وكان إذا صلى ربما ضربت ابنته بالدف ، وتحدث النساء بما يردن في البيت ، ولم يكن يسمع ذلك ، ولا يعقله وقيل له ذات يوم : هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء ؟ قال : نعم ! بوقوفي بين يدي الله عز وجل ، ومنصرفي إحدى الدارين قيل فهل تجد شيئا مما نجد من أمور الدنيا ؟ فقال : لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون وكان يقول : لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا .
وقد كان مسلم بن يسار منهم وقد نقلنا أنه لم يشعر بسقوط أسطوانة في المسجد وهو في الصلاة .
(وكان إذا صلى) ربما (ضربت ابنته بالدف ، وتحدث النساء بما يردن في البيت ، ولم يكن يسمع ذلك ، ولا يعقله) ، أي : لخشوعه في الصلاة . هكذا أورده صاحب القوت . (وقيل له ذات يوم : هل تحدث نفسك) ، وفي نسخة : تحدثك نفسك (في الصلاة بشيء ؟ قال : نعم! بوقوفي بين يدي الله - عز وجل - ، ومنصرفي) ، أي : مرجعي (إلى إحدى الدارين قيل) له : (فهل تجد شيئا مما نجد من أمور الدنيا ؟ فقال : لأن تختلف الأسنة) جمع سنان ، وهو من الرمح معروف (في) ، أي : جسدي (أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون) ، كذا أورده صاحب القوت ، والعوارف (وكان يقول : لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا) ، كذا أورده صاحب القوت ، والمشهور أنه من قول nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - ، وأورد صاحب الحلية في ترجمة عامر هذا ، فقال : ومنهم الداعي العامل الخافي العاقل كان لمشهوده عاملا ، ولمشروعه عاقلا ؛ nindex.php?page=showalam&ids=16281عامر بن عبد الله بن الزبير ، وقيل : إن التصوف إلا كباب على العمل ، والإعراض عن العلل ، ثم أسند عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس عنه : كان يقف عند موضع الجنائز يدعو ، وعليه قطيفة سقطت عنه ، وما يشعر بها ، وأسند أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قال : ربما خرج عامر منصرفا من العتمة من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيعرض له الدعاء قبل أن يصل إلى منزله ، فيرفع يديه فما يزال كذلك حتى ينادى بالصبح إلى المسجد ، فيصلي الصبح بوضوء العتمة .
وأسند من طريق سفيان بن عنبسة قال : اشترى عامر بن عبد الله نفسه من الله ست مرات ، وفي رواية أخرى بسبع ديات ، وأسند من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي قال : سرقت نعلا عامر بن عبد الله ، فما انتعل حتى مات - رحمه الله تعالى - (وقد كان مسلم بن يسار) البصري (منهم) ، أي : من الخاشعين في الصلاة (وبلغنا أنه لم يشعر بسقوط أسطوانة المسجد) بجامع البصرة (وهو في الصلاة) .
وفي القوت : وكان مسلم بن يسار من العلماء الزاهدين ، فكان إذا دخل في الصلاة يقول لأهله : تحدثوا بما تريدون وأفشوا سركم ، فإني لا أسمع ، وكان يقول : وما يدريكم أين قلبي ، وكان يصلي ذات يوم في جامع البصرة فوقعت خلفه أسطوانة معقود بناؤها على أربع طاقات فتسامع بها أهل السوق فدخلوا المسجد ، وهو قائم يصلي كأنه وتد فانفتل من صلاته ، فلما فرغ جاءه الناس يهنونه ، فقال : وعلى أي شيء تهنوني ؟ قالوا : وقعت هذه الأسطوانة العظيمة وراءك ، فسلمت منها ، فقال : متى وقعت ؟ قالوا : وأنت تصلي ، قال : فإني ما شعرت بها . أهـ .