(والأخبار فيها) هل يجهر بها أم لا (متعارضة ، واختيار nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رضي الله عنه - الجهر) .
قلت : قد أفرد هذه المسألة بالتصنيف جماعة منهم : nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب البغدادي ، وآخرون ، وقد أذكر هنا أحاديث الطرفين ، والآثار الواردة عن الصحابة ، ومن بعدهم ، مقدما أحاديث الجهر ؛ مراعاة لمذهب المصنف ، مع الكلام على كل حديث وأثر مما اقتضاه المقام مع كمال إنصاف ، وعدم تعصب ، متوكلا على الله ، معتمدا على مواهبه - جل جلاله - ، ومع ذلك ، فلكل وجهة ، ولكل نصيب فيما اجتهد فيه ، فأقول : للقائلين بالجهر تسعة أحاديث ، وخمسة آثار . أما الأحاديث ، فأولها ، وهو أجودها حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في السنن من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15785حيوة بن شريح ، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث ، واللفظ له ، حدثنا خالد بن يزيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15987سعيد بن أبي هلال ، عن نعيم المجمر قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=667156صليت وراء nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ بأم القرآن ، وقال : آمين ، وقال الناس : آمين ، ويقول كلما سجد الله أكبر ، وإذا قام من الجلوس قال : الله أكبر ، ويقول إذا سلم ، والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقال : إسناده صحيح ، وله شواهد ، وقال في الخلافيات : رواته كلهم ثقات ، مجمع على عدالتهم ، محتج بهم في الصحيح ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في سننه ، فقال : باب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أخبرنا شعيب ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، فذكره ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في صحيحه ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في مستدركه ، وقال : إنه على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في سننه ، وقال : حديث صحيح ، ورواته كلهم ثقات ، والجواب عنه من وجوه : أحدها : إنه حديث معلول ، فإن ذكر البسملة فيه مما تفرد به نعيم المجمر من بين أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وهم ثمانمائة ما بين صاحب ، وتابع ، ولا يثبت عن ثقة من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه حدث عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=63762أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالبسملة في الصلاة ، وقد أعرض عن ذكر البسملة صاحبا
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : وكأنه كان ينكر على من ترك التكبير في رفعه ، وخفضه . قال : ويدل على أنهم كانوا يفعلون ذلك ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن سمعان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال : ثلاث كان يفعلهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تركهن الناس : كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا ، وكان يقف قبل القراءة هنيهة ، وكان يكبر في كل خفض ، ورفع . ورواه ابن أبي ذنب في موطئه كذلك باللفظ المذكور ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في القراءة خلف الإمام ، nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود الطيالسي في مسنده ، وهذا حديث حسن ، ورواته ثقات ، وسعيد بن سمعان الأنصاري صدوق وثقه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، وليس للتسمية في هذا الحديث ، ولا في الأحاديث الصحيحة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ذكر ، وهذا مما يغلب على الظن أنه وهم على nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فإن قبل قد رواها نعيم المجمر ، وهو ثقة ، والزيادة من الثقة مقبولة ، قلنا : ليس ذلك مجمعا عليه ؛ بل فيه خلاف مشهور ، فمن الناس من يقبل زيادة الثقة مطلقا ، ومنهم من لا يقبلها ، والصحيح التفصيل ، وهو أنها تقبل في موضع دون موضع ، فتقبل إذا كان الراوي لها ثقة حافظا ثبتا ، والذي لم يذكرها مثله ، أو دونه في الثقة ، ولا تقبل في موضع آخر لقرائن تخصها ، ومن حكم في ذلك حكما عاما ، فقد غلط ؛ بل كل زيادة لها حكم يخصها ، ففي موضع يجزم بصحتها ، وفي موضع يغلب على الظن صحتها ، وفي موضع يتوقف فيها ، وزيادة نعيم المجمر التسمية في هذا الحديث مما يتوقف فيه ؛ بل يغلب على الظن ضعفه ، وعلى تقدير صحتها ، فلا حجة فيها للقائل بالجهر ؛ لأنه قال : فقرأ ، أو فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، وذلك أعم من قراءتها سرا ، أو جهرا ، وإنما هو حجة على من لا يرى قراءتها ، فإن قيل : لو كان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة أسر بالبسملة ، وجهر بالفاتحة لم يعبر عن ذلك نعيم بعبارة واحدة متناولة للفاتحة ، والبسملة تناولا واحدا ، ولقال : فأسر بالبسملة ، ثم جهر بالفاتحة ، والصلاة كانت جهرية بدليل تأمينه ، وتأمين المأمومين . قلنا : ليس الجهر فيه بصريح ، ولا ظاهر يوجب الحجة ، ومثل هذا لا يقدم على النص الصريح المقتضي للإسرار ، ولو أخذ الجهر من هذا الإطلاق لأخذ منه أنها ليست آية من أم القرآن ، فإنه قال : فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ أم القرآن ، والعطف يقتضي المغايرة .
الوجه الثاني أن قوله : فقرأ ، أو قال : ليس بصريح أنه سمعها منه ؛ إذ يجوز أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة أخبر نعيما بأنه قرأها سرا ، أو يجوز أن يكون سمعها منه في مخافتته لقربه منه ، كما روي عنه من أنواع الاستفتاح ، وألفاظ الذكر في قيامه ، وقعوده ، وركوعه ، وسجوده ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الصحيح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : إذا قام في الصلاة : وجهت وجهي . . . الحديث ، ولم يكن سماع الصحابة ذلك منه دليلا على الجهر ، وكذا قوله : وكان يسمعنا الآية أحيانا .
الوجه الثالث : إن قوله : إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما أراد به أصل الصلاة ، ومقاديرها ، وهيئاتها ، وتشبيه الشيء بالشيء لا يقتضي أن يكون مثله من كل وجه ؛ بل يكفي في غالب الأفعال ، وذلك متحقق في التكبير ، وغيره دون البسملة ، فإن التكبير ، وغيره من أفعال الصلاة ثابت صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وكان مقصوده الرد على من تركه . أما التسمية ، ففي صحتها عنه نظر ، فينصرف إلى الصحيح الثابت دون غيره ، وكيف يظن nindex.php?page=showalam&ids=3بأبي هريرة أنه يريد التشبيه في الجهر بالبسملة ، وهو الراوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يقول الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين . . . الحديث ، وقد سبق ذكره ، وأنه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه ، عن سفيان ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ،
[ ص: 185 ] وأبي السائب ، كلاهما عنه ، فهو ظاهر في أن البسملة ليست من الفاتحة ، وإلا لابتدأ بها ؛ لأن هذا محل بيان ، واستقصاء لآيات السورة حتى أنه لم يخل منها بحرف ، والحاجة إلى قراءة البسملة أمس ليرتفع الإشكال .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : حديث العلاء هذا قاطع تعلق المتنازعين ، وهو نص لا يحتمل التأويل ، ولا أعلم حديثا في سقوط البسملة أبين منه ، واعترض بعض المتأخرين على هذا الحديث بأمرين : أحدهما : قال : لا تغتر بكون هذا الحديث في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن تكلم فيه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين ، فقال : الناس يتقون حديثه ، ليس حديثه بحجة ، مضطرب الحديث ، ليس بذاك ، هو ضعيف ، روي عنه جميع هذه الألفاظ ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : ليس بالقوي ، وقد انفرد بهذا الحديث ، فلا يحتج به .
الثاني : قال : وعلى تقدير صحته ، فقد جاء في بعض الروايات عنه ذكر التسمية ، كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، عن عبد الله بن يزيد بن سمعان ، عن العلاء ، فذكره ، وهذه الرواية وإن كان فيها ضعف ، ولكنها مفسرة لحديث nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أنه أراد السورة لا الآية ، وهذا القائل حمله الجهل ، وفرط التعصب على أن ترك الحديث الصحيح ، وضعفه لكونه غير موافق لمذهبه ، وقال : لا تغتر بكونه في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم مع أنه قد رواه عن العلاء الأئمة الثقات كمالك وأضرابه ممن تقدم ذكرهم آنفا عند ذكر المصنف لهذا الحديث ، ولم يذكروا هذه الزيادة ، والعلاء نفسه ثقة صدوق من رجال الصحيحين ، وهذه الرواية مما انفرد بها ابن سمعان ، وهو كذاب ، ولم يخرجها أحد من أصحاب الكتب الستة ، ولا في المصنفات المشهورة ، ولا المسانيد المعروفة ، وإنما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في سننه ، وفي كتاب العلل ، مع أنه نبه في كل منهما على حال ابن سمعان بأنه متروك ضعيف ، وحسبك بالأول قد أودعه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه ، وزيادة ابن سمعان باطلة قطعا ، زادها خطأ ، أو عمدا ، فإنه متهم بالكذب ، مجمع على ضعفه ، ومن هنا يظهر أن ما أورده الشهاب السهروردي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس ، عن العلاء بمثل زيادة ابن سمعان ينظر فيه إن لم تختلط رواية برواية ، فإنهم أجمعوا على أن أصحاب العلاء لم يذكر أحد هذه الزيادة في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ولو كانت رواية آدم ثابتة عندهم ما احتاجوا إلى الاستدلال برواية ابن سمعان ، فكيف يعل الحديث الصحيح الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بالحديث الضعيف الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وهلا جعلوا الحديث الصحيح علة للضعيف ، ومخالفة أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الثقات لنعيم موجبا لرده ؛ إذ مقتضى العلم أن يعل الحديث الضعيف بالحديث الصحيح . والله أعلم .
(تنبيه) :
رواية العلاء ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رواها nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة ، وتابعه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، nindex.php?page=showalam&ids=15899وروح بن القاسم ، nindex.php?page=showalam&ids=16379والدراوردي ، وإسماعيل بن جعفر ، وجماعة ، ورواية العلاء ، عن أبي السائب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رواها nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وتابعه nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، وابن إسحاق ، والوليد بن كثير ، وقد جمع nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بين الروايتين جمعا وإفرادا ، وليس هذا الاختلاف علة ، فإن العلاء سمعه من أبيه ، ومن أبي السائب ؛ ولهذا يجمعهما nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم تارة ، وتارة يفرد أباه ، وتارة يفرد nindex.php?page=showalam&ids=11864أبا السائب . والله أعلم .
nindex.php?page=showalam&ids=3ولأبي هريرة حديث آخر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في الجزء الذي صنفه في هذه المسألة ، فساق من طريق أبي أويس المدني ، واسمه عبد الله بن أويس قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=63762أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أم الناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في السنن ، nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي في الكامل ، فقالا فيه قرأ بدل جهر ، وكأنه رواه بالمعنى ، والجواب : لو ثبت هذا عن أبي أويس ، فهو غير محتج به ؛ لأن أبا أويس لا يحتج بما انفرد به ، فكيف إذا انفرد بشيء ، وخالفه فيه من هو أوثق منه ؟ مع أنه تكلم فيه ، فوثقه جماعة ، وضعفه آخرون ، وممن ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين ، nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبو حاتم الرازي ، وممن وثقه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وأبو زرعة ، وروى له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه ، ومجرد الكلام في الرجل لا يسقط حديثه ، ولو اعتبرنا ذلك لذهب معظم السنة ؛ إذ لم يسلم من كلام الناس إلا من عصمه الله تعالى ؛ بل خرج في الصحيح لخلق ممن تكلم فيهم ، ولكن صاحبا الصحيح إذا أخرجا لمن تكلم فيه ، فإنهم ينتقون من حديثه ما توبع عليه ، وظهرت شواهده ، وعلم أن له أصلا ، ولا يروون ما تفرد به ، سيما إذا خالفه الثقات ، وهذه العلة راجت على كثير من الناس ممن استدرك على الصحيحين ، فتساهلوا في استدراكهم ؛ إذ لا يلزم من كون الراوي محتجا به في الصحيح أنه إذا وجد
[ ص: 186 ] في أي حديث كان يكون ذلك الحديث على شرطه ، وقد يوجد في الصحيح رجل روى عن معين لضبطه حديثه ، وخصوصيته به ، ولم يخرجا حديثه عن غيره لضعفه فيه ، أو لعدم ضبطه لحديثه ، أو لكونه غير مشهور عنه ، فيجيء المستدرك فيخرجه عن غير ذلك المعين ، ثم يقول : هذا على شرط الشيخين ، أو أحدهما ، وهذا فيه تساهل كبير ينبغي التنبه لذلك ، فحديث أبي أويس هذا لم يترك لكلام الناس فيه ؛ بل لتفرده به ، ومخالفة الثقات له ، وعدم إخراج أصحاب المسانيد ، والكتب المشهورة ، والسنن المعروفة ، ولرواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم الحديث في صحيحه من طريقه ، وليس فيه ذكر البسملة . والله أعلم .
nindex.php?page=showalam&ids=3ولأبي هريرة حديث آخر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، عن خالد بن إلياس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=96130علمني جبريل الصلاة ، فقام ، فكبر لنا ، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم فيما يجهر به في كل ركعة ، والجواب هذا الإسناد ساقط ، فإن خالد بن إلياس ، ويقال : فيه ابن إياس مجمع على ضعفه ؛ بل منكر الحديث متروكه ، كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : روي عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، وابن المنكدر ، nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة أحاديث موضوعة ، والصواب في هذا الحديث وقفه ، وهكذا رواه نوح بن أبي مريم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري ، كما بينه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في العلل ، ولئن سلم ، فليس فيه دلالة على الجهر ، ونحن لا ننكر أنها من القرآن ، وإنما النزاع في الجهر بها ، ومجرد قراءته - صلى الله عليه وسلم - إياها قبل الفاتحة لا يدل على ذلك ، وأيضا ، فالمحفوظ الثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في هذا الحديث عدم ذكر البسملة ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=63788الحمد لله هي أم القرآن ، وهي السبع المثاني ، والقرآن العظيم ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وقال : حسن صحيح .
nindex.php?page=showalam&ids=3ولأبي هريرة حديث آخر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في السنن من طريق عقبة بن مكرم ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن أبي معشر ، عن محمد بن قيس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=63762كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم ، فترك الناس ذلك هذا هو الصواب ، ووهم من قال : nindex.php?page=showalam&ids=17074مسعر بدل أبي معشر ، والجواب على تقدير ثبوت هذا الحديث من رواية أبي معشر ، كما قال : إنه الصواب ، فقد قال الذهبي في مختصره : أبو معشر ضعيف ، واسمه نجيح السندي ، وقد ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في غير موضع من كتابه ، وكان القطان لا يحدث عنه .
الحديث الثاني nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، وله ثلاث طرق ؛ أحدها : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك ، عن سعيد بن عثمان ، حدثنا عبد الرحمن بن سعد المؤذن ، حدثنا قطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار nindex.php?page=hadith&LINKID=63762أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر في المكتوبات ببسم الله الرحمن الرحيم ، وقال : صحيح الإسناد ، لا أعلم في رواته منسوبا إلى الجرح ، والجواب : قال الذهبي في مختصره : هذا خبر واه كأنه موضوع ؛ لأن عبد الرحمن صاحب مناكير ، ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين ، وسعيد بن عثمان مجهول ، وإن كان هو الكريري ، فهو ضعيف . أهـ . وعن nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في المعرفة بسنده ، ومتنه ، وقال : إسناده ضعيف . أهـ . وقال ابن عبد الهادي : هذا حديث باطل ، ولعله أدخل على nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم .
الثاني : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في سننه ، عن أسيد بن زيد ، عن عمرو بن شمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، عن أبي الطفيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار نحوه ، والجواب أن : عمرو بن شمر ، وجابرا الجعفيين لا يحتج بهما ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : عمرو بن شمر منكر الحديث ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، والأزدي : متروك الحديث ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : كثير الموضوعات ، وقال الجوزجاني : زائغ كذاب ، وأما جابر الجعفي ، فقال : فيه nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة ما رأيت أكذب منه ، وأسيد بن زيد كذبه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين ، وتركه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .
الثالث : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي ، عن أبيه ، عن جده nindex.php?page=showalam&ids=8علي قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=63789كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين جميعا ، والجواب أن عيسى هذا متهم بوضع الحديث ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم : روى عن آبائه أحاديث موضوعة لا يحل الاحتجاج به .
الحديث الثالث nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس - رضي الله عنه - له أربع طرق ، أحدها : عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك ، عن عبد الله بن عمر بن حسان ، حدثنا شريك ، عن سالم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=932506كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم . قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم :
[ ص: 187 ] إسناده صحيح ، وليس له علة ، قد احتج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بسالم هذا ، وهو ابن عجلان الأفطس ، واحتج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بشريك . أهـ .
والجواب : هذا الحديث غير صريح ، ولا صحيح ، فأما كونه غير صريح ، فإنه ليس فيه أنه في الصلاة ، وأما كونه غير صحيح ، فإن عبد الله بن عمرو بن حسان الواقفي كان يضع الحديث . قاله nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : أحاديثه مقلوبات ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : ليس بشيء ، كان يكذب ، وقول nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم احتج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بشريك فيه نظر ، فإنه إنما روى له في المتابعات لا في الأصول .
الثاني : عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، عن أبي الصلت الهروي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16285عباد بن العوام ، حدثنا شريك ، عن سالم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=63762كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم ، والجواب : إن هذا أضعف من الأول ، فإن أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي متروك . قال أبو حاتم : ليس عندي بصدوق ، وضرب أبو زرعة على حديثه ، وقال : لا أرضاه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : رافضي خبيث متهم ، وقد خالفه غيره ، فرواه عن عباد فأرسله ، وليس فيه أنه في الصلاة . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود .
وفي المراسيل : حدثنا عباد بن موسى ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16285عباد بن العوام ، عن شريك ، عن سالم ، فساقه . الثالث : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان ، سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان يحدث عن أبي خالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=63794أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة ، يعني كان يجهر بها . رواه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، عن المعتمر ، ولفظه : كان يستفتح القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم ، وله شواهد ذكرتها في الخلافيات . أهـ .
والجواب : أولا : إن إسماعيل بن حماد لم يكن بالقوي في الحديث . قال nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار بعد أن أخرج هذا الحديث في مسنده من طريقه : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي ، وأعله بإسماعيل هذا ، وقال : حديثه غير محفوظ ، وقال : أبو خالد مجهول . قاله nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي ، وسئل عنه أبو زرعة ، فقال : لا أعرفه ، ولا أدري من هو .
قلت : ولكن nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار قال فيه : أحسبه الوالي ، فإن كان كما حسب فاسمه هرمز ، وهو ثقة ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات ، ولا أخاله يخفى على أبي زرعة ، حيث قال : لا أعرفه .
وثانيا : هذا التفسير الذي ذكره ليس من قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وإنما هو من قول غيره من الرواة ، وهو حديث لا يحتج به على كل حال .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في التحقيق : أجمعوا على ترك حديثه ، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أيضا في غير موضع من السنن ، وأنه لا يحتج به ، وقال ابن عبد الهادي : يجاب عن حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من وجوه :
أحدها : الطعن في صحته ، فإن مثل هذه الأسانيد لا تقوم بها حجة ، فلو سلمت من المعارض ، فكيف وقد عارضتها الأحاديث الصحيحة ، وصحة الإسناد تتوقف على ثقة الرجال ، ولو فرض ثقة الرجال لم يلزم منه صحة الحديث حتى ينتفي عند الشذوذ .
والعلة الثانية أن المشهور في لفظه الاستفتاح لا لفظ الجهر .
الثالث : إن قوله جهر إنما يدل على وقوعه مرة ؛ لأن كان يدل على وقوع الفعل ، وأما استمراره فيفتقر إلى دليل من خارج ما روي أنه لم يزل يجهر بها فباطل ، كما سيأتي .
الرابع : إنه روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ما يعارض ذلك ؛ قال : الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن سفيان ، عن عبد الملك بن أبي بشير ، عن عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قراءة الأعراب ، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي .
قلت : وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في الاستذكار ، ثم قال : يقويه ما رواه أبا الأثرم بسنده إلى عكرمة . قال : أنا أعرابي إن جهرت ببسم الله الرحمن الرحيم . والله أعلم .
