ولا ينفك المناظر عن التكبر على الأقران والأمثال والترفع إلى فوق قدره حتى إنهم ليتقاتلون على مجلس من المجالس يتنافسون فيه في الارتفاع والانخفاض والقرب من وسادة الصدر والبعد منها والتقدم في الدخول عند مضايق الطرق .
وربما يتعلل الغبي والمكار الخداع منهم بأنه يبغي صيانة عز العلم وأن المؤمن منهي عن الإذلال لنفسه فتعبر عن التواضع الذي أثنى الله عليه وسائر أنبيائه بالذل وعن التكبر الممقوت عند الله بعز الدين تحريفا للاسم وإضلالا للخلق به كما فعل في اسم الحكمة والعلم وغيرهما .
قال العراقي: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بإسناد صحيح وقال: غريب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري nindex.php?page=showalam&ids=13478ولابن ماجه نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد بسند حسن. اهـ .
وقال ابن حجر في الفتح: خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد رفعه بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=843124من تواضع لله رفعه الله حتى يجعله في أعلى عليين قال: وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان بل خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الصحيح nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في الجامع بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=661697ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. هكذا خرجاه معا عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=692144من تواضع لله رفعه الله، وقال انتعش نعشك الله فهو في أعين الناس عظيم وعند الله كبير، وفي الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني من رواية أبي معشر عن المقري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=913356من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله ومن ارتفع عليه وضعه الله وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم، وكذا nindex.php?page=showalam&ids=15007القضاعي كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا وزاد nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية في رواية nindex.php?page=hadith&LINKID=843124ومن تكبر على الله وضعه الله حيث يجعله في أسفل سافلين، ووجدت أيضا في الحلية في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن أبي ظبيان عن جرير قال قال nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان: يا جرير تواضع فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة وفي الباب عن طلحة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ بن جبل وأوس بن خولي ثم معنى قوله تواضع لله أي: لأجل عظمة الله تواضعا حقيقيا وهو كما قال ابن عطاء الله ما كان ناشئا عن شهود عظمة الحق وتجلى صفته، فالتواضع للناس مع اعتقاد عظمة في النفس واقتدار ليس بتواضع حقيقي بل هو بالتكبر أشبه وقيل التواضع لله أن يضع نفسه حيث وضعها الله من العجز وذل العبودية تحت أوامره سبحانه بالامتثال وزواجره بالانزجار وأحكامه بالتسليم للأقدار ليكون عبدا في كل حال فيرفعه بين الخلائق وإن تعدى طوره وتجاوز حده وتكبر وضعه بين الخلائق (وقال) -صلى الله عليه وسلم- (حكاية عن الله -عز وجل- nindex.php?page=hadith&LINKID=102682العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمته) هكذا في النسخ وفي بعضها بتقديم الكبرياء على العظمة وهي نسخة العراقي قال العراقي: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بلفظ: الكبرياء رداؤه. من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وأبي سعيد. اهـ .
وفي المقاصد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا يقول الله: nindex.php?page=hadith&LINKID=102682الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني فيهما ألقيته في النار. ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في جهنم وعند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود nindex.php?page=hadith&LINKID=675490قذفته [ ص: 296 ] في النار وعند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: عذبته، وقال: رداؤه وإزاره بالغيبة وزاد مع nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أبا سعيد، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في مستدركه من وجوه أخر بلفظ: قصمته وبدون ذكر العظمة، وقال صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وممن أخرجه بلفظ الترجمة nindex.php?page=showalam&ids=15007القضاعي في مسنده من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بزيادة: يقول الله، nindex.php?page=showalam&ids=14155وللحكيم الترمذي، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رفعه يقول الله -عز وجل- لي العظمة والكبرياء والفخر والقدر سري فمن نازعني واحدة منهن كببته في النار. اهـ .
قلت: أخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية الأغر بن مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة إلا أن لفظهما nindex.php?page=hadith&LINKID=675490فمن نازعني واحدا منهما وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري عن nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب عن أبيه بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=102682ألقيته في النار nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم رواه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي بن أبي طالب (ولا تنفك المناظرة) والمباحثة (عن) لحوق وصف (التكبر على الأقران) من مناظريه (والأمثال) منهم (والترفع) في حالاته (إلى فوق قدره) فيقع في التجاوز عن الحدود (حتى إنهم) أي: أولئك المناظرين (ليقاتلون) ويدافعون بمناكبهم (على مجلس من المجالس) وتراهم (يتنافسون فيها) ويتفاخرون (في الارتفاع) في جلوسهم (والانخفاض) عن مرتبتهم (و) يتباهون (في القرب من وسادة الصدور) والأكابر وهو الموضع الذي يتوسد فيه الصدور ويتكئ عليه، والمراد به صدر المجلس (و) يتنزهون عن ( البعد منه) ويرون ذلك ازدراء لشأنهم واحتقارا لهم (و) تراهم يؤثرون (التقدم في الدخول) في المجالس (عند مضايق الطرق) ومصاعبها فيختارون أن لا يتقدم عليهم أحد في حالة مشيهم (وربما يتعلل) وفي نسخة: يتغابن (الغبي) الذي أشرب قلبه هوى الجاه والرفعة (أو المكاثر الخداع منهم) الذي كثر كلامه وإرهاصاته وخدع الناس بظاهر حاله وفي نسخة: والمكار الخداع وهو قريب في المعنى ويحتج في فعله هذا (بأنه يبغي) أي: يطلب (صيانة العلم) وحفظ حوزته وحمايته وفي نسخة: صيانة عن العلم (وإن المؤمن منهي عن إذلال نفسه) ورد ذلك من حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي nindex.php?page=showalam&ids=130وأبي بكرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر، أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة فرواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية علي بن زيد عن الحسن عن جندب عنه رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=848095لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: حسن صحيح غريب، قاله العراقي، قلت: وكذلك رواه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وزاد nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى في مسنده nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء في المختارة قيل: nindex.php?page=hadith&LINKID=940189كيف يذل نفسه قال يتعرض من البلاء لما لا يطيق وفي بعض رواياتهم nindex.php?page=hadith&LINKID=848095لا ينبغي للمسلم وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي في الكامل فقال: حدثنا محمد بن عبد السلام البصري السلمي عن nindex.php?page=showalam&ids=17233هدبة بن خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن الحسن عن جندب عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة فذكره قال وهذا ليس عند هدبة إنما يعرف هذا لعمرو بن عاصم عن حماد وقد ادعاه عمر بن موسى الحارثي عن nindex.php?page=showalam&ids=15062الكديمي وهو ضعيف وابن عبد السلام أبطل روايته، هذا الحديث عن هدبة عن حماد. اهـ .
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي فرواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط من رواية عصام بن ضمرة عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=940189ليس للمسلم أن يذل نفسه قالوا يا رسول الله وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق، وقال يروى عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي إلا بهذا الإسناد تفرد به الجارود، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة فرواه الحارث بن أبي أسامة عن الخليل بن زكريا عن nindex.php?page=showalam&ids=15684حبيب بن الشهيد عن الحسن عنه رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=940188ليس للمؤمن أن يذل نفسه، والخليل بن زكريا البصري ضعيف، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فرواه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي في الكامل في ترجمة أبي حفص عمر بن موسى بن سليمان الحارثي، عن nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن علي بن زيد عنه رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=848095لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه وقال ضعيف يسرق الحديث، قال: وهذا يعرف بعمرو بن عاصم عن حماد فسرقه منه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر هذا، قال العراقي: وله طريق آخر رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الكبير والأوسط من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مثله وزاد فيه nindex.php?page=hadith&LINKID=940189قلت: يا رسول الله كيف يذل نفسه؟ الحديث، وإسناده جيد قلت: وقد روي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري رواه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى في مسنده أشار له الجلال في جامعه الكبير وقرأت في الحلية nindex.php?page=showalam&ids=12181لأبي نعيم في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض قال له nindex.php?page=showalam&ids=14912الفضل بن الربيع، وهو مع هارون الخليفة ودق عليه الباب [ ص: 297 ] فلم يفتح أليس قد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=940188ليس للمؤمن أن يذل نفسه فنزل ففتح الباب. اهـ .
(فيعبر عن التواضع الذي أثنى الله) عليه في مواضع من كتابه كقوله تعالى: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، (وسائر أنبيائه) عليهم الصلاة والسلام كما هو مشهور في أقوالهم وكلماتهم (بالذل) على حسب زعمه (ويعبر عن التكبر) الوارد في ذمه أحاديث (الممقوت) أي: المبغوض (عند الله) أشد البغض (بعز الدين) ، وهذا من فساد معقوله (تحريفا للاسم) وتغييرا لمعانيه ووضعه إياه في غير مواضعه (وإضلالا للخلق به) وإهلاكا لهم بهذا الوصف الذميم (كما فعل في اسم الحكمة والعلم وغيرهما) كالوعظ والتذكير والفقه على ما عرف في أول الكتاب .