فصل في صفة الدعوة قبل القتال وأقسامها
وصفة الدعوة لهم مختلفة ، وهي على أقسام ، وكلها راجع إلى أن يدعو إلى الرجوع عن الوجه الذي به كفروا .
فمشركو قريش مقرون بالألوهية ، وأن الله خلقهم ، ويجعلون له شريكا ، وينكرون النبوة ؛ فيدعون إلى الرجوع عن هذين ، وأن يقروا أنه إله واحد ، وبالرسالة .
وأما اليهود فمن كان منهم مشركا يقول :
عزير ابن الله ، ومنكرا أن يكون نبينا - صلى الله عليه وسلم - أرسل إليهم ؛ فيدعون إلى الرجوع عن هذين الوجهين .
ومن كان مقرا بأن الله إله واحد منكرا للرسالة إليهم ؛ دعوا إلى الإقرار أنه مرسل إليهم .
والنصارى منكرة للوحدانية وللرسالة ، فيدعون إلى الرجوع إلى أنه إله واحد ، وإلى الإقرار بالرسالة .
والمجوس منكرة للألوهية والرسالة ، فيدعون إلى الإقرار بهذين الوجهين .
والصابئون يعبدون الملائكة ، وينكرون الرسالة ، وقوم يقرون بالألوهية ،
[ ص: 1346 ] وينكرون البعث .
فإذا رجع كل فريق من هؤلاء عن الوجه الذي به كفر وأقر بما دعي إليه ؛ كان مؤمنا .
ثم
يدعى بعد ذلك إلى فروع الإسلام ، فيدعى أولا إلى الصلاة ، ثم إلى الإقرار بوجوب الزكاة والصوم والحج .
وإن أقر بالألوهية وبالوحدانية وبالرسالة ، وأنكر الإقرار بالصلاة أو الزكاة أو بالصوم أو بالحج ؛ كان على حكم المرتد .
فإن رجع وأقر بذلك ، وإلا قتل ، ولم تقبل منه جزية إن بذلها ليبقى على ما كان فيه قبل الإقرار بذلك .