الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المكتبة
المواريث
بنين وبنات
كتب الأمة
تعريف بالمكتبة
قائمة الكتب
عرض موضوعي
تراجم الأعلامالدين الخالص
صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري
صفحة
142
العقل لا يوجب، ولا يحرم شيئا
وقال أبو المظفر السمعاني أيضا ما ملخصه: إن العقل لا يوجب شيئا، ولا يحرم شيئا، ولا حظ له في شيء من ذلك، ولو لم يرد الشرع بحكم، ما وجب على أحد شيء؛ لقوله تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [الإسراء:15].
وقوله سبحانه: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [النساء:165]، ونحو ذلك من الآيات.
فمن زعم أن دعوة رسل الله -عليهم الصلاة والسلام- إنما كانت لبيان الفروع، لزمه أن يجعل العقل هو الداعي إلى الله دون الرسول.
ويلزمه أن وجود الرسول، وعدمه بالنسبة إلى الدعاء إلى الله سواء.
وكفى بهذا ضلالا.
ونحن لا ننكر أن العقل يرشد إلى التوحيد، وإنما ننكر أنه يستقل بإيجاب ذلك حتى لا يصح إسلام إلا بطريقه، مع قطع النظر عن السمعيات؛ لكون ذلك خلاف ما دلت عليه آيات الكتاب، والأحاديث الصحيحة التي تواترت ولو بالطريق المعنوي.
ولو كان كما يقول أولئك، لبطلت السمعيات التي لا مجال للعقل فيها، أو أكثرها.
بل يجب الإيمان بما ثبت من السمعيات، فإن عقلناه، فبتوفيق الله تعالى، وإلا اكتفينا باعتقاد حقيقته على وفق مراد الله تعالى. انتهى.
ويؤيد كلامه ما أخرجه أبو داود عن ابن عباس: أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدك الله. الله أرسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن ندع [ ص: 142 ] اللات، والعزى؟ قال: «نعم»، فأسلم. وأصله في «الصحيحين» في قصة ضمام بن ثعلبة.
وفي حديث عمرو بن عبسة عند مسلم: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أنت؟ قال: «نبي الله»، قلت: الله أرسلك؟ قال: «نعم»، قلت: بأي شيء؟ قال: «أوحد الله، لا أشرك به شيئا» الحديث.
وفي حديث أسامة بن زيد في قصة قتيله الذي قال: لا إله إلا الله، فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
وحديث المقداد في معناه.
وفي كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، وكسرى، وغيرهما من الملوك يدعوهم إلى التوحيد، إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة التواتر المعنوي الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يزد في دعائه المشركين على أن يؤمنوا بالله وحده، ويصدقوه فيما جاء به عنه.
فمن فعل ذلك، قبل منه، سواء كان إذعانه عن تقدم نظر، أم لا.
ومن توقف منهم، نبهه حينئذ على النظر، أو أقام عليه الحجة إلى أن يذعن أو يستمر على عناده.
قال البيهقي في «كتاب الاعتقاد»: سلك بعض أئمتنا في إثبات الصانع، وحدث العالم طريق الاستدلال بمعجزات الرسالة، فإنها أصل في وجوب قبول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا الوجه وقع إيمان الذين استجابوا للرسل.
ثم ذكر قصة النجاشي، وقول جعفر بن أبي طالب له: بعث الله إلينا رسولا نعرف صدقه، فدعانا إلى الله، وتلا علينا تنزيلا من الله، لا يشبهه شيء، فصدقناه، وعرفنا أن الذي جاء به الحق. الحديث بطوله.
وقد أخرجه ابن خزيمة في كتاب: الزكاة من «صحيحه» من رواية ابن إسحق، وحاله معروفة، وحديثه في درجة الحسن.
قال البيهقي: فاستدلوا بإعجاز القرآن على صدق النبي صلى الله عليه وسلم. [ ص: 143 ]
فآمنوا بما جاء به من إثبات الصانع، ووحدانيته، وحدث العالم، وغير ذلك مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن، وغيره.
واكتفاء غالب من أسلم بمثل ذلك مشهور في الأخبار.
