قال صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة يوم القيامة على كثيب من مسك أسود لا يهولهم حساب ولا ينالهم فزع حتى يفرغ مما بين الناس رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله عز وجل وأم بقوم وهم به راضون ورجل ، أذن في مسجد ودعا إلى الله عز وجل ابتغاء وجه الله ورجل ابتلي بالرزق في الدنيا فلم يشغله ذلك عن عمل الآخرة وقال صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=656993لا يسمع نداء المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة .
وإنما قدمها لتقدم الأذان مع الصلاة، وهو اسم من آذنه بكذا إذا أعلمه، ثم نقل إلى إعلام خاص في [ ص: 5 ] أوقات خاصة، (قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة يوم القيامة على كثيب) ، هو الرمل المستطيل المحدودب، (من مسك أسود لا يهولهم) ، أي: لا يفزعهم (حساب) ، أي: المناقشة فيه، (ولا ينالهم فزع) ، أي: خوف: أولهم (رجل قرأ القرآن) ، أي: تعلمه؛ (ابتغاء وجه الله عز وجل) ، أي: لا للرياء والسمعة، ولا يتسلق به على حصول دنيا (وأم بقوم وهم به راضون، و) الثاني: (رجل أذن في مسجد ودعا إلى الله عز وجل ابتغاء وجه الله) ، أي: لا بعوض وأجرة، (و) الثالث: (رجل ابتلي بالرق في الدنيا فلم يشغله ذلك عن عمل الآخرة) ، بل قام بحق الحق وحق سيده، وجاهد نفسه على تحمل مشاق القيام بالحقين، ومن ثم كان له أجران واستوجب الأمان، وارتفع على الكثبان". قال العراقي: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وحسنه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مختصرا، وهو في الصغير nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني بنحو مما ذكره المؤلف، اهـ .
(وقال صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=656993لا يسمع نداء المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة) ، رواه أبو مصعب الزبيدي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني، عن أبيه، أن nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو بادية، فأذنت بالصلاة فارفع صوتك، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة". قال أبو سعيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن عبد الله بن يوسف nindex.php?page=showalam&ids=12427وإسماعيل بن أبي أويس، nindex.php?page=showalam&ids=16818وقتيبة بن سعيد، فرقهم كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن محمد بن سلمة عن عبد الرحمن بن القاسم عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
(تنبيه) :
قال الحافظ في "تخريج أحاديث الأذكار" ما نصه: ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي في الوسيط، وتبعه nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي أن الخطاب الأول وقع من النبي صلى الله عليه وسلم، واستنكر ذلك nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح في مشكله، وقال: لا أصل لذلك في شيء من طرق الحديث، وإنما وقع ذلك من nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد للتابعي، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الأم عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك على الصواب، واعتذر ابن الرفعة عن nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي بأنه فهم من قول nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد "سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم" أي: جميع ما تقدم، فذكره بالمعنى، والعلم عند الله تعالى .