وما سمي الإنسان إلا لنسيه ولا القلب إلا أنه يتقلب
وروى عن البيهقي أبي عبيد بن الجراح مرفوعا: قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلب في اليوم سبع مرات. (والشيطان يعد الفقر) ويمني به (ويأمر بالفحشاء والمنكر) ؛ وذلك لأن الإنسان ما دامت حياته [ ص: 109 ] مرتبطة بجسده، فإن حاجته بين عينيه وفقره مشهود له، وبه يأتيه اللعين بوعده وأمره (وله لمة عقيب لمة الملك) فلا يغلبه إلا الشديد المصارع إذا ساعده التوفيق الإلهي (فليغتنم الفرصة في ذلك) فهذا أفضل وأزكى؛ لأنه من المسارعة إلى الخير، ومن المعاونة على البر والتقوى، وداخل في التطوع بالخير، وفعله الذي أمر به خصوصا إذا رأى أنها موضع يتنافس فيه ويغتنم خوف فوته من غاز في سبيل الله، أو في دين على مطالب، أو إلى رجل فقير فاضل طرأ في وقته، أو ابن السبيل غريب وأمثالهم .