وهو تفعل من شهد، سمي بذلك لاشتماله على النطق بشهادة الحق تغليبا له على بقية أذكاره لشرفها، وهو من باب إطلاق اسم البعض على الكل، وقد أدرج المصنف فيما ذكره أربعة أركان: التشهد الأخير والقعود والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتسليمة الأولى قال: (ثم يتشهد في الركعة الثانية التشهد الأول) ، وله أقل وأكمل، فأقله كما نقل عن نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : "التحيات لله، سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله". قال nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي : هكذا روى أصحابنا العراقيون، وتابعهم nindex.php?page=showalam&ids=14396الروياني، وأسقط الصيدلاني "وبركاته"، وقال: "محمدا رسوله"، وحكاه صاحب "التهذيب" إلا أنه لم يقل في الثانية: "وأشهد"، وهذا هو الذي أورده المصنف في "الوجيز"، وحكاه ابن [ ص: 76 ] كج، فإذا حصل الخلاف في المنقول عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في ثلاثة مواضع أحدها في "وبركاته"، والثاني في "وأشهد" في الثانية، والثالث في لفظ: "الله" في الشهادة، فمنهم من اكتفى بقوله: "ورسوله"، ثم نقلوا عن nindex.php?page=showalam&ids=13216ابن سريج طريقة أخرى، وهي: "التحيات لله، سلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، سلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله". وأسقط بعضهم لفظ السلام الثاني، واكتفى بأن يقول: أيها النبي، وعلى عباد الله الصالحين، وأسقط بعضهم لفظ الصالحين، ويحكى هذا عن الحليمي اهـ .
وقال النووي : قلت: روي: "سلام عليك وسلام علينا"، وروي بالألف واللام فيهما، وهذا أكثر في روايات الحديث، وفي كلام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، واتفق أصحابنا على جواز الأمرين هنا، بخلاف سلام التحلل، قالوا: والأفضل هنا الألف واللام؛ لكثرته وزيادته وموافقته سلام التحلل، والله أعلم .
ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي : قال الأئمة: كأن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي اعتبر في حد الأقل ما رآه مكررا في جميع الروايات، ولم يكن تابعا لغيره، وما انفردت به الروايات، وكان تابعا لغيره جوز حذفه، nindex.php?page=showalam&ids=13216وابن سريج نظر إلى المعنى وحذف ما لا يغير به المعنى، فاكتفى بذكر السلام عن الرحمة والبركة، وقال بدخولها فيه، واعلم أن جميع ما ذكره الأصحاب من اعتبار التكرير، وعدم التبعية أن جعلوه ضابطا لحد الأقل، فذاك وإن عللوا حد الأقل به، ففيه إشكال؛ لأن التكرر في الروايات يشعر بأنه لا بد من القدر المتكرر، ومن الجائز أن يكون المجزي هذا القدر مع ما تفرد به كل رواته، وأما أكمله فاختار nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وهو: nindex.php?page=hadith&LINKID=662637التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله". هكذا روى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه .
قلت: رواه ه وومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس عنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=662637 "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة في القرآن، وكان يقول: التحيات المباركات...الحديث، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي تنكير السلام في الموضعين، وكذلك هو عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وكذلك وقع في تشهد nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : سلام علينا، بالتنكير في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في تشهده: سلام عليك، بالتنكير أيضا، كما وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، وفي تشهد nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر تعريف السلام في الموضعين، قال nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي : وروي: السلام علينا، بإثبات الألف واللام، وهما صحيحان، ولا فرق .
وحكي عن بعضهم أن الأفضل إثبات الألف واللام، وقال الأصفهاني في "شرح المحرر": ووجه اختيار nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي تشهد nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لوجوه؛ الأول: لزيادة تأكيد في روايته؛ لأنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=662637 "كان يعلمنا التشهد كما يعلمنا سورة من القرآن". الثاني: أنه يفيد ما يفيد العطف من المعنى مع جواز قصد الاستئناف والوصفية بخلاف صورة العطف، فإن الاحتمالين منفيان، وللزوم حذف الجزء من الثاني والثالث، أو من الأول والثاني إن جعلت "لله" خبرا للثالث، ولأنه موافق لكتاب الله عز وجل، تحية من الله مباركة طيبة، ولفظ السلام في كتاب الله ما جاء إلا منكرا، كقوله تعالى: وسلام على المرسلين ، سلام على نوح في العالمين ، وما نقل في "الشامل" من أن العرب قد تعطف من غير عاطف، فليس بشيء اهـ .
