الوظيفة الثالثة : أن لا يتكبر على العلم ولا يتأمر على معلم بل يلقي إليه زمام أمره بالكلية في كل تفصيل ويذعن لنصيحته إذعان المريض الجاهل للطبيب المشفق الحاذق .
وينبغي أن يتواضع لمعلمه ويطلب الثواب والشرف بخدمته من قال الشعبي صلى زيد بن ثابت على جنازة فقربت إليه بغلته ليركبها فجاء nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فأخذ بركابه فقال زيد خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء والكبراء فقبل nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت يده ، وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم : ليس من أخلاق المؤمن التملق إلا في طلب العلم .
(الوظيفة الثالثة: أن لا يتكبر) المتعلم (على العلم) نفسه بأن يراه بعين الازدراء ولا تقع مهابته وشرفه وكرامته عنده موقعا (ولا يتأمر) أي: لا يصير أميرا (على المعلم) فإنه ثمرة عدم معرفة حقه (بل يلقي إليه زمام أمره بالكلية) وأصل الزمام ما يزم به البعير بحبل فيقاد، والمراد هنا تدبير أموره (في كل تفصيل) وإجمال (ويذعن) أي: ينقاد (لنصحه) وما بيديه من إشاراته (إذعان المريض الجاهل للطبيب [ ص: 312 ] المشفق الحاذق) في صنعته وإنما قيد المريض بالجاهل لأن العارف من المرضى ربما خالف طبيبه في دواء من الأدوية، فلم يتلق منه بالقبول فلا ينجع فيه ذلك الدواء، وقيد الطبيب بوصفين، الإشفاق والحذق، ولعمري هما وصفان جليلان لا يوجدان في أكثر الأطباء، وإنما ضرب المثل في ذلك؛ لأن المعلم يشفيه من أمراضه الباطنة التي أعظمها الجهل كما أن الطبيب يداويه لإذهاب الأمراض العارضة في الظاهر، وإذا وجد في المعلم الكمال في نفسه، وتهذيب لتكميل الغير مع الإشفاق والفطانة وجب على المتعلم أن يكون بين يديه مثل ذلك المريض الجاهل، بل كالميت بين يدي الغاسل أو القشة في جرية الماء (وينبغي أن يتواضع) بعين قلبه (لمعلمه) ومرشده (ويطلب الثواب) والأجر (والشرف) الأكبر والسعادة العظمى (بخدمته) والملازمة لسدته .
(قال) الإمام المتفق على ورعه وجلالة قدره أبو عمرو عامر بن شراحيل (الشعبي) من شعب همدان قال nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول: ما رأيت أفقه منه مات بعد المائة وله نحو من ثمانين، أخرج حديثه الجماعة (صلى زيد بن ثابت) ابن الضحاك بن لوذان الأنصاري النجاري أبو سعيد وأبو حارثة صحابي مشهور كتب الوحي، قال nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق: كان من الراسخين في العلم، مات سنة ثمان أو خمس وأربعين، وقيل: بعد الخمسين (على جنازة) هي جنازة أمه كما وقع التصريح بذلك في الرواية الآتية (فقربت له بغلة ليركبها فجاء nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس) -رضي الله عنه- ما (فأخذ بركابه) تبركا وتشرفا (فقال زيد خل عنه) وفي رواية ذر (يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء) والكبراء أي: ذوي الأسنان والشيوخ (فقبل nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت يده، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
قال العراقي في التخريج الصغير: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في المدخل إلا أنهم قالوا: هكذا نفعل قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: صحيح الإسناد على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم. اهـ .
وقال في التخريج الكبير: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير nindex.php?page=showalam&ids=12769وابن السني nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في كتابيهما رياضة المتعلمين nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، في المدخل من رواية رزين الرماني عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي أن nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت كبر على أمه أربعا وناشدها خيرا ثم أتى بدابته فأخذ nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بالركاب، فقال nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت: دعه أو ذر فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: هكذا نفعل بالعلماء الكبراء لفظ nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وإسناده صحيح، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، أنه أخذ بركاب nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت فقال له: تنح ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنا هكذا نفعل بكبرائنا وعلمائنا.
وقال صحيح الإسناد على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ولم يخرجاه. اهـ .
وقد تقدم الكلام على هذا في أول الكتاب ورزين الرماني هو رزين بن حبيب الجهني الكوفي بياع الأنماط أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين (وقال -صلى الله عليه وسلم-: ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم) .
