تنزيه الأنبياء والأولياء
مما ينسبه إليهم الدجالون من المجاذيب ونحوهم من
المتصوفة
فهؤلاء الموتى والمقبورون أنت تفرض أنهم أولياء الله تعالى، فهل يرضي ولي الله أن يجعله المجذوب، أو السالك شريكا لله تعالى وندا؟! إن زعمت ذلك، فقد جئت شيئا إدا، أو صيرت هؤلاء الأموات مشركين، وأخرجتهم -وحاشاهم عن ذلك- عن دائرة الإسلام والدين؛ حيث جعلتهم بجعلهم أندادا لله راضين فرحين. قلت: وقد قال تعالى:
ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين [الأنبياء: 29].
وتقدم قوله تعالى في أول الباب من هذا الكتاب:
ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون .
وقد شمل لفظ
الكتاب أهل العلم جميعا، ولفظ
والحكم الحكام والملوك والولاة كلهم، ولفظ
والنبوة الأنبياء والرسل أجمعين.
[ ص: 540 ] فتقرر أنه ليس لأحد من هؤلاء الثلاثة الأصناف، التي لا أفضل منهم في الخلق، أن يقول هذه المقالة الشنيعة المذكورة؛ لأن في القول بها، وفي الأمر بقولها، يثبت الشرك؛ فالأولياء، والعلماء، والولاة، والأنبياء -عليهم السلام - أبعد عباد الله من ذلك، وإن اعتقد أحد من الجهلة أنهم كانوا ذلك، وحاشاهم عن ذلك. انتهى قولي.
أو تزعم أن هذه كرامات لهؤلاء المجاذيب الضلال المشركين، التابعين لكل باطل، المنغمسين بين بحار الرذائل، الذين لا يسجدون لله سجدة، ولا يذكرون الله وحده؟!