دون ما جاء عن الله في كتابه، أو عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سنته.
مع أن كتاب الله العزيز سابق على وجود إمامهم ومقالاته، وسنة رسوله المطهرة سابقة على هذه المجتهدات والآراء المحدثات، وهذا واضح بحمد الله تعالى، لا يشك فيه إلا جاحد، يرى الشمس مظلمة، والليلة نيرة.