صفحة جزء
فصل: وإن نسي التشهد الأول قبل أن يفارق الأرض رجع

وإن نسي التشهد الأول ثم ذكر قبل أن يفارق الأرض- رجع فتشهد، ويختلف إذا فارق الأرض ولم يستو قائما حسبما تقدم فيمن نسي الجلوس; لأن الجلسة إنما كانت ليتشهد فيها، فإذا جلس ولم يتشهد- رجع فتشهد، فإن استوى قائما لم يرجع ويسجد قبل السلام، فإن لم يسجد قبل سجد بعد، فإن لم يسجد حتى طال ذلك- سجد ولم يعد الصلاة.

واختلف في التشهد الأخير، فجعله مرة مثل التشهد الأول، وقال في [ ص: 515 ] المبسوط: إذا انصرف وكان على طهر قريبا من مصلاه- رجع إليه وجلس وكبر وتشهد لسهوه ثم سلم، وإن بعد مصلاه وهو على طهره- جلس حيث هو وكبر ثم تشهد، وإن لم يذكر حتى انتقض وضوؤه- توضأ واستأنف الصلاة في الوقت وبعده.

وقد اشتمل هذا الجواب على ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه يرجع إلى مصلاه إذا كان قريبا، ولم يجعله في مكان ذكر فيه.

والثاني: أنه جعل التشهد واجبا تعاد له الصلاة وإن ذهب الوقت.

والثالث: إصلاح الصلاة من الواجب وإن طال.

وهذا مثل قول ربيعة فيمن نسي بعض صلاته- أنه يأتي به وإن بعد ما بينهما ما لم تنتقض طهارته.

قال ابن نافع: قال مالك: فإن كان إماما نسي التشهد- صنع كما يصنع من نسي ذلك وحده، وإن طال حتى تجب عليه الإعادة فليس على الناس أن يستأنفوا معه. يريد إذا تشهدوا. قال: وإن كان مأموما حمله عنه الإمام.

وقال ابن القاسم في المجموعة: إذا نسي التشهد الأخير حتى سلم الإمام- فليتشهد، ولا يدعو ويسلم. [ ص: 516 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية