، الأولى أن يطلب الأتقياء المعرضين عن الدنيا المتجردين لتجارة الآخرة قال صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=676115لا تأكل إلا طعام تقي ولا يأكل طعامك إلا تقي وهذا لأن التقي يستعين به على التقوى ، فتكون شريكا في طاعته بإعانتك إياه وقال صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=691945أطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين وفي لفظ آخر : أضف بطعامك من تحبه في الله تعالى وكان بعض العلماء يؤثر بالطعام فقراء الصوفية دون غيرهم فقيل له : لو عممت بمعروفك جميع الفقراء لكان أفضل ، فقال : لا هؤلاء قوم هممهم لله سبحانه فإذا طرقتهم فاقة تشتت هم أحدهم ، فلأن أرد همة واحد إلى الله عز وجل أحب إلي من أن أعطي ألفا ممن همته الدنيا ، فذكر هذا الكلام للجنيد فاستحسنه وقال : هذا ولي من أولياء الله تعالى وقال ما سمعت منذ زمان كلاما أحسن من هذا ، ثم حكى أن هذا الرجل اختل حاله وهم بترك الحانوت فبعث إليه nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد مالا وقال : اجعله بضاعتك ولا تترك الحانوت ؛ فإن التجارة لا تضر مثلك وكان هذا الرجل بقالا لا يأخذ من الفقراء ثمن ما يبتاعون منه .
قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=14274والدارمي nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: حسن، وفي الرياض: إسناده لا بأس به، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، إلا أن لفظهم: لا تصاحب. فالجملة الأخيرة من الحديث هي الموافقة لحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، وإنما نهى عن مواكلة غير تقي؛ لأن المطاعمة توجب الألفة وتؤدي إلى المخالطة، بل هي أوثق عرا المداخلة، ومخالطة غير التقي تخل بالدين وتوقع في الشبهة والمحظورات، فكأنه نهى عن مخالطة الفجار؛ إذ لا تخلو عن فساد إما بمتابعة فعل أو مسامحة في إغضاء عن منكر، فإن سلم من ذلك فلا يخطئه فتنته الغيرية، ثم ذكر المصنف، فقال: (وهذا لأن [ ص: 129 ] التقي يستعين به على) البر و (التقوى، فتكون) أنت أيها المطعم (شريكا له في طاعته) وقصده (بإعانتك إياه) ؛ قال تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى وهذا إذا كان الطعام الذي تطعمه من حل، وهو الذي يعين على التقوى، وليس المراد به حرمان غير التقي، بل أن يكون القصد به للمتقين أصالة، فلا يقصد به فاجرا يتقوى به على الفجور، فتكون إعانة على معصية .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في البر والصلة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري، قال ابن طاهر: غريب، وفيه مجهول. اهـ .
قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان، nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى والديلمي، ومعنى الجملة الأخيرة: خالطوا الذين حسنت أخلاقهم وأحوالهم في معاملة ربهم وواسوهم بمعروفكم، وخصوهم بصنوفه (وفي خبر آخر: أضف بطعامك من تحبه في الله تعالى) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك، أخبرنا جويبر عن الضحاك مرسلا. اهـ .
وفي بعض نسخ الكتاب وفي لفظ آخر بدل قوله وفي خبر آخر، وهكذا هو نص القوت، (وكان بعض العلماء) من معاصري nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد (يؤثر بالطعام) كذا في النسخ، وصوابه بالعطاء، ونص القوت: وعلى العبد أن يجتهد في طلب الأتقياء وذوي الحاجة من الفقراء ويبلغ غاية علمه بذلك، فإن قصر علمه ولم تنفذ فراسته ومعرفته في الخصوص استعان بعلم من هو أعلم منه وأنفذ نظرا وأعرف بالصالحين وأهل الخير منه، ممن يوثق بدينه وأمانته من علماء الآخرة لا من علماء الدنيا، وعلماء الآخرة هم الزاهدون في الدنيا الورعون من التكاثر فيها، فإن حب الدنيا غامض قد هلك فيها خلق كثير، لم ينج من العلماء ولم يسلم من الدنيا إلا المتحققون بالعلم واليقين وهم المتظلمون من الدنيا، وقد قال تعالى: وتثبيتا من أنفسهم أي: يقينا؛ يعني أنهم يثبتون في صدقاتهم، أي: يضعونها في يقين ليستروح إليه القلب وتطمئن به النفس. وقد كان بعض العلماء يؤثر بالعطاء (فقراء الصوفية) أي: المتجردين ذوي الحاجة منهم (دون غيرهم فقيل له:) يا فلان، (لو عممت بمعروفك جميع الفقراء كان أفضل، فقال: لا) أفعل، بل أؤثر هؤلاء على غيرهم، قيل: ولم؟ قال: لأن (هؤلاء هممهم لله سبحانه) ، وفي القوت: همهم الله تعالى (فإذا طرقتهم فاقة) أي: أصابتهم حاجة (تشتت هم أحدهم، فلأن أرد همة واحد إلى الله تعالى أحب إلي من أن أعطي ألفا ممن همته) وفي القوت: همه (الدنيا، فذكر هذا الكلام nindex.php?page=showalam&ids=14021للجنيد) أبي القاسم رحمه الله تعالى (فاستحسنه) ؛ أي: عده حسنا، (وقال: هذا ولي من أولياء الله تعالى) ، وقال: ونص القوت، ثم قال: (ما سمعت منذ زمان كلاما أحسن من هذا، ثم حكى) ونص القوت: وبلغني (أن هذا الرجل اختل حاله) في أمر الدنيا (وهم) وفي القوت: حتى هم (بترك الحانوت) ، أي: الدكان، (فبعث) ، وفي القوت: فوجه (إليه nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد مالا) وفي القوت: بمال، كما صرف إليه (وقال: اجعله بضاعتك) وفي القوت: اجعل هذا بضاعتك، (ولا تترك الحانوت؛ فإن التجارة لا تضر مثلك و) يقال: (كان هذا الرجل) أي: صاحب القصة (بقالا لا يأخذ) ، وفي القوت: ولم يكن يأخذ (من الفقراء ثمن ما يبتاعون منه) رحمه الله تعالى .