قال العراقي: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ nindex.php?page=showalam&ids=481وأبي أمامة بإسنادين ضعيفين. اهـ. وقال ابن القيم: قال ابن قتيبة: جاء في الحديث ليس الملق من أخلاق المؤمن إلا في طلب العلم، ثم قال: وهذا أثر عن بعض السلف قلت: قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات: فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ nindex.php?page=showalam&ids=481وأبي أمامة nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة، فأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي من طريق الحسن بن واصل عن الخصيب بن جحدر عن النعمان بن نعيم عن nindex.php?page=showalam&ids=16345عبد الرحمن بن غنم عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ رفعه بالسياق السابق، قلت: هكذا هو بزيادة nindex.php?page=showalam&ids=16345عبد الرحمن بن غنم بين النعمان nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ، في نسخ الموضوعات وفي بعضها بإسقاطه، وهو الأشبه وهكذا رواه بإثباته nindex.php?page=showalam&ids=12769أبو بكر بن السني من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية بن الوليد عن nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش عن الحسن بن دينار وهو الحسن بن واصل الذي في نص nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي ودينار زوج أمه، فنسب إليه، واسم أبيه واصل، قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح: وكأن هذا خفي على nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم، حيث قال الحسن بن دينار بن واصل، قال العراقي: وعكس ذلك أبو العرب، في كتاب الضعفاء، فروى عن يحيى بن محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه قال الحسن بن واصل بن دينار ودينار جده، وهذا وهم ورواه الديلمي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12181أبي نعيم من رواية عمر بن إبراهيم الكردي عن nindex.php?page=showalam&ids=14117الحسن بن صالح عن النعمان بن نعيم، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15007القضاعي في مسند nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب من رواية عبد العزيز بن أبان عن الحسن بن دينار عن النعمان [ ص: 313 ] ابن نعيم، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي أيضا من طريق عمر بن موسى الوجيهي عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة رفعه مثله، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي أيضا من طريق ابن علاثة عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا: لا حسد ولا ملق إلا في طلب العلم، قال: ليس شيء من هذه الأحاديث يصح، أما الأول فمداره على الخصيب، وقد كذبه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة والقطان nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان يروي الموضوعات عن الثقات قلت: وأيضا الحسن بن واصل ضعيف جدا منسوب إلى الكذب، وأما الثاني فإن عمر بن موسى الوجيهي قال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني: متروك .
وأما الثالث: فإن علاثة اسمه محمد بن عبد الله بن علاثة لا يحتج به قال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات قال الحافظ السيوطي في كتابه اللآلئ المصنوعة بعد نقله لما تقدم: ابن علاثة روى له nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين، وقال أبو سعيد ثقة، إن شاء الله تعالى، وقال أبو زرعة: صالح، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الذهبي هذا الحديث لعل آفته من عمرو فإنه متروك، قال: وقد أورد لابن علاثة أحاديث حسنة، وقال: أرجو أنه لا بأس به، وقال الأزدي: حديثه يدل على كذبه قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أفرط الأزدي وأحسبه وقعت إليه روايات عمرو بن الحسين عنه، فكذبه لأجلها، وإنما الآفة من ابن الحصين فإنه كذاب، وأما ابن علاثة فقد وصفه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين بالثقة، قال: ولم أحفظ لأحد من الأئمة خلاف ما وصفه به يحيى. اهـ .
وهذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في شعب الإيمان، وقال هذا الإسناد ضعيف، وكذا حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ وقال ضعيف قال وقد روي من أوجه كلها ضعيفة. اهـ .
وورد هذا الحديث أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، قال العراقي: روي من طريق هشام بن بشير وأزهر بن سعد السمان عن عبد الله بن عون عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال ابن طاهر في الكشف عن أخبار nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب: وهو منكر من حديث ابن عون قال: والحمل فيه على من قبل هشام فإنهم إلى الجهالة أقرب. اهـ .
وقال السيوطي قد أورد الديلمي في مسند الفردوس من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني حدثنا الحسين بن عبد الله القطان عن عامر بن سيار عن أبي الصباح عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: من غض صوته عند العلماء كان يوم القيامة من الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى من أصحابي ولا خير في التملق والتواضع، إلا ما كان في الله أو طلب العلم. اهـ .