العلم حرب للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي
فلا ينال العلم إلا بالتواضع وإلقاء السمع قال الله تعالى إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ومعنى كونه ذا قلب أن يكون قابلا للعلم فهما ثم لا تعينه القدرة على الفهم حتى يلقي السمع وهو شهيد حاضر القلب ليستقيل كل ما ألقي إليه بحسن الإصغاء والضراعة والشكر والفرح وقبول المنة .(العلم حرب للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي)
أي: إن العلم عدو المتكبر حرب عليه لا يجتمعان معا والمتعالي هو المفتخر المتكبر بما عنده كما أن السيل عدو المكان المرتفع، المحدودب فإنه لم يزل بأمواجه وهيجانه حتى يوطئه وذلك مشاهد (فلا ينال) العلم يا أخي (إلا بالتواضع) والتملق والانقياد للمعلم (وإلقاء السمع) ، وهذا شرط ثان بعد التواضع فإنه إذا انقاد وتملق له ولكنه لم يلق سمعه لما يقوله لم يستفد شيئا (قال الله تعالى) في كتابه العزيز ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) .فصادف قلبا خاليا فتمكن
حتى يتم التشبيه بما ذكره الشيخ، ونص الذريعة .فالعلم حرب للمتعالي كالسيل حرب للمكان العالي