ويوم الجمعة من جملة تلك الأيام ، فينبغي أن يكون العبد في جميع نهاره متعرضا لها بإحضار القلب ، وملازمة الذكر والنزوع عن وساوس الدنيا فعساه يحظى بشيء من تلك النفحات .
(ويوم الجمعة من جملة تلك الأيام، فينبغي أن يكون العبد في جميع نهاره متعرضا لها بإحضار القلب، وملازمة) الأوراد فيه مواصلها، وبتعميره له بتجديد (الذكر) في كل ساعة منه (والنزوع عن وساوس الدنيا) ، والتنصل عنها، وعن حظوظها (فعساه) يصادفها، و (يحظى بشيء من تلك النفحات) بإذن الله تعالى، فإن لم يواصل الساعات في يوم واحد، فليواصلها جمعا شتى وقتا على وقت على ترتيب أوقات يوم الجمعة، فإنها تقع في الأوقات لا محالة (وقد قال كعب) بن مانع الحميري (الأحبار) هذا هو المشهور في لقبه، وفيه كلام تقدم ذكره في كتاب العلم، وتفصيل أودعته في شرحي على القاموس: (إنها في آخر ساعة في يوم الجمعة) .
قلت: وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام، كما هو عند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في سننه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن أن ناسا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اجتمعوا، فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة، فتفرقوا، ولم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة، وهذا هو القول العاشر، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في المستدرك من طريق الجلاح مولى عبد العزيز، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=667633يوم الجمعة اثنتا عشرة - يريد ساعة - لا يوجد مسلم يسأل الله تعالى إلا آتاه الله، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر: قيل: إن قوله: فالتمسوها... إلخ من كلام nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة، وقول المصنف (وذلك عند الغروب) ، وهو أشبه بما ذهبت إليه فاطمة -رضي الله عنها-، وبين هذا القول، وبين قول من قال: آخر ساعة من اليوم فرق، فإن قول من قال: آخر ساعة قد عين الجزء الأخير من الوقت، وهو من اثني عشر جزءا، وقول من قال: عند الغروب لا يعين الساعة الأخيرة بكمالها؛ بل يحتمل أنها اللحظة في أثناء هذه الساعة، ولا تتعين اللحظة الأخيرة منها، وعلى هذا، فهو مغاير لقول nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام، ومن وجه مغاير لقول فاطمة -رضي الله عنها- أيضا باعتبار في قولها -رضي الله عنها- السابق تعيين للجزء الأخير منها، فهما متغايران، فإن ثبت ذلك عند التأمل، فهو القول الحادي عشر .