( الثانية صلاة الاستسقاء) أي الدعاء لطلب السقيا، وهي المطر من الله تعالى عند حصول الجدب على وجه مخصوص، وسقاه، وأسقاه بمعنى، والسقي المصدر، وطلب الماء يكون في ضمنه، كالاستغفار طلب المغفرة وغفر الذنوب في ضمنه .
وثبت الاستسقاء بالكتاب والسنة والإجماع؛ أما الكتاب فقصة نوح عليه السلام، وشرع من قبلنا شرع لنا إذا قصه الله ورسوله من غير إنكار، وهذا كذلك، ورسوله صلى الله عليه وسلم استسقى، والإجماع ظاهر [ ص: 439 ] على الاستسقاء، وقال النووي في الروضة: المراد بالاستسقاء سؤال الله أن يسقي عباده عند حاجتهم، وله أنواع أدناها الدعاء بلا صلاة، ولا خلف صلاة، فرادى أو مجتمعين لذلك، وأوسطها الدعاء خلف الصلوات، وفي خطبة الجمعة، ونحو ذلك، وأفضلها الاستسقاء بركعتين وخطبتين. قال: ويستوي في استحباب الاستسقاء أهل القرى والأمصار والبوادي والمسافرون، ويسن لهم جميعا الصلاة والخطبة، ولو انقطعت المياه، ولم تمس إليها حاجة في ذلك الوقت لم يستسقوا، ولو انقطعت عن طائفة من المسلمين واحتاجت استحب لغيرهم أن يصلوا ويستسقوا لهم، ويسألوا الزيادة لأنفسهم. ا هـ .
وقال القسطلاني : الاستسقاء ثلاثة أنواع أحدها أن يكون بالدعاء مطلقا فرادى ومجتمعين، وثانيها: أن يكون بالدعاء خلف الصلوات - ولو نافلة - كما في البيان وغيره، عن الأصحاب خلافا للنووي حيث قيده في شرح مسلم بالفرائض، وفي خطبة الجمعة، وثالثها: وهو الأفضل بالصلاة والخطبتين، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبو يوسف ومحمد، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد لا خطبة، وإنما يدعو، ويكثر الاستغفار، والجمهور على سنية الصلاة خلافا nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة. ا هـ. وسيأتي البحث في ذلك .