من هم أهل البيت؟ قال في «فتح البيان»: وقد
اختلف أهل العلم في أهل البيت من هم في هذه الآية؟
فقيل: هم زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة، والمراد بالبيت: بيت النبي ومساكن زوجاته الشريفة؛ لقوله:
واذكرن ما يتلى في بيوتكن [الأحزاب: 34] وأيضا السياق في الزوجات.
وقيل: هم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي، nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة، nindex.php?page=showalam&ids=35والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين، خاصة؛ لأن الخطاب في الآية بما يصلح للذكور لا الإناث، وهو قوله: «عنكم، ويطهركم».
وقد توسطت طائفة ثالثة بين الطائفتين، فجعلت هذه الآية شاملة لهن ولهم.
[ ص: 373 ] وقد رجح هذا القول جماعة من المحققين، منهم: القرطبي، وابن كثير، وغيرهما. انتهى حاصله.
والكلام على هذه الآية يطول جدا، وللشيعة والسنية فيها مباحث طويلة ومقالات عريضة، وقلاقل وزلازل كثيرة لا يحصيها هذا المقام، وليس إيرادها من مرادنا في هذا الكتاب؛ فإن محله كتب المناظرة.
وإنما المراد هنا: إثبات فضيلة أهل البيت وعترته.
وهو -بحمده سبحانه- مدلول هذه الآية دلالة واضحة، فمن أنكرها فقد أنكر القرآن.
وأجهل الناس في هذه المسألة
الخوارج -قاتلهم الله- فإنهم أعداء أهل البيت، والعترة الطاهرة.
كما أن
الرافضة هم أعداء الصحابة من المهاجرين والأنصار.
وأما أهل السنة، فهم مقرون بفضائلهم كلهم أجمعين أكتعين أبصعين، لا ينكرون على أهل البيت من الأزواج والأولاد، ولا يقصرون في معرفة حق الصحابة الأمجاد، قائمون بالعدل والإنصاف، حائدون عن الجور والاعتساف، فهم الأمة الوسط بين هذه الفرق الباطلة الكاذبة الخاطئة.