وروي أنه يقال لقارئ القرآن : اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا .
(ثم يراعي الهيبة) بسكون الجوارح وإصغاء القلب لفهم الخطاب (في القراءة) ، ويخشع (فيرتل) فيها ترتيلا مع التدبر لفهم معانيها، (ولا يسرد) سردا، (فإن ذلك) أي: الترتيل عدم السرد، (أيسر للتأمل) ، وفي القوت في ذكر أحزاب القرآن: وأفضل القراءة الترتيل؛ لأنه يجمع الأمر والندب، وفيه التدبر والتفكر. وروى nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب قال: لا خير في قراءة لا تدبر فيها، ولا خير في عبادة لا فقه فيها. وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : "لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأدبرهما أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمة".
(ويفرق) القارئ (بين نغماته) جمع نغمة، كثمرة وثمرات، والمراد بها الصوت (في آية الرحمة والعذاب والوعد والوعيد والتحميد والتعظيم والتمجيد) ، فإن مر بآية رحمة أظهرها وسأل ورغب، أو آية عذاب خفضها وفزع واستعاذ، وإن مر بتسبيح أو تعظيم وتحميد سبح وعظم وحمد، إن قال بلسانه فحسن، وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة ما ورد فيه محمول على صلاة الليل .
وأما الفرائض فلا يصلح فيها شيء من ذلك، وإن أسره في قلبه ورفع به همه ناب قصده عن المقال، وكان فقره غاية السؤال، وهذا أحد الوجهين في قوله تعالى: يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ، ومما يدل على التفريق في نغمات القراءة ما روي أنه (كان النخعي) هو إبراهيم بن زيد أو خاله nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود بن يزيد، ولكن إذا أطلق ينصرف إلى الأول غالبا، (إذا مر) في صلاته (بمثل قوله تعالى: ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله يغض صوته) ، أي: يخفضه (كالمستحيي عن أن يذكره بكل شيء) ، وهذا إن ثبت فهو عند أصحابنا محمول على خارج الصلاة .
(وروي أنه يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا) قال العراقي: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حسن صحيح، اهـ .
قلت: أخرجوه من طريق سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود، عن ذر عن ابن عمرو اهـ .