الوظيفة السابعة أن
لا يخوض في فن حتى يستوفي الفن الذي قبله فإن العلوم مرتبة ترتيبا ضروريا وبعضها طريق إلى بعض والموفق من راعى ذلك .
قال الله تعالى:
الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أي: لا يجاوزون فنا حتى يحكموه علما وعملا، وليكن قصده في كل علم يتحراه الترقي إلى ما هو فوقه فينبغي ألا يحكم على علم بالفساد لوقوع الخلف بين أصحابه فيه ولا بخطأ واحد أو آحاد فيه، ولا بمخالفتهم موجب علمهم بالعمل، فترى جماعة تركوا النظر في العقليات والفقهيات متعللين فيها بأنها لو كان لها أصل لأدركه أربابها، وقد مضى كشف هذه الشبه في كتاب "معيار العلم" وترى طائفة يعتقدون بطلان الطب لخطأ شاهدوه من طبيب، وطائفة اعتقدوا صحة النجوم لصواب اتفق لواحد، وطائفة اعتقدوا بطلانه لخطأ اتفق لآخر .
والكل خطأ بل ينبغي أن يعرف الشيء في نفسه فلا كل علم يستقل بالإحاطة به كل شخص؛ ولذلك قال علي رضي الله عنه: لا تعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله .