(الفصل السادس عشر: في
بيان شيء من الشعر المنسوب له، وما أنشده لنفسه) .
قال
ابن السبكي: أخبرنا
الحافظ أبو العباس الأشعري إذنا خاصا، عن
أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر، عن
أبي المظفر عبد الرحيم، أخبرنا والدي الحافظ
أبو سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور، أنشدنا
أبو سعيد محمد بن أبي العباس الخليلي إملاء بنوقان في الجامع، أنشدنا
nindex.php?page=showalam&ids=14847الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله:
ارفد ببال امرئ يمسي على ثقة أن الذي خلق الأرزاق يرزقه فالعرض منه مصون لا يدنسه
والوجه منه جديد ليس يخلقه إن القناعة من يحلل بساحتها
لم يلق في دهره شيئا يؤرقه
قال: وكتب إلى
أحمد بن أبي طالب المسند، عن الحافظ
أبي عبد الله محمد بن محمود، عن
أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سليمان الزهري، أنشدني
أبو محمد عبد الحق بن عبد الملك العبدري، أنشدني
nindex.php?page=showalam&ids=12815أبو بكر بن العربي، أنشدني
nindex.php?page=showalam&ids=14847أبو حامد الغزالي لنفسه رحمة الله عليه:
سقمي في الحب عافيتي ووجودي في الهوى عدمي
وعذاب ترتضون به في فمي أحلى من النعم
ما لضر في محبتكم عندنا والله من ألم
ومما ينسب للإمام الغزالي أنه قال في أيام سياحته:
قد كنت عبدا والهوى مالكي فصرت حرا والهوى خادمي
وصرت بالوحدة مستأنسا من شر أصناف بني آدم
ما في اختلاط الناس خير ولا ذو الجهل بالأشياء كالعالم
يا لائمي في ترككم جاهلا عذري منقوش على الخاتم
وكان نقش خاتمه:
وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين .
وبالسند إلى
الحافظ أبي عبد الله قال: قرأت على
أبي القاسم بن أسعد البزار، عن
يوسف بن أحمد الحافظ، أنشدنا
محمد بن أبي عبد الله الجوهري، قال: أنشدنا
nindex.php?page=showalam&ids=14847لأبي حامد الغزالي رحمه الله:
فقهاؤنا كذبالة النبراس هي في الحريق وضوؤها للناس
حبر دميم تحت رائق منظر كالفضة البيضاء فوق نحاس
وقال
ابن السبكي أيضا: أخبرنا
علي بن الفضل الحافظ، أنشدني
أبو محمد عبد الله بن يوسف الأيدي، أنشدني
أمية بن أبي الصلت، أنشدني
أبو محمد التكريتي، أنشدني
nindex.php?page=showalam&ids=14847أبو حامد الغزالي لنفسه:
حلت عقارب صدغه في خده قمرا يجل بها عن التشبيه
ولقد عهدناه يحل ببرجها ومن العجائب كيف حلت فيه
وذكر ابن السمعاني في الذيل، والعماد في الخريدة له:
[ ص: 25 ] حلت عقارب صدغه في خده وحظيت منه بلثم خد أزهر
إني اعتزلت فلا تلوموا إنه أضحى يقابلني بوجه أشعر
قلت: ولشيخنا السيد القطب
عبد الرحمن بن السيد مصطفى العيدروس أمتع الله به في هذا المعنى بيت واحد، وهو مما سمعناه من لفظه وكتبته عنه
بالطائف وقد أجاد:
وقيل لم اعتزلت فقلت لما يقابلني بوجه أشعري
ومما أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي ببغداد في أثناء درس الإحياء، ورواه عنه
أبو سعيد النوقاني الآتي ذكره في الرواية عنه:
وحبب أوطار الرجال إليهم مآرب قضاها الفؤاد هنا لكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا
قال: فبكى وأبكى الحاضرين، ورآه بعضهم في البرية عليه مرقعة، وبيده ركوة وعكاز بعد أن كان رآه يحضر في مجلسه ثلاثمائة مدرس ومائة من أمراء بغداد، فقال: يا إمام أليس تدريس العلم أولى؟! فنظر إليه شزرا، وقال: لما بزغ بدر السعادة في فلك الإرادة جنحت شمس الأفول إلى مغرب الوصول، وأنشد:
تركت هوى ليلى وسعدى بمعزل وعدت إلى مصحوب أول منزل
فنادت بي الأشواق مهلا فهذه منازل من تهوى رويدك فانزل
ومما ينسب إليه هذه الأبيات في أسرار الفاتحة رحمة الله عليه:
إذا ما كنت ملتمسا لرزق ونيل القصد من عبد وحر
وتظفر بالذي ترجو سريعا وتأمن من مخالفة وغدر
ففاتحة الكتاب فإن فيها لما أملت سرا أي سر
فالزم ذكرها عقبى مساء وفي صبح وفي ظهر وعصر
وتمسي مقريا في كل ليل إلى التسعين تتبعها بعشر
تنل ما شئت من عز وجاه وعظم مهابة وعلو قدر
وستر لا تغيره الليالي بحادثة من النقصان تجري
وتوقير وأفراح دواما وتأمن من مخاوف كل شر
ومن عري وجوع وانقطاع ومن بطش لذي نهي وأمر