صفحة جزء
بعض الأحاديث الواردة في مناقب علي -رضي الله عنه-

قلت: ومن الأحاديث الواردة في مناقبه: ما في «مشكاة المصابيح» مفردة، وداخلة في مناقب غيره. منها: حديث سهل بن سعد : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر : « لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله » الحديث، أعطاها عليا . وفي آخر هذا الحديث: « فوالله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم » متفق عليه. دلالته على المراد واضحة.

ومنها: حديث عمران بن حصين : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن »؛ أي: حبيبه وناصره، إشارة إلى قوله سبحانه: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، وهذه نزلت فيه -كرم الله وجهه- رواه الترمذي .

ويزيده إيضاحا حديث زيد بن أرقم يرفعه: « من كنت مولاه، فعلي مولاه » رواه أحمد .

وفي حديث حبشي بن جنادة مرفوعا: « علي مني، وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي » رواه الترمذي، ورواه أحمد عن أبي جنادة .

وفي حديث ابن عمر يرفعه: « أنت أخي في الدنيا والآخرة » رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب.

وفي حديث أبي سعيد مرفوعا: « يا علي! لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك » رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

قال علي بن المنذر : قلت لضرار بن صرد : ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك.

قلت: ذلك لأنه كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولعلي باب وممر في المسجد. [ ص: 439 ] ويجوز لمن كان له باب في المسجد مروره منه جنبا، ولهذا قيده بقوله: «هذا المسجد»؛ احترازا عن سائر المساجد.

وفي حديث أم سلمة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن » رواه أحمد والترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب إسنادا.

وعن ابن عباس : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بسد الأبواب إلا باب علي . رواه الترمذي، واستغربه.

وقد تقدم وجه التوفيق بين هذا الحديث وحديث سد الخوخات جميعا إلا خوخة أبي بكر.

وقال الترمذي : غريب؛ أي: إسنادا، أو متنا، أو معا، وذلك حديث متفق عليه، وكان هذا متقدما على ذاك، وكان ذلك في المرض إشارة إلى خلافة الصديق -رضي الله عنه-.

التالي السابق


الخدمات العلمية