الحديث الرابع nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر - رضي الله عنه - قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : حدثنا عمر بن الحسن بن علي الشيباني ، حدثنا جعفر بن محمد بن مروان ، حدثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12523ابن أبي فديك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=72736صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأبي بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، فكانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم ، والجواب : إن هذا باطل من هذا الوجه ؛ لم يحدث به nindex.php?page=showalam&ids=12523ابن أبي فديك قط ، والمتهم به أحمد بن عيسى العلوي المتقدم ذكره ، وقد كذبه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني نفسه ، nindex.php?page=showalam&ids=12523وابن أبي فديك بريء مما نسب إليه ، وشيخ nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ضعيف أيضا ،
[ ص: 188 ] تكلم فيه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني نفسه ، وشيخه جعفر بن محمد بن مروان لا يحتج به .
الحديث الخامس للنعمان بن بشير - رضي الله عنه - ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في سننه ، عن يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي ، حدثنا أحمد بن حماد الهمداني ، عن قطر بن خليفة ، عن أبي الضحى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=96131أمني جبريل عند الكعبة ، فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والجواب : هذا حديث منكر ؛ بل موضوع ، ويعقوب بن يوسف الضبي ليس له ذكر في الكتب المشهورة المصنفة في الرجال ، ويحتمل أن يكون هذا الحديث من وضعه ، وأحمد بن حماد ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وسكوت nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب ، وغيرهما من الحفاظ عن مثل هذا الحديث بعد روايتهم له قبيح جدا ، ولم يتعلق nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي إلا بقطر بن خليفة ، وهو تقصير منه ، وكأنه اعتمد على قول السعدي فيه هو زائغ غير ثقة ، وليس هذا بطائل ، فإن قطر بن خليفة روى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه ، ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، والقطان ، nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين . والله أعلم .
الحديث السادس للحكم بن عمير - رضي الله عنه . قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : حدثنا أبو الشيخ الحسين بن محمد بن بشر الكوفي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، عن موسى بن إسحاق ، حدثنا إبراهيم بن حبيب ، حدثنا موسى بن أبي خبيب الطائفي ، عن الحكم بن عمير ، وكان بدريا قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=63800صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاة الليل ، وصلاة الغداة ، وصلاة الجمعة ، والجواب : هذا الحديث باطل من وجوه : أحدها : إن الحكم بن عمير ليس بدريا ، ولا في البدريين أحد اسمه كذلك ؛ بل لا تعرف له صحبة ، فإن موسى بن أبي حبيب الراوي عنه لم يلق صحابيا ؛ بل هو مجهول لا يحتج بحديثه ، ولعل الصواب ، وكان بدويا ، أي : ينزل البادية ، فوقع التصحيف ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل : الحكم بن عمير روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث منكرة لا يذكر سماعا ، ولا لقاء روى عنه ابن أخيه موسى بن أبي حبيب ، وهو ضعيف الحديث ، سمعت أبي يذكر ذلك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : موسى بن أبي حبيب شيخ ضعيف الحديث ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في معجمه الكبير الحكم بن عمير ، وقال : في نسبته الثمالي . روى له بضعة عشر حديثا منكرا ، وكلها من رواية موسى بن أبي حبيب عنه ، وروى له nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي في الكامل قريبا من عشرين حديثا منكرا ، ولم يذكر فيها هذا الحديث ، والراوي عن موسى إبراهيم بن إسحاق الكوفي .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : متروك الحديث ، وقال الأزدي : يتكلمون فيه ، ويحتمل أن يكون هذا الحديث صنعته ، فإن الذين رووا نسخة موسى ، عن الحكم لم يذكروا هذا الحديث فيها كبقي بن مخلد ، nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي ، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، وإنما رواه فيما علمنا nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، ثم nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، ووهم nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، فقال : إبراهيم بن حبيب ، وإنما هو إبراهيم بن إسحاق ، وزادوهما ، فقال : الضبي بالضاد ، والباء ، وإنما هو الصيني بصاد مهملة ، ونون . والله أعلم .
الحديث السابع nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة - رضي الله عنها - . رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16684عمر بن هارون ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة nindex.php?page=hadith&LINKID=63801أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم ، فعدها آية الحمد لله رب العالمين آيتين الرحمن الرحيم ثلاث آيات . . . إلخ . قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وعمر بن هارون أصل في السنة ، وإنما أخرجه شاهدا ، والجواب : إن هذا ليس بحجة لوجوه :
أحدها : إنه ليس بصريح في الجهر ، ويمكن أنها سمعته سرا في بيتها لقربها منه .
الثاني : إن مقصودها الإخبار بأنه كان يرتل قراءته ، ولا يسردها ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم نفسه من حديث همام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة قالت : كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - مرتلة ، فوصفت بسم الله الرحمن الرحيم حرفا حرفا قراءة بطيئة ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث يعلى بن مملك أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، عن قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا .
الثالث : إن المحفوظ فيه ، والمشهور أنه ليس في الصلاة ، وإنما قوله في الصلاة زيادة من nindex.php?page=showalam&ids=16684عمر بن هارون ، وهو مجروح تكلم فيه غير واحد من الأئمة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : لا أدري عنه شيئا ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين : ليس بشيء ، وكذبه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : متروك الحديث ، وقال صالح جرزة : كان كذابا ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر الطحاوي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج به بمثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=16684عمر بن هارون
[ ص: 189 ] ثم أخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة به بلفظ السنن ، ثم قال : فقد اختلف الذين رووا له في لفظه ، فانتفى أن يكون حجة ، وكأنه لم يعتد بمتابعة غياث لعمر بن هارون لشدة ضعف nindex.php?page=showalam&ids=16684عمر بن هارون .
الرابع : أن يقال : غاية ما فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - جهر بها مرة ، أو نحو ذلك ، وليس فيه دليل على أن كل إمام يجهر بها في صلاة الجهر دائما ، ولو كان ذلك معلوما عندهم لم يختلف فيه ، ولم يقع فيه شك ، ولم يحتج أحد إلى أن يسأل عنه ، ولكان من جنس جهره - عليه السلام - بغيرها ، ولما أنكره nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل ، وعده حدثا ، ولكان الرجال أعلم به من النساء . والله أعلم .
