إذا فرغ من الاستنجاء اشتغل بالوضوء فلم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم قط خارجا من الغائط إلا توضأ ويبتدئ بالسواك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك .
(كيفية الوضوء) هو بضم الواو وفتحها مصدر وبفتحها فقط ما يتوضأ به مأخوذ من الوضاءة وهي الحسن والنظافة، وشرعا نظافة مخصوصة ففيه المعنى اللغوي; لأنه يحسن أعضاء الوضوء في الدنيا بالتنظيف، وفي الآخرة بالتحجيل حتى قيل الحكمة في غسل هذه الأعضاء هو هذا المعنى، فإن العبد إذا توجه لخدمة ملك يجب أن يجدد النظافة وأيسرها تنقية الأطراف التي تنكشف كثيرا ومتى أبصرت نقية من الدرن نظيفة من الوسخ قبلها القلب واستحسنها العقل، وقدم الوضوء على الغسل; لأن الله تعالى قدمه عليه فقال: (إذا فرغ) العبد (من الاستنجاء) بالآداب التي ذكرت (اشتغل بالوضوء) أي بمهماته (فلم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا من الغائط) وأصله المطمئن من الأرض الواسع، وكان الرجل منهم إذا أراد أن يقضي الحاجة أتى إلى الغائط فقضى حاجته فقيل لكل من قضى حاجته قد أتى الغائط يكنى به عن العذرة، وقد تغوط وبال كذا في مختار الصحاح، وقال المناوي: كنى به عن العذرة كراهة لاسمه فصار حقيقة عرفية (إلا توضأ) الوضوء الشرعي، وهذا الحديث لم يتعرض له العراقي إلا أن يكون المراد بالوضوء الاستنجاء، وإن كان بعيدا، ولكن يساعده ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت: nindex.php?page=hadith&LINKID=676861ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من غائط قط إلا من ماء، إلا أنه لا يناسب المقام، كما لا يخفى وربما يخالفه ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت: nindex.php?page=hadith&LINKID=671961بال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عمر خلفه بكوز من ماء فقال: ما هذا يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر؟ قال: ماء توضأ به قال: ما أمرت كلما بلت أن أتوضأ ولو فعلت لكانت سنة. قال nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري: المرأة التي روت عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة مجهولة (و) من آداب الوضوء (أن) الرجل (يبتدئ بالسواك) أي يقدمه على أفعال الوضوء، وهو بالتثليث عود الأراك والجمع سوك بالضم والأصل بضمتين مثل كتاب وكتب قال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد: سكت الشيء أسوكه سوكا من باب قال، إذا دلكته، ومنه اشتقاق السواك، وهو أحسن من قول ابن فارس: مأخوذ من تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال (فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك) .
قال العراقي: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم من حديث علي، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=8علي وكلاهما ضعيف، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار مرفوعا وإسناده جيد . قلت: وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12176السجزي في الإبانة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي مرفوعا، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15061أبو مسلم الكجي في السنن nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم من حديث الوضين، وفي إسناده مندل، وهو ضعيف، وقوله: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار إلخ صرح به في شرح التقريب بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=932446إن العبد إذا تسوك، ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن، قال: ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه فضيل بن سليمان النميري، وهو وإن أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان فقد ضعفه الجمهور فتأمل .