نهي الشارع عن السب والشتم واللعن حتى للبهائم
قال:
ومن الظلم في الأعراض: الشتم، والسب، واللعن، ففي «الصحيحين»، وغيرهما من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود مرفوعا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=670300سباب المسلم فسق، وقتاله كفر». وأخرج مسلم،
nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة يرفعه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661696المستبان ما قالا، فعلى البادئ منهما حتى يعتدي المظلوم».
وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم أيضا من حديثه مرفوعا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=883478لعن المسلم كقتله». وعند
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره من حديثه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661709لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا». وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء مرفوعا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661710لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة»، أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره. وأخرج نحوه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، وحسنه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم وصححه، من حديث
جرموز الجهني، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=700602قلت يا رسول الله! أوصني، قال: «أوصيك لا تكون لعانا».
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع، قال:
كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه، رأينا أن قد أتى بابا من الكبائر. أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بسند جيد. وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676182إن العبد إذا لعن شيئا، صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم [ ص: 495 ] تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، فإن لم تجد مساغا، رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلا، وإلا رجعت إلى قائلها». وأخرج نحوه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بإسناد جيد من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود . وورد النهي عن
لعن الناقة، والبعير، والديك، والبرغوث في أحاديث كثيرة صحيحة.
قال: فهذه الأحاديث قد اشتملت على أن
السب، والغيبة، واللعن من أشد المحرمات، وأنه حرام على فاعله، ولو كان الملعون من غير بني آدم. فما حال من يسب، أو يغتاب، أو يلعن مسلما؟! فكيف بمن يفعل ذلك بخيار عباد الله من المؤمنين؟! فكيف بمن يسب أو يلعن خيرة الخيرة من العالم الإنساني، وهم الصحابة؟!. انتهى حاصله.
وأقول: إن من أكثر الناس غيبة وسبا ولعنا على خيار الأمة، طائفة
الروافض وشعبها. وقد سمعت ورأيت ما ورد في هذا الباب، فقس ما حال قوم يؤذون الله ورسوله بسب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وشتمهم ولعنهم، والظلم في أعراضهم؟! مع أن هذه كلها ترجع إلى قائلها، لا إلى من أوصلها بزعمه إليه، وحيث إن جزاء سيئة سيئة مثلها كما في القرآن. أرشد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث الباب إلى قول: «لعنة الله على شركم» بلا تعيين كما تقدم قريبا تقريره، فراجعه.
وبالجملة:
فالرافضة السابة اللاعنة المغتابة لخيار الناس وسلف هذه الأمة وأئمتها، مصداق لهذه الأحاديث، وهم من شرار الخلق. أعاذنا الله من شرورهم، وصاننا عن سيئاتهم.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
[ ص: 496 ] سألت عن اختلاف أصحابي من بعدي، فأوحي إلي: يا محمد! إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء، بعضها أقوى من بعض، ولكل نور، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم، فهو عندي على هدى». قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=1084أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم رواه
رزين .
الحديث له طرق وسبل، كلها ضعاف، فإن صح سنده، دل على أن
قبول الرواية من كل صحابي صحيح، واختلافهم فيها لا يضر؛ لأن كل واحد منهم مبلغ لما سمع كما سمع، وإن لم يكن أوعى له من مبلغ إليه، ولم يعلم بنسخه. أو المراد بالاقتداء: المماشاة على دلهم وسمتهم وهديهم، التي عملوا بها، مأخوذة عن قوله -صلى الله عليه وسلم- وفعله، وكل ما كان منه صلى الله عليه وسلم فهو سنة. وبين الاقتداء والتقليد بون بائن في المعنى اللغوي، والعرفي الاصطلاحي. أو المراد: العمل بآثارهم فيما ليس فيه نص من كتاب، ولا سنة صحيحة. وكذلك حديث:
اختلاف أمتي رحمة لم يثبت عند المحققين من المحدثين. فإن ثبت، كان المراد بلفظ الأمة: الصحابة دون سائر الأمة إلى آخر الدهر. والبحث في هذين الحديثين يطول جدا، قضى عنهما الوطر صاحب «دليل الطالب على أرجح المطالب»، فراجعه.
قال في «الترجمة»: لا يخلو صحابي عن نور، فالاقتداء به على قدر العلم والفقه مع تفاوت مراتبه. فإن كان أحدهم ذهب مذهبا غير صواب في بعض المواضع من جهة البشرية وعدم العصمة، كالبغي على إمام الحق، أو الخلاف معه، فليس حكم الاقتداء في خصوصه بصحيح، فإنه خارج عن المبحث مستثنى منه. انتهى.
[ ص: 497 ]