فوجب تصديقه في كل شيء ثبت عنه بطريق السمع، ولا يكون ذلك تقليدا، بل هو اتباع. انتهى.
وقال أبو المظفر السمعاني أيضا ما ملخصه: إن العقل لا يوجب شيئا، ولا يحرم شيئا، ولا حظ له في شيء من ذلك، ولو لم يرد الشرع بحكم، ما وجب على أحد شيء؛ لقوله تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [الإسراء:15].
وقوله سبحانه: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [النساء:165]، ونحو ذلك من الآيات.
فمن زعم أن دعوة رسل الله -عليهم الصلاة والسلام- إنما كانت لبيان الفروع، لزمه أن يجعل العقل هو الداعي إلى الله دون الرسول.
ويلزمه أن وجود الرسول، وعدمه بالنسبة إلى الدعاء إلى الله سواء.
وكفى بهذا ضلالا.
ونحن لا ننكر أن العقل يرشد إلى التوحيد، وإنما ننكر أنه يستقل بإيجاب ذلك حتى لا يصح إسلام إلا بطريقه، مع قطع النظر عن السمعيات؛ لكون ذلك خلاف ما دلت عليه آيات الكتاب، والأحاديث الصحيحة التي تواترت ولو بالطريق المعنوي.
ولو كان كما يقول أولئك، لبطلت السمعيات التي لا مجال للعقل فيها، أو أكثرها.
بل يجب الإيمان بما ثبت من السمعيات، فإن عقلناه، فبتوفيق الله تعالى، وإلا اكتفينا باعتقاد حقيقته على وفق مراد الله تعالى. انتهى.
ويؤيد كلامه ما أخرجه أبو داود عن ابن عباس: أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدك الله. الله أرسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن ندع [ ص: 142 ] اللات، والعزى؟ قال: «نعم»، فأسلم. وأصله في «الصحيحين» في قصة ضمام بن ثعلبة.
وفي حديث عمرو بن عبسة عند مسلم: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أنت؟ قال: «نبي الله»، قلت: الله أرسلك؟ قال: «نعم»، قلت: بأي شيء؟ قال: «أوحد الله، لا أشرك به شيئا» الحديث.
وفي حديث أسامة بن زيد في قصة قتيله الذي قال: لا إله إلا الله، فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
وحديث المقداد في معناه.
وفي كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، وكسرى، وغيرهما من الملوك يدعوهم إلى التوحيد، إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة التواتر المعنوي الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يزد في دعائه المشركين على أن يؤمنوا بالله وحده، ويصدقوه فيما جاء به عنه.
فمن فعل ذلك، قبل منه، سواء كان إذعانه عن تقدم نظر، أم لا.
ومن توقف منهم، نبهه حينئذ على النظر، أو أقام عليه الحجة إلى أن يذعن أو يستمر على عناده.
قال البيهقي في «كتاب الاعتقاد»: سلك بعض أئمتنا في إثبات الصانع، وحدث العالم طريق الاستدلال بمعجزات الرسالة، فإنها أصل في وجوب قبول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا الوجه وقع إيمان الذين استجابوا للرسل.
ثم ذكر قصة النجاشي، وقول جعفر بن أبي طالب له: بعث الله إلينا رسولا نعرف صدقه، فدعانا إلى الله، وتلا علينا تنزيلا من الله، لا يشبهه شيء، فصدقناه، وعرفنا أن الذي جاء به الحق. الحديث بطوله.
وقد أخرجه ابن خزيمة في كتاب: الزكاة من «صحيحه» من رواية ابن إسحق، وحاله معروفة، وحديثه في درجة الحسن.
قال البيهقي: فاستدلوا بإعجاز القرآن على صدق النبي صلى الله عليه وسلم. [ ص: 143 ]
فآمنوا بما جاء به من إثبات الصانع، ووحدانيته، وحدث العالم، وغير ذلك مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن، وغيره.
واكتفاء غالب من أسلم بمثل ذلك مشهور في الأخبار.
فوجب تصديقه في كل شيء ثبت عنه بطريق السمع، ولا يكون ذلك تقليدا، بل هو اتباع. انتهى.
التالي
السابق
الخدمات العلمية
