(السابع: أن يجعل) المريد (يوم الجمعة للآخرة) ، أي: لأعمالها (فيكف فيه) ، أي: يمتنع (عن جميع أشغال الدنيا) ، فلا يكون كالسبت في تجارة الدنيا، والشغل بأسبابها، كما يكره له التأهب ليوم الجمعة في باب تجارة الدنيا من يوم الخميس من إعداد المأكول، والترفه في النعمة، والأكل، والشرب، فقد روي حديث من طريق أهل البيت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يأتي على الناس زمان يتأهبون لجمعهم في أمر دنياهم عشية الخميس، كما يتأهب اليهود عشية الجمعة ليوم السبت.
قال صاحب القوت: في إسناده نظر. قال: وكان أبو محمد سهل - رحمه الله تعالى - يقول: من أخذ مهناه من الدنيا في هذه الأيام لم ينل مهناه في الآخرة منها يوم الجمعة، وقال أيضا: يوم الجمعة من الآخرة ليس هو من الدنيا، وفي حديث غريب من طريق مجاهد، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رفعه: دعوا أشغالكم يوم الجمعة، فإنه يوم صلاة، وتهجد، وقال بعضهم: لولا يوم الجمعة ما أحببت البقاء في الدنيا، فهو عند الخصوص يوم العلوم، والأنوار، والخدمة، والأذكار؛ لأنه عند الله تعالى يوم المزيد بالنظر إلى الله تعالى، فليعرض فيه عما يشغله (ويكثر فيه الأوراد) ، والأعمال، ويتفرغ لعبادة ربه .