وينوي الإمامة لينال الفضل ، فإن لم ينو صحت صلاته وصلاة ، القوم إذا نووا الاقتداء .
ونالوا فضل القدوة ، وهو لا ينال فضل الإمامة .
(السادسة : أن يرفع) الإمام (صوته بتكبيرة الإحرام) ليسمع من وراءه من المصلين (و) كذا (سائر التكبيرات) ، أي : في الانتقالات ليعلم بها من وراءه (ولا يرفع المأموم صوته) بالتكبير (الأعلى قدر ما يسمع نفسه) فقط ؛ لأن المقصود بالرفع الإعلام ، والمأموم يقتدي بغيره ، فلا يطلب منه ذلك (وينوي) الإمام (الإمامة) بعد أن يحضر في ذهنه ذات الصلاة ، وما يجب التعرض له من صفاتها كالظهرية ، والفرضية ، ثم يقصد هذا المعلوم قصدا مقارنا لأول التكبير (لينال الفضل ، فإن لم ينو صحت صلاته ، و) صحت (صلاة القوم إذا نووا الاقتداء ، ونالوا فضل القدوة ، وهو لا ينال فضل الإمامة) ، وعند أصحابنا لا يحتاج الإمام في صحة الاقتداء به إلى نية الإمامة إلا في حق النساء خلافا nindex.php?page=showalam&ids=15922لزفر ، وأما المقتدي فينوي الاقتداء بالإمام ، وقد تقدم في بحث النية بأوضح من ذلك ، فليطلب من هناك ، والاعتبار في ذلك أن المصلي ينبغي أن لا يكون له شغل إلا بربه لا بغير ربه ، فإن الصلاة قسمها الله بينه وبين المصلي ، فليس له أن ينوي الإمامة ، ومن أدخل حكم رعاية المأموم في هذا القول قال : ينوي التوجه إلى الله ، وإلى القبلة ، والقربة بهذه العبادة إلى الله تعالى ، والإمامة بالمأمومين ، وكذلك ينوي المأموم بهذه العبادة القربة إلى الله تعالى ، والائتمام بالإمام ، وكل مصيب بحسب ما يقع له ، ويشهده الحق في مناجاته . والله أعلم .