باب [فيمن استقرض دنانير أو دراهم أفضل أو أوزن أو أكثر]
ويجوز
لمن استقرض دراهم أن يقضي أفضل عينا وأفضل فضة إذا كان الوزن سواء، وإن كان الفضل في الوزن أو العدد كان على ثلاثة أوجه:
فإن كان القرض مائة درهم عدد، أو وزن كل درهم نصف درهم فقضى مائة وازنة- جاز.
وإن كان زاده في العدد فقضى مائة درهم ودرهما أو أكثر من ذلك كره، وإن كانت الأولى بميزان جاز الرجحان إذا كان يسيرا، ويكره ما كثر من ذلك، وهذا قوله في المدونة.
وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=16741عيسى بن دينار عند
ابن مزين ذلك في العدد والوزن من غير مراعاة لقلة ولا غيرها.
قال: وأخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في السلف أكثر عددا.
وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14883أبو محمد عبد الوهاب مثل ذلك أن يقضي أفضل صفة وأكثر عددا.
وهذا هو الصحيح، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=660010 "أنه استقرض بكرا، فقضى جملا خيارا رباعيا، ثم قال: "إن من خيركم أحسنكم قضاء"، فبان
[ ص: 2847 ] بهذا أن
النهي عن سلف جر منفعة فيما كان بشرط، وأنه لا بأس به إذا لم يشترط على أي وجه كان، قياسا على فعله، ولعموم قوله:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652141 "فإن خيركم أحسنكم قضاء" فمن زاد في العدد أو في الوزن فيما كان أخذه على الوزن فقد أحسن القضاء.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في كتاب
محمد: إذا قضى أكثر عددا فلا خير فيه وإن صح؛ لأنه ذريعة للحرام.
فأخبر أن ذلك ليس بحرام إنما هو حماية، والحماية في العدد والوزن واحد إذا كان القرض مائة ووزن كل درهم منها نصف، فقضى كل درهم وازنا.