قلت: وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في السنن أنه سئل nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لم اخترت تشهد nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس؟ فقال: لأنه أجمع وأكثر لفظا من غيره .
قلت: وهذا فيه شيء، فقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في "المستدرك"، وصححه عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رفعه مثل تشهد nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وزاد في أوله وآخره على تشهد nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس زيادات، فكان الواجب أن يختار nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي تشهده؛ لأنه أجمع وأكثر من الجميع، وكذا في تشهد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وابنه زيادات أيضا، ولكن قد يجاب أن في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أيمن بن نائل، وهو ضعيف، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ساقه بناء على أنه توبع فيه، وكان يحكي عن شيخه أبي علي النيسابوري التوقف في تخطئة أيمن، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أيضا في تشهد nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ما نصه: ولا شك في كونه بعد التشهد الذي علم nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وأضرابه .
قلت: لا أدري من أين له أن تشهد nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس متأخر عن تشهد nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود؛ حتى قطع بذلك، ولا يلزم من صغر سنه تأخر تعليمه وسماعه عن غيره، ولا أعلم أحدا من الفقهاء وأهل الأثر [ ص: 77 ] رجح رواية صغار الصحابة على رواية كبارهم عند التعارض، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي كان كثيرا ما يسمع الحديث من غيره من الصحابة فيرسله، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وحسن سنده عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أخذ بيده فعلمه، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده فعلمه التشهد؛ فدل هذا على أن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أخذ التشهد عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر قديم الصحبة .
(فصل)
واختار nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك تشهد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب: nindex.php?page=hadith&LINKID=63973 "التحيات لله، الزاكيات لله الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله". رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن عبد الرحمن بن عبد "أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يعلم الناس التشهد على المنبر يقول: قولوا..." فساقه، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بهذا الإسناد، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك من طريق أخرى عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة، عن أبيه أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ....فذكره، وأوله: "بسم الله خير الأسماء". قال الحافظ: وهذه الرواية منقطعة، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي تقديم الشهادتين على كلمتي "السلام"، ومعظم الروايات على خلافه. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في "العلل": لم يختلفوا في أن هذا الحديث موقوف على nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، ورواه بعض المتأخرين عن ابن أبي أويس عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك مرفوعا، وهو وهم .
فصل
واختار nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد تشهد nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وهو عشر كلمات: nindex.php?page=hadith&LINKID=932699 "التحيات والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله". أخرجه الستة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي هو أصح شيء في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، ثم روى بسنده عن nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف nindex.php?page=hadith&LINKID=63969 "أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إن الناس قد اختلفوا في التشهد، فقال: عليك بتشهد nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار: أصح حديث في التشهد عندي حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وروي عنه من نيف وعشرين طريقا، ولا نعلم شيئا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد أثبت منه، ولا أصح أسانيد، ولا أشهر رجالا ولا أشد تظافرا بكثرة الأسانيد والطرق، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: إنما اجتمع الناس على تشهد nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود لأن أصحابه لا يخالف بعضهم بعضا، وغيره قد اختلف أصحابه عليه فيه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى الذهلي: حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أصح ما روي في التشهد، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في "الكبير" من طريق عبد الله بن بريدة بن الخصيب عن أبيه قال: ما سمعت في التشهد أحسن من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود . ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي "سلام علينا" بالتنكير، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني: سلام عليك، بالتنكير أيضا، وثبتت فيه الواو بين الجملتين، وهي تقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه، فيكون كل جملة ثناء مستقلا بخلاف غيرها من الروايات، فإنها ساقطة، وسقوطها يصيرها صفة لما قبلها، ولأن السلام فيه معرف وفي غيره منكر، والمعرف أعم .
(فصل)
وقد روى التشهد من الصحابة غير من ذكر nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة وسمرة بن جندب nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي، nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير ومعاوية، وسلمان، وأبو حميد، nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر موقوفا، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر موقوفا، وطلحة بن عبيد الله، وأنس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة، وأبو سعيد، nindex.php?page=showalam&ids=69والفضل بن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة، والمطلب بن ربيعة nindex.php?page=showalam&ids=51وابن أبي أوفى، فجملة من رواه أربعة وعشرون صحابيا، لا نطيل بذكر أسانيدهم؛ لأن ذلك يخرجنا عن المقصود .