عدم مشروعية الذكر بالاسم المفرد «الله»
قلت: أما المسمون بالمجاذيب الذين يلوكون لفظ الجلالة بأفواههم، ويقولونها بألسنتهم، ويخرجونها عن لفظها العربي، فهم من أجناد إبليس اللعين، ومن أعظم حمر الكون، الذين ألسنتهم حلل التلبيس والتزيين، لما أن
[ ص: 538 ] إطلاق لفظ الجلالة مفردا عن إخبار عنها بقولهم: «الله الله» ليس بكلام ولا توحيد، وإنما يلعب بهذا اللفظ الشريف بإخراجه عن لفظه العربي، ثم إخلاؤها عن المعنى.
ولو أن رجلا عظيما صار مسمى بزيد، وصار جماعة يقولونه: «زيد زيد»، يعد ذلك استهزاء وإهانة وسخرية، لا سيما إذا زادوا إلى ذلك تحريف اللفظ. ثم انظر هل أتى في لفظة من الكتاب والسنة ذكر الجلالة بانفرادها وتكريرها؟ إذ الذي فيهما هو طلب الذكر والتوحيد والتسبيح والتهليل. وهذه أذكار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، خالية عن هذا الشهيق، والنهيق، والنعيق، التي اعتادها من هو عن هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسمته ودله في مكان سحيق. ثم قد يضيفون إلى الجلالة الشريفة أسماء جماعة من الموتى والمقبورين، مثل:
«ابن علوان»، و
«أحمد بن الحسين»، «وعبد القادر»، و
«عيدروس»، بل قد انتهى الحال إلى أنهم يفدون إلى أهل القبور من أهل الظلم والجرأة؛
«كعلي رومان» «وعلي الأحمر» وأشباههما. ولقد صان الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأهل الكساء وأعيان الصحابة عن إدخالهم في أفواه الجهلة الضلال، فيجمعون أنواعا من الجهل والشرك والكفر. انتهى.