لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
وقال الله تعالى أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ولذلك كان وزر العالم في معاصيه أكثر من وزر الجاهل إذ يزل بزلته عالم كثير ويقتدون به ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها ولذلك قال رضي الله عنه : قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك فالجاهل يغر الناس بتنسكه والعالم يغرهم بتهتكه والله أعلم . عