وهذه الصلاة مأثورة على وجهها ، ولا تختص بوقت ولا بسبب ويستحب أن لا يخلو الأسبوع عنها مرة واحدة أو الشهر مرة .
فقد روى عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب ألا أعطيك ؟ ألا أمنحك ؟ ألا أحبوك ؟ بشيء إذا أنت فعلته غفر الله لك ذنبك أوله ، وآخره قديمه وحديثه ، خطأه وعمده ، سره وعلانيته تصلي أربع ركعات ؛ تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة ، وأنت قائم تقول سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .
خمس عشرة مرة ، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشر مرات ثم ترفع من الركوع فتقولها قائما عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع من السجود فتقولها جالسا عشرا ثم تسجد فتقولها وأنت ساجد عشرا ثم ترفع من السجود فتقولها عشرا ، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ، تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل ، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي السنة مرة .
( التاسعة: صلاة التسبيح، وهذه الصلاة مأثورة على وجهها، ولا تتخصص بوقت) معين ( ولا بسبب) خاص، ( ويستحب) للمريد ( أن لا يخلو الأسبوع) أي: الأيام السبعة ( منها مرة واحدة) ؛ إما في نهار، وهو الأفضل، أو في ليل، فإن كان في نهار فبتسليمة واحدة أو في ليل فبتسليمتين كما سيأتي، ( أو في الشهر) إن لم يمكنه في الأسبوع أو في السنة في إحدى لياليها المباركة، أو في العمر؛ ( فقد روى) العلماء في ذلك ما يدل على ما ذكرنا كما سيأتي .
ولحديثها روايات مختلفة؛ الأولى: وهي أمثلها قال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في سننها: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، حدثنا موسى بن عبد العزيز، حدثنا الحكم بن أبان ( عن عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ) رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=showalam&ids=18للعباس بن عبد المطلب) : يا عماه ( ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟) هذه الثلاثة ألفاظ مترادفة ذكرت للتأكيد، وفي بعض الروايات في أولها زيادة ألا أعلمك، وفي بعضها مع ذلك الاقتصار على الأولى والثالثة، وزيادة ألا أفعل بك عشر خصال بدل قوله: ( بشيء إذا أنت فعلته) ، وفي رواية: إذا فعلت ذلك ( غفر الله لك ذنبك أوله، وآخره قديمه وحديثه، خطأه وعمده، سره وعلانيته) هكذا هو في سياق القوت، وعند الجماعة بعد عمده: صغيره وكبيره، وكذا عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني؛ زاد: عشر خصال أن ( تصلي أربع ركعات؛ تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة) من القرآن أي سورة كانت، يستحب أن تكون عشرين آية كما سيأتي ( فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة، وأنت قائم قلت) ، وفي رواية: قلت وأنت قائم: ( سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) أي: هذه الكلمات الأربعة ( خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها) وأنت راكع ( عشرا) أي: بعد الإتيان بتسبيحات الركوع ثلاثا كما سيأتي، ( ثم ترفع رأسك) من الركوع ( فتقولها عشرا) ، وأنت مطمئن من القيام، ( ثم تسجد) كذا في رواية الجماعة، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني، ثم تهوي ساجدا، ( فتقولها عشرا وأنت ساجد) أي: بعد الإتيان بتسبيحات السجود، ( ثم ترفع رأسك) من السجود ( فتقولها عشرا) وأنت جالس، ( ثم تسجد فتقولها عشرا) وأنت ساجد، ( ثم ترفع رأسك) من السجود ( فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون) تسبيحة ( في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم) مرة ( فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة) إلى هنا آخر سياق صاحب القوت، وعند الجماعة زيادة: فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة، هذا حديث صحيح غريب جيد الإسناد والمتن، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني بهذا السياق، فقال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا عبد الرحمن بن بشر، فساقه مثله سواء، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا، عن عبد الرحمن بن بشر، nindex.php?page=showalam&ids=12410وإسحاق بن أبي إسرائيل كلاهما، عن موسى بن عبد العزيز. وأخرجه الحافظ أبو يعلى الخليلي في الإرشاد عن أحمد بن محمد بن عمر الزاهد عن أحمد بن محمد الشرقي عن عبد الرحمن بن بشر ثم قال عقبه، قال أبو حامد بن الشرقي: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج وكتب معي هذا عن عبد الرحمن بن بشر يقول: لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا. ا هـ .
