صفحة جزء
باب في الجهاد مع ولاة الجور

اختلف في ذلك ، فقال مالك : لا بأس به . قال : ولو ترك ذلك لكان ضررا على المسلمين . وذكر مرعش وما فعل بالمسلمين .

قال ابن حبيب : سمعت أهل العلم يقولون : لا بأس به ، وإن لم يوفوا بعهد ، ولم يضعوا الخمس موضعه .

وقال ابن نافع في شرح ابن مزين : لا أحب لأحد أن يخرج معهم ، فيكون لهم عونا على ما يريدون من طلب الدنيا . وحكي عن مالك مثل ذلك .

قال الشيخ -رحمه الله- : لا أرى أن يغزى معهم إذا كانوا لا يوفون بعهد ، وهو أشد من تعديهم في الخمس . وكذلك ، إذا كانوا على ما لا يحل من الفسق وشرب الخمر ، فلا يغزى معهم .

وإنما تكلم مالك في وقت كان الذي يرغب في الجهاد من أهل الخير كثيرا ، فتأخرهم يضعف الباقين .

فأما إذا كان الذي يسأل عن ذلك ، وينظر لدينه الواحد والاثنان والنفر اليسير ؛ لم يغز معهم . [ ص: 1349 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية