جمع ركن وهو في اللغة الجانب الأقوى، وفي الاصطلاح الجزء الذاتي الذي تتركب الماهية منه ومن غيره، وهي داخلة في الفرائض، وقيل: ركن الشيء ما يقوم به ذلك الشيء من التقوم، إذ قوام الشيء بركنه لا من القيام، والألزم أن يكون الفاعل ركنا للفعل، والجسم ركنا للعرض، والموصوف للصفة، ذكره ابن الكمال، وفي [ ص: 12 ] "المصباح": أركان الشيء أجزاء ماهيته، قال: nindex.php?page=showalam&ids=14847والغزالي جعل الفاعل ركنا في مواضع كالبيع والنكاح، ولم يجعله ركنا في مواضع كالعبادات، والفرق عسير، ويمكن أن يفرق بأن الفاعل علة لفعله، والعلة غير المعلول، فالماهية معلولة؛ فحيث كان الفاعل متحدا استقل بإيجاد الفعل، كما في العبادة، وأعطي حكم العلة العقلية ولم يجعل ركنا؛ وحيث كان الفاعل متعددا لم يستقل كل واحد بإيجاد الفعل، بل يفتقر إلى غيره، فكان كل واحد من العاقدين غير عاقد، بل العاقد اثنان، فكل واحد من المتبايعين مثلا غير مستقل، فبهذا الاعتبار بعد عن شبه العلة، وأشبه جزء الماهية في افتقاره إلى ما يقومه، فناسب جعله ركنا، والله أعلم .
(قال صلى الله عليه وسلم: مثل الصلاة المكتوبة كمثل الميزان، من أوفى استوفى) ، أي: من حافظ عليها بواجباتها ومندوباتها استوفى ما وعد به من الفوز بدار الثواب والنجاة من أليم العقاب. قال العراقي: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في الزهد من حديث الحسن مرسلا، وأسنده nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في "الشعب" من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بإسناد فيه جهالة اهـ .
قلت: وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم والديلمي، ولكن لفظهم جميعا: "الصلاة ميزان، فمن وفى استوفى"، وفي "القوت" عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وسلمان رضي الله عنهما: "الصلاة مكيال، فمن أوفى أوفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله تعالى في المطففين". اهـ .
قلت: وقول nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان هذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف عن ابن فضيل عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد عنه، (وقال يزيد) بن أبان (الرقاشي) ، تابعي، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، تقدمت ترجمته، (كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مستوية كأنها موزونة) .
قال العراقي: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في الزهد، ومن طريقه أبو الوليد الصفار في كتاب الصلاة، وهو مرسل ضعيف .
(وقال صلى الله عليه وسلم: إن الرجلين من أمتي ليقومان إلى الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد، وإن ما بين صلاتيهما ما بين السماوات والأرض، وأشار) صلى الله عليه وسلم (إلى الخشوع) ، أي: هذا خشع وهذا لم يخشع. قال العراقي: أخرجه ابن المحبر في كتاب العقل من حديث nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب الأنصاري بنحوه، وهو موضوع، ورواه الحرث بن أبي أسامة في مسنده، عن ابن المحبر اهـ .
قلت: قد تقدم الكلام عليه في خاتمة كتاب العلم فراجعه .
قلت: وهو في السنن الأربعة بلفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، إلا أنهم قالوا "رأس" بدل "وجه"، وبزيادة: "أو يجعل الله صورته صورة حمار"، وفي رواية عند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : "رأس كلب"، وفي أخرى: "أو لا يخشى"، وعند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود زيادة: "والإمام ساجد" وألحق به الركوع لكونه في معناه، ولكن اللفظ الذي أورده المصنف أعم من ذلك كله، واختلفوا في هذا التحويل، فقيل: حقيقة بناء على ما عليه الأكثر من وقوع المسخ في هذه الأمة، أو مجاز عن البلادة الموصوف بها الحمار، فاستعير ذلك للجاهل، أو أنه يستحق به من العقوبة في الدنيا هذا، ولا يلزم من الوعيد الوقوع، وارتضى المصنف الثاني ورد ما عداه، وقال: هو قلب معنوي، وهو مصيره كالحمار في معنى البلادة، إذ غاية الحمق الجمع بين الاقتداء والتقدم، فعلم أنه كبير للتوعد عليه بأشنع العقوبات وأبشعها وهو المسخ، لكن لا تبطل صلاته عند الشافعية والحنفية، وأبطلها nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد كالظاهرية، والله أعلم .