وأما رجال الإسناد فعكرمة احتج به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه كثيرا وجمهور أهل الحديث، وتكلم فيه بما هو مندفع باحتجاج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري به، وكان من بحور العلم، والحكم بن أبان وثقه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين وأحمد بن عبد الله العجلي وجماعة، واحتج به nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وغيره، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : ثقة. ولينه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك، وكان nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ممن يحتج به، وقال العجلي: كان ثقة صاحب سنة، إذا هدأت العيون يقف في البحر إلى ركبتيه، يذكر الله تعالى حتى يصبح. وأما موسى بن عبد [ ص: 474 ] العزيز، فشيخ قليل الحديث، قال nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي : ليس به بأس، ولم يضعفه أحد، وساقه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني، وقال في آخره: لا يثبت، موسى بن عبد العزيز مجهول عندنا ا هـ، وهذا مردود عليه؛ فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة وصححه، وطريق هؤلاء ليست ضعيفة فضلا عن أن يقال موضوعة، وقوله: موسى بن عبد العزيز مجهول عندنا؛ فاعلم أن الجهل عند المحدثين على قسمين: جهل العين، وجهل الحال. وموسى المذكور ليس بمجهول العين، ولا مجهول الحال، غاية ما قيل فيه: أنه شيخ قليل الحديث، وهذا لا يثبت جهلا فيه، كيف وقد روى عنه بشر بن الحكم، وابنه عبد الرحمن، nindex.php?page=showalam&ids=12410وإسحاق بن أبي إسرائيل، وزيد بن المبارك الصنعاني، ومحمد بن أسد؟! وتقدم قول nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي : ليس به بأس، وهذا يفيد الاحتجاج بالرجل، ورفع الجهالة عنه بلا خلاف، وقد رد الأئمة عليه في إيراده هذا الحديث من هذا الطريق في الموضوعات. وأورد الحافظ ابن حجر هذا الحديث في كتاب الخصال المكفرة، وقال: رجال إسناده لا بأس بهم، عكرمة احتج به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، والحكم صدوق، وموسى بن عبد العزيز، قال فيه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين : لا أرى به بأسا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي نحو ذلك، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني : ضعيف، فهذا الإسناد من شرط الحسن، فإن له شواهد تقويه، وقول nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : إن موسى مجهول مردود عليه؛ لأن من يوثقه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، لا يضره أن يجهل حاله من جاء بعدهما، وأحسن أسانيده ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=18العباس nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث أبي رافع، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث ابن عمرو بإسناد لا بأس به، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث ابن عمرو، وله طرق أخرى ا هـ، وقال في أمالي الأذكار: حديث صلاة التسبيح من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس وغيره، ثم ذكرهم على ما سيأتي، ثم قال: فأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فأخرجه أبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، والحسن بن علي المعمري، في كتاب اليوم والليلة، عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، عن موسى بن عبد العزيز، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن العباس، وهذا إسناد حسن. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: وأخبرنا أيضا أبو بكر بن قريش، عن nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه، عن إبراهيم بن الحكم، عن أبيه. وزاد الحاكم أن nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أخرجه في كتابه الصحيح، عن عبد الرحمن، ولم نر ذلك في شيء من نسخ السنن لا الصغرى ولا الكبرى. وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم والمعمري أيضا من طريق بشر بن الحكم والد عبد الرحمن عن موسى بالسند المذكور، وأخرجاه أيضا وابن شاهين في كتاب الترغيب من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن موسى. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13260ابن شاهين: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت أبي يقول: أصح حديث في صلاة التسبيح حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هذا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: ومما يستدل به عن صحته استعمال الأئمة له nindex.php?page=showalam&ids=16418كابن المبارك، قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : وقد رأى nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في موضع آخر: أصح طرقه مما صححه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة؛ فإنه أخرجه هو، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه قبله، من طريق إبراهيم بن الحكم، عن أبيه، عن عكرمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . اهـ ، وقال صاحب القوت: وقد روينا فيها إحداهما حديث الحكم بن أبان عن عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فساقه، ولم يجاوز الشهر، ثم قال بعد ذلك: حدثنا عن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود السجستاني يقال: ليس في صلاة التسبيح حديث أصح من هذا، فذكر هذه الرواية أنه يسبح في القيام خمس عشرة بعد القراءة، وأنه يسبح عشرا بعد السجدة الثانية في الركعة الأولى قبل القيام كأنه يجلس جلسة قبل أن ينهض، وفي الركعة الثانية أيضا كذلك قبل التشهد .