(الثانية: أن يشكر المعطي ويدعو له) بالخير (ويثني عليه) في حضوره وغيبته، يخصه بذلك شكرا لما أولاه، (ويكون شكره ودعاؤه بحيث لا يخرج عن كونه) جعل (واسطة) للبر وسببا للخير، (ولكنه طريق وصول نعمة الله إليه) ، والشكر له هو الدعاء له وحسن الثناء عليه، فيكون قول المصنف: ويدعو له ويثني عليه، بعد قوله: أن يشكر، من باب عطف التفسير، (وللطريق حق من حيث جعله الله طريقا وواسطة) في الظاهر، وذلك لا ينافي رؤية النعمة من الله سبحانه، فإن الآخذ إنما يأخذ ما يأخذه من يد الله، فهو في شهوده هذا غير مستريب، ولما كان ظهورها على يد هذا المعطي لزم شكره بحسب هذا الظهور، فلا تنافي بين الشهودين، (فقد قال صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=664248من لم يشكر الناس لم يشكر الله) فإن فيه إثبات حكم الوسائط واستعمال حسن الأدب في الإظهار والتخلق بأخلاق المنعم؛ لأنه أنعم عليهم، ثم شكر لهم كرما منه، فكذلك العبد الموقن يشهد يد مولاه في العطاء، فحمده ثم شكر المنفقين؛ إذ جعلهم مولاه سببا وظرفا لرزقه، فقد أمر المولى بشكر الناس، فمن لم يشكرهم لم يطعه في امتثال أمره، والشكر إنما يتم بمطاوعته، فمن لم يطعه لم يكن مؤديا شكره، وقد وجه nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي في الحديث وجها آخر؛ فقال: لأن من لم يشكر الناس مع ما يرى من حرصهم على حب الثناء على الإحسان، فأولى بأن يتهاون في شكر من يستوي عنده الشكران والكفران، والأول أقرب لسياق المصنف، وهو الذي فهمه صاحب القوت وغيره، ومن ثم اقتصر عليه nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي؛ حيث قال: الشكر في العربية إخبار عن النعمة المسداة إلى المخبر، وفائدته صرف النعم في الطاعة، وأصل النعم من الله، والخلق وسائط وأسباب، فالمنعم في الحقيقة هو الله، فله الحمد والشكر؛ فالحمد خبر عن حاله، والشكر خبر عن إنعامه وإفضاله، لكن أذن في الشكر للناس لما فيه من تأكيد المحبة والألفة. اهـ .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وحسنه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، وله nindex.php?page=showalam&ids=11998ولأبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: حسن صحيح. اهـ .
[ ص: 156 ] قلت: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في البر وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، وقال الهيثمي: سنده حسن، nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء في المختارة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير في التهذيب والحارث بن أبي أسامة، كلهم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد به مرفوعا، وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير، وعن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير والديلمي، وعن النعمان أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15007القضاعي في مسند nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب، وقد أفرد الحافظ الدمياطي طرقه في جزء .
كذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14467الحافظ السخاوي في المقاصد، قلت: والمراد بقول العراقي نحوه. وقول nindex.php?page=showalam&ids=14467السخاوي في الباب: هو حديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=692123لا يشكر الله من لا يشكر الناس، الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وصاحب الحلية nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء من حديث جرير، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أيضا من حديث الأشعث ابن قيس، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في الإفراد عن بشر بن أبي المليح عن أسامة عن أبيه عن جده، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني: تفرد به بشر، ولم يرو عنه غير عباد بن سعيد.