الحديث الثامن لأنس بن مالك - رضي الله عنه - رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في مستدركه ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في سننه من حديث محمد بن أبي المتوكل بن أبي السري قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان من الصلوات ما لا أحصيها الصبح ، والمغرب ، فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قبل فاتحة الكتاب ، وبعدها ، وقال المعتمر : ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي ، وقال أبي : ما آلو أن أقتدي بصلاة nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : رواته كلهم ثقات ، والجواب : هو معارض بما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في مختصره ، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في معجمه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=63803أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة ، nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر . أهـ .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وإنما ذكرته شاهدا قال الدهري في مختصره : أما استحى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أن يورد في كتابه مثل هذا الحديث الموضوع فأنا أشهد بالله أنه الكذب ، وقال ابن عبد الهادي : سقط منه لأوله طريق آخر عند nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، عن ابن أبي داود ، عن ابن أخي ابن وهب ، عن عمه ، عن النميري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة ، عن حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=63762كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الفريضة .
قال ابن عبد الهادي : سقط منه لا ، كما رواه الباغندي ، وغيره ، عن ابن أخي وهب . أهـ .
فصار هذا الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب خطأ على خطأ ، والصواب فيه عدم الرفع ، وعدم الجهر . والله أعلم .
الحديث التاسع : وهو موقوف ، ولكنه في حكم المرفوع ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : صلى nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بالمدينة صلاة ، فجهر فيها بالقراءة ، فبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ، ولم يقرأ بها السورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة ، ولم يكبر حين يهوي حتى قضى تلك الصلاة ، فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين ، والأنصار يا nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت ؟ أين بسم الله الرحمن الرحيم ؟ وأين التكبير إذا خفضت ، وإذا رفعت ؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن ، وكبر حين يهوي ساجدا . أهـ .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، فقال : رواته كلهم ثقات اعتمد nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله على حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية هذا في إثبات الجهر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : هو أجود ما يعتمد عليه في هذا الباب ، والجواب عنه من وجوه : أحدها : أن مداره على عبد الله بن عثمان بن خثيم ، هو وإن كان من رجال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم مختلف فيه ، فلا يقبل ما تفرد به ، مع أنه قد اضطرب في إسناده ، ومتنه ، وهو أيضا من أسباب الضعف . أما في إسناده ، فإن ابن خثيم تارة يرويه عن أبي بكر بن حفص ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وتارة يرويه عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة ، عن أبيه ، وقد رجح الأولى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في كتاب المعرفة لجلالة راويها ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، ومال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إلى ترجيح الثانية ، ورواه ابن خثيم ، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة ، عن أبيه ، عن جده ، فزاد ذكر الجد . كذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ، وهي عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، والأولى عنده ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، والثانية عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وأما الاضطراب في متنه ، فتارة يقول : صلى فبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها ، كما تقدم عند
[ ص: 190 ] nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، وتارة يقول : فلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حين افتتح القرآن ، وقرأ بأم الكتاب ، كما هو عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في رواية إسماعيل بن عباس ، وتارة يقول : فلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ، ولا للسورة التي بعدها ، كما هو عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، ومثل هذا الاضطراب في السند ، والمتن مما يوجب ضعف الحديث ؛ لأنه مشعر بعدم ضبط الوجه الثاني أن شرط الحديث الثابت أن لا يكون شاذا ، ولا معللا ، وهذا شاذ معلل ، فإنه مخالف لما رواه الثقات الأثبات ، عنnindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، ومما يرد حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية هذا أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا كان مقيما بالبصرة ، وأن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية لما قدم المدينة لم يذكر أحد فيما علمناه أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا كان معه ؛ بل الظاهر أنه لم يكن معه . والله أعلم .
والوجه الثالث : أن مذهب أهل المدينة قديما ، وحديثا ترك الجهر بها ، ومنهم من لا يرى قراءتها أصلا ، ولا يحفظ من أحد عن أهل المدينة بإسناد صحيح أنه كان يجهر بها إلا شيء يسير ، وله محمل ، وهنا عملهم يتوارثه آخرهم ، عن أولهم ، فكيف ينكرون على nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ما هو سنتهم ؟ هذا باطل . والوجه الرابع أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية لو رجع إلى الجهر بالبسملة ، كما نقلوه لكان هذا معروفا من أمره عند أهل الشام الذين صحبوه ، ولم ينقل ذلك عنهم ؛ بل الشاميون كلهم خلفاؤهم ، وعلماؤهم كان مذهبهم ترك الجهر بها ، وما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز من الجهر بها فباطل لا أصل له ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي إمام الشام ، ومذهبه في ذلك مثل مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك لا يقرؤها سرا ، ولا جهرا ، ومن المستبعد أن يكون هذا حال nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، ومعلوم أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلو سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يجهر بالبسملة لما تركها حتى تنكر عليه رعيته أنه لا يحسن يصلي ، وهذه الوجوه من تدبرها علم أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية هذا باطل ، أو مغير عن وجهه ، وقد يتمهل فيه ، ويقال : إن كان هذا الإنكار على nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية محفوظا ، فإنما هو إنكار لترك إتمام التكبير لا لترك الجهر بالبسملة ، ومعلوم أن ترك إتمام التكبير كان مذهب الخلفاء من بني أمية وأمرائهم على البلاد حتى أنه كان مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز هو عدم التكبير حين يهوي ساجدا بعد الركوع ، وحين يسجد بعد القعود ، وإلا فلا وجه لإنكارهم عليه ترك البسملة ، وهو مذهب الخلفاء الراشدين ، وغيرهم من أكابر الصحابة ، ومذهب أهل المدينة أيضا . والله أعلم .
ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أخرج من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي من طريقين الأول قال فيه : أخبرنا إبراهيم بن محمد ، حدثني عبد الله بن خثيم ، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة ، عن أبيه أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية قدم المدينة . . . إلخ . الثاني : قال فيه : أخبرنا يحيى بن سليم ، عن عبد الله بن عثمان ، وإسماعيل ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية مثله ، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أحسب هذا الإسناد أحفظ من الأول ، يعني به حديث nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، عن عبد المجيد بن عبد العزيز عنه ، أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك . . . إلخ ، واختلفوا في معنى قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أحسب هذا الإسناد أحفظ من الأول ، فقال ابن الأثير في شرح مسند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لأن الاثنين روياه ، عن ابن خثيم . أهـ .
قلت : هذا ليس بشيء ؛ لأن كلا منهما تكلم فيه ، فإبراهيم بن محمد الأسلمي مكشوف الحال ، وأما يحيى بن سليم الطائفي ، فقد ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي نفسه في كتابه ، وقال فيه : إنه كثير الوهم سيئ الحفظ ، فكيف يكون هذا الإسناد أحفظ من إسناد nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، مع أن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أجل منهما ، وأحفظ ، والذي يظهر لي في معنى قوله المذكور أنه لاحظ بعض الوجوه التي أوردناها في حديث nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، فاستبعد ذلك السياق وجعل ما رواه ابن خثيم ، عن إسماعيل أقوى ، وأحفظ ؛ إذ إسماعيل زرقي مدني أنصاري ، وأبوه عبيد بن رفاعة لم تعرف له غيبة عن المدينة ، فحين قدوم nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية كان حاضرا ، وروى ما رواه عن مشاهدة ، بخلاف nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، فإنه كان إذ ذاك بالبصرة ، فروايته إن صحت ؛ فهي مرسلة ، فتأمل ذلك . وبالجملة ، فهذه الأحاديث كلها ليس فيها صريح صحيح ؛ بل فيها عدمهما ، أو عدم أحدهما ، وكيف تكون صحيحة ، وفي رواتها الكذابون ، والضعفاء ، والمجاهيل ، وكيف يجوز أن يعارض برواية هؤلاء ما رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الذي تلقاه الأئمة بالقبول ، ولم يضعفه أحد بحجة إلا من ركب هواه ، وحمله فرط التعصب على أن علله ، ورده باختلاف ألفاظه
[ ص: 191 ] كما سيأتي ، مع أنها ليست مختلفة ؛ بل يصدق بعضها بعضا ، ومتى وصل الأمر إلى معارضة حديثه بمثل حديثnindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الموضوع ، أو بمثل حديث علي الضعيف ، فجعل الصحيح ضعيفا ، والضعيف صحيحا ، والمعلل سالما من التعليل ، والسالم من التعليل معللا سقط الكلام ، وهذا ليس بعدل ، والله يأمر بالعدل ، وما تحلى طالب العلم بأحسن من الإنصاف وترك التعصب . والله أعلم .
وأما الآثار الواردة من ذلك ، فالأول منها رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الخلافيات ، nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي في كتابه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16667عمر بن ذر ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15983سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه - ، فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وكان أبي يجهر بها .
قلت : وهذا الأثر مخالف للصحيح الثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أنه كان لا يجهر بها ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، عن أبيه عدم الجهر ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل قال : nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي لا يجهران ببسم الله الرحمن الرحيم ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري في تهذيب الآثار فقال : أخبرنا أبو كريب ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر بن عياش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل قال : لم يكن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي يجهران ببسم الله الرحمن الرحيم ، ولا بآمين ، ومع ذلك فقد اختلف في هذا الأثر على nindex.php?page=showalam&ids=16667عمر بن ذر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في كتاب المعرفة : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي عن بكار بن قتيبة ، عن أبي أحمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16667عمر بن ذر ، عن أبيه ، عن سعيد ، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=15801خالد بن مخلد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16667عمر بن ذر ، عن أبيه ، وكان ذكر أبيه سقط من كتاب nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، فإن ثبت هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فيحمل على أنه فعله مرة ، أو بعض أحيان لأحد الأسباب المتقدمة . والله أعلم .
الثاني : ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني بسنده ، عن عثمان بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أن أبا بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، وعليا كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم .
قلت : هذا باطل ، وعثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي ، أجمعوا على ترك الاحتجاج به . قال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : كذاب ذاهب الحديث ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : متروك الحديث . والله أعلم .
الثالث : ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أيضا عن يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ، عن أبيه قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، وعدة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كلهم يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم .
قلت : وهذا أيضا لم يثبت ، وعطاء لم يلحق nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، ولا صلى خلفه قط ، والحمل منه على ابنه يعقوب ، فقد ضعفه غير واحد من الأئمة ، وأما شيخ nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب فيه أبو الحسين الأهوازي ، فإنه كان يلقب بجراب الكذب .
الرابع : ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أيضا عن طريق nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، عن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد ، حدثنا الحسن بن الحسين ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12357إبراهيم بن أبي يحيى ، عن صالح بن نبهان قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، وأبي قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، فكانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم .
قلت : وهذا أيضا لا يثبت ، والحسن بن الحسين شيعي ضعيف ، أو هو مجهول ، وإبراهيم بن أبي يحيى ، فقد رمي بالرفض ، والكذب ، وصالح بن نبهان مولى التوأمة في إدراكه للصلاة خلف أبي قتادة نظر ، وهذا الإسناد لا يجوز الاحتجاج به ، وإنما كثر الكذب في أحاديث الجهر على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأصحابه ؛ لأن الشيعة ترى الجهر ، وهم أكذب الطوائف ، فوضعوا ذلك في أحاديث ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=12535أبو علي بن أبي هريرة أحد أعيان أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يرى ترك الجهر بها كما تقدم ، ويقول : الجهر بها صار من شعائر الروافض ، وقال : غالب أحاديث الجهر تجد في رواتها من هو منسوب إلى التشيع .
الخامس ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=16887محمد بن أبي السري ، حدثنا المعتمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد الطويل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير ، فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وقال : ما يمنع أمراؤكم أن يجهروا بها إلا الكبر .
قلت : قال ابن عبد الهادي : إسناده صحيح ، لكنه يحمل على الإعلام بأن قراءتها سنة ، فإن الخلفاء الراشدين كانوا يسرونها ، فظن كثير من الناس أن قراءتها بدعة ، فجهر بها من جهر من الصحابة ؛ ليعلموا الناس أن قراءتها سنة لا أنه فعله دائما ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير ترك الجهر . والله أعلم .
(أحاديث الإخفاء)
الصحيح الثابت منها حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنهم - ، أما حديث
[ ص: 192 ] nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ، وأصحاب السنن ، وغيرهم بألفاظ متقاربة يصدق بعضها بعضا ، فلفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=63813كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ، nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين ، وهذا أصح الروايات عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى بن سعيد القطان ، والحسن بن موسى الأشيب ، ويحيى بن السكن ، وأبو عمر الحوضي ، وعمرو بن مرزوق ، وغيرهم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وكذلك روي عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=15603وثابت ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وكذلك رواه عامة أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة منهم nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي ، nindex.php?page=showalam&ids=12514وسعيد بن أبي عروبة ، nindex.php?page=showalam&ids=11792وأبان بن يزيد العطار ، nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة ، وحميد ، nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب السختياني ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، وسعيد بن بشير ، وغيرهم ، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، وهمام ، واختلف عنهما في لفظه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : وهو المحفوظ عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وغيره ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وقد اتفق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم على إخراج هذه الرواية لسلامتها من الاضطراب .
وفي لفظ عنه : nindex.php?page=hadith&LINKID=63814صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأبي بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم . رواه كذلك محمد بن جعفر ، ومعاذ بن معاذ ، وحجاج بن محمد ، ومحمد بن بكر البرساني ، وبشر بن عمر ، وقراد أبو نوح ، nindex.php?page=showalam&ids=11790وآدم بن أبي إياس ، nindex.php?page=showalam&ids=16527وعبيد الله بن موسى ، وأبو النضر هاشم بن القاسم ، وعلي بن الجعد ، وخالد بن زيد المرزقي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وأكثرهم اضطربوا فيه ، فلذلك امتنع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من إخراجه ، وهو من مفاريد nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، nindex.php?page=showalam&ids=12514وسعيد بن أبي عروبة معا ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وفي لفظ عنه : فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم . رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في سننه ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في مسنده ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في السنن ، وزاد nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : ويجهرون بالحمد لله رب العالمين .
وفي لفظ عنه : nindex.php?page=hadith&LINKID=844015فكانوا يفتتحون القراءة فيما يجهر به بالحمد لله رب العالمين . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى الموصلي في مسنده ، وفي لفظ عنه : nindex.php?page=hadith&LINKID=844024فكانوا يسرون ببسم الله الرحمن الرحيم . رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في معجمه ، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية ، nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة في مختصر المختصر ، nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي في شرح الآثار ، ورجال هذه الروايات كلهم ثقات مخرج لهم في الصحيحين ، ولحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس طرق أخرى دون ذلك في الصحة ، وفيها ما لا يحتج به ، فتركناها ، وصحح nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب اللفظ الأول ، وضعف ما سواه لرواته الحفاظ له ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، ولمتابعة غير nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة له ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس فيه ، وجعله اللفظ المحكم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وجعل غيره متشابها ، وحمله على الافتتاح بالسورة ، يعني أنهم كانوا يبدؤون بقراءة أم القرآن قبل ما يقرأ ما بعدها لا يعني أنهم يتركون بسم الله الرحمن الرحيم ، وهكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بعد رواية nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي الحديث ، عن سفيان ، عن أيوب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وقد رده شارح العمدة بقوله : هذا ليس بقوي ؛ لأنه إن أجري مجرى الحكاية ، فهذا يقتضي البداءة بهذا اللفظ بعينه ، فلا يكون قبله غيره ؛ لأن ذلك الغير هو المفتتح به ، وإن جعل اسمها سورة الفاتحة لا تسمى بهذا المجموع أعني الحمد لله رب العالمين ؛ بل تسمى بالحمد ، فلو كان لفظ الرواية كان يفتتح بالحمد لقوي هذا ، فإنه يدل حينئذ على الافتتاح بالسورة التي البسملة بعضها عند هذا المؤول للخبر . أهـ .
وقد اعترض على هذا الحديث من وجهين : الأول : قال النووي في الخلاصة : وقد ضعف الحفاظ هذا الحديث ، وأنكروا على nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي تحسينه nindex.php?page=showalam&ids=13114كابن خزيمة ، nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب ، وقالوا : إن مداره على ابن عبد الله بن مغفل ، وهو مجهول . أهـ .
الوجه الثاني : قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في السنن : وأبو نعامة لم يحتج به الشيخان ، وقال في كتاب المعرفة : هذا الحديث قد تفرد به أبو نعامة ، وأبو نعامة ، وابن عبد الله بن مغفل لم يحتج بهما صاحبا الصحيح ، فالجواب : إن الذهبي قال في مختصره : هو بصري صدوق ما علمت فيه جرحا ، وحديثه في السنن الأربعة . أهـ .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين : هو ثقة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هو ثقة عند جميعهم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : لا أعلم أحدا رماه ببدعة في دينه ، ولا كذب في روايته ، وفي الميزان : هو صدوق تكلم فيه بلا حجة ، وقول nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : تفرد به أبو نعامة فيه نظر ، فقد تابعه nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة ، وهو أشهر من أن يثنى عليه ، وأبو سفيان السعدي ، كما تقدم ذلك ، وقوله : لم يحتج بهما صاحبا الصحيح ، فليس هذا لازما في صحة الإسناد ، ولئن سلمنا فنقول : إن لم يكن من أقسام الحديث الصحيح ، فلا ينزل عن درجة الحسن ، وقد حسنه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، والحديث الحسن يحتج به ، لا سيما إذا تعددت شواهده ، وكثرت متابعاته ، ثم إن قول
[ ص: 194 ] nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : إن nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري تابع عثمان بن غياث في سياقه غير صحيح ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ساقه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري باللفظ الذي ذكرناه ، وكذلك nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه . والله أعلم .
الحديث الثالث : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه ، عن بديل بن ميسرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11838أبي الجوزاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=63775كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح الصلاة بالتكبير ، والقراءة بالحمد لله رب العالمين ، واعترض على هذا بأمرين : أحدهما : أن أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، والثاني : أنه روي عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر ، فالجواب : أن أبا الجوزاء ثقة كبير لا ينكر سماعه من nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وقد احتج به الجماعة ، وبديل بن ميسرة تابعي صغير مجمع على عدالته وثقته ، وقد حدث بهذا الحديث عن الأئمة الكبار ، وتلقاه العلماء بالقبول ، ويكفينا أنه حديث أودعه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه ، وأما ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة من الجهر ، ففي طريقه الحكم بن عبد الله بن سعد ، وهو كذاب دجال لا يحل الاحتجاج به ، ومن العجب القدح في الحديث الصحيح ، والاحتجاج بالباطل .
(فصل)
وأما أقوال التابعين في ذلك ، فليست بحجة ، مع أنها قد اختلفت ، فروي عن غير واحد منهم الجهر ، وروي عن غير واحد منهم تركه ، وفي بعض الأسانيد إليهم الضعف ، والاضطراب ، ويمكن حل جهر من جهر منهم على أحد الوجوه المتقدمة ، والواجب في مثل هذه المسألة الرجوع إلى الدليل لا إلى الأقوال ، وقد نقل بعض من جمع في هذه المسألة الجهر عن غير واحد من الصحابة ، والتابعين ، وغيرهم ، والمشهور عنهم غيره ، كما نقل nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب الجهر عن الخلفاء الأربعة ، ونقله nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي ، والمشهور عنهم تركه ، عن الخلفاء الأربعة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، وإسحاق ، وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لم يختلف في الجهر بها عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وهو الصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : لا أعلم أنه اختلف في الجهر بها ، عن nindex.php?page=showalam&ids=75شداد بن أوس ، nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عدم الجهر ، وكذلك روى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب ، وغيرهما ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عدم الجهر ، وكذلك ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير عدم الجهر ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر الجهر ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عنه عدم الجهر ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب ، nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر ، عن عكرمة الجهر ، وذكر الأثرم عنه عدمه ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، وغيره ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، وإسحاق الجهر ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عنهما تركه ، وذكر الأثرم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي أنه قال : ما أدركت أحدا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والجهر بها بدعة ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة قال : أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا بالحمد لله رب العالمين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع كان nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، وابن أبي خالد ، nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى ، وسفيان ، nindex.php?page=showalam&ids=14117والحسن بن صالح ، وعلي بن صالح ، ومن أدركنا من مشيختنا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في سننه ، حدثنا خالد ، عن حصين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل قال : كانوا يسرون البسملة ، والتعوذ في الصلاة ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، عن كثير بن شنظير أن الحسن سئل عن الجهر بالبسملة قال : إنما يفعل ذلك الأعراب ، حدثنا عتاب بن بشير ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال : إذا صليت فلا تجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، واجهر بالحمد لله رب العالمين .
(فصل)
ملخص ما قاله صاحب التنقيح ذكر الأحاديث التي استدل بها الشافعية ، ثم قال : وهذه الأحاديث في الجملة لا يحسن بمن له علم بالنقل أن يعارض بها الأحاديث الصحيحة ، ولولا أن تعرض للمتفقه شبهة عند سماعها فيظنها صحيحة لكان الإضراب عن ذكرها أولى ، ويكفي في ضعفها إعراض المصنفين للمسانيد ، والسنن عن جمهورها ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني منها طرفا في سننه فبين ضعف بعضها ، وسكت عن بعضها .
وقد حكى لنا مشايخنا أن nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني لما ورد مصر سأله بعض أهلها تصنيف شيء في الجهر ، فصنف فيه جزأ ، فأتاه بعض المالكية فأقسم عليه أن يخبر بالصحيح من ذلك ، فقال : كل ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجهر فليس بصحيح ، وأما عن الصحابة ، فمنه صحيح ، ومنه ضعيف ، ثم تجرد الإمام nindex.php?page=showalam&ids=14231أبو بكر الخطيب لجمع أحاديث الجهر ، فأزرى على عمله بتغطية ما ظن أنه لا ينكشف ، وقد بينا عللها ، وخللها ، ثم إنا بعد ذلك نحمل
[ ص: 195 ] أحاديثهم عن أحد أمرين : إما أن يكون جهر بها للتعليم ، أو جهر بها جهرا يسيرا ، أو جهر بها جهرا يسمعه من قرب منه ، والمأموم إذا قرب من الإمام ، أو حاذاه سمع منه ما يخافته ، ولا يسمى ذلك جهرا ، كما ورد أنه كان يصلي بهم الظهر فيسمعهم الآية ، والآيتين بعد الفاتحة أحيانا .
والثاني : أن يكون ذلك قبل الأمر بترك الجهر ، فقد روى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من مرسل nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير nindex.php?page=hadith&LINKID=27798أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وكان مسيلمة يدعى رحمان اليمامة ، فقال أهل مكة : إنما يدعو إله اليمامة فأمر الله رسوله بإخفائها ، فما جهر بها حتى مات ، فهذا يدل على نسخ الجهر . قال : ومنهم من سلك ذلك مسلك البحث ، والتأويل ، فقال : إن أحاديث الجهر تقدم على أحاديث الإخفاء بأشياء : أحدها : بكثرة الرواة ، فإن أحاديث الإخفاء رواها اثنان من الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=5078وعبد الله بن مغفل ، وأحاديث الجهر رواها أربعة عشر صحابيا ، والثاني : إن أحاديث الإخفاء شهادة على نفي ، وأحاديث الجهر شهادة على إثبات ، والإثبات مقدم على النفي ، قالوا : وإن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا قد روي عنه إنكار ذلك في الجملة ، فروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في حديث سعيد بن يزيد أبي مسلمة قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، أو الحمد لله رب العالمين ؟ قال : إنك لتسألني عن شيء ما أحفظه ، أو ما سألني عنه أحد من قبلك .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : إسناده صحيح قلنا : ما اعتراضهم بكثرة الرواة ، فالاعتماد عليها لا يكون إلا بعد صحة الدليلين ، وأحاديث الجهر ليس فيها صحيح صريح بخلاف حديث الإخفاء ، فإنه صحيح صريح ثابت مخرج في الصحاح ، والمسانيد المعروفة ، والسنن المشهورة ، وأحاديث الجهر ، وإن كثرت رواتها ، ولكنها كلها ضعيفة ، وكم من حديث كثرت رواته ، وتعددت طرقه ، وهو حديث ضعيف ؛ بل قد لا يزيد الحديث كثرة الطرق إلا ضعفا ، وإنما يرجح بكثرة الرواة إذا كانت الرواة محتجا بهم من الطرفين ، وأحاديث الجهر لم يروها إلا nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=14070فالحاكم عرف تساهله في التصحيح ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني قد ملأ كتابه من الأحاديث الغريبة ، والشاذة ، والمعللة ، وأما الشهادة على النفي ؛ فهي وإن ظهرت في صورة النفي فمعناها الإثبات ، مع أن المسألة مختلف فيها على ثلاثة أقوال ، فالأكثرون على تقديم الإثبات ؛ قالوا : لأن المثبت معه زيادة علم ، وأيضا فالنفي يزيد التأكيد لدليل الأصل ، والإثبات يزيد التأسيس ، والتأسيس أولى . الثاني : إنهما سواء ؛ قالوا : لأن النافي موافق للأصل ، وأيضا فالظاهر تأخير النافي عن المثبت ؛ إذ لو قدر مقدما عليه لكانت فائدته التأكيد لدليل الأصل ، وعلى تقدير تأخيره يكون تأسيسا ، فالعمل به أولى .
القول الثالث : إن النافي مقدم على المثبت ، وإليه ذهب الآمدي ، وغيره ، وأما جمعهم بين الأحاديث بأنه لم يسمعه لبعده ، وأنه كان صبيا يومئذ ، فمردود ؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هاجر إلى المدينة nindex.php?page=showalam&ids=9ولأنس يومئذ عشر سنين ، ومات وله عشرون سنة ، فكيف يتصور أن يصلي خلفه عشر سنين ، فلا يسمعه يوما من الدهر يجهر ؟ هذا بعيد ، بل يستحيل ، ثم قد روى هذا في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فكيف وهو رجل في زمن أبي بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، وكهل في زمن عثمان ، مع تقدمه في زمانهم ، وروايته للحديث ، وأما ما روي من إنكار nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، فلا يقاوم ما ثبت عنه خلافه في الصحيح ، ويحتمل أن يكون نسي في تلك الحال لكبره ، وقد وقع مثل ذلك كثيرا ، كما سئل يوما عن مسألة ، فقال : عليكم بالحسن فاسألوه ، فإنه حفظ ، ونسينا ، وكم ممن حدث ونسي ، ويحتمل أنه إنما سأله عن ذكرها في الصلاة أصلا ، لا عن الجهر بها ، وإخفائها . والله أعلم . أهـ .
وقد طال بنا الكلام في هذه المسألة ؛ لأنها أكثر دورانا في المناظرة ، وهي من أعلام المسائل ، وقد نبهت فيها على فوائد غفل عنها أكثر أئمتنا في كتبهم ، وسبق لي الكلام عليها في كتابي الجواهر المنيفة في أصول أدلة مذهب الإمام nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، ولخصت هناك كلام الحافظ أبي بكر الحازمي - رحمه الله تعالى - ، وبالله التوفيق .