وعن عمر رضي الله عنه قال : تفقدوا إخوانكم في الصلاة فإذا فقدتموهم فإن كانوا مرضى فعودوهم وإن كانوا أصحاء فعاتبوهم .
والعتاب إنكار على من ترك الجماعة ولا ينبغي أن يتساهل فيه .
وقد كان الأولون يبالغون فيه حتى كان بعضهم يحمل الجنازة إلى بعض من تخلف عن الجماعة إشارة إلى أن الميت هو الذي يتأخر عن الجماعة دون الحي .
( وعن عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنه قال: تفقدوا إخوانكم في الصلاة) أي: اطلبوهم عند غيبوبتهم عن الصلاة ( فإذا فقدتموهم) عندها فلا بد لتخلفهم من عذر ( فإن كانوا مرضى) أي حبسهم المرض ( فعودوهم) لأن المريض يعاد ( وإن كانوا أصحاء) لا مرض بهم ( فعاتبوهم) على عدم حضورهم في الجماعة. ( والعتاب إنكار على ترك الجماعة) حيث تخلفوا عن غير عذر شرعي .
( ولا ينبغي أن يتساهل فيه) أي في أمر الجماعة؛ فإنه أكيد حتى ذهب داود nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة إلى أن الجماعة فرض عين، وحكي أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وعزاه بعضهم قولا nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي فيما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي ، ( وقد كان الأولون) من العلماء العاملين ( يبالغون فيه حتى كان بعضهم يحمل الجنازة) أي الخشب الذي يحمل عليه الميت ( إلى باب من تخلف عن الجماعة) لغير عذر ( إشارة إلى أن الميت هو الذي يتأخر عن الجماعة دون الحي) ، فدل هذا الفعل منهم على التأكيد في أمر الجماعة، والمحافظة، وقد سبقت في فضلها أخبار في أول هذا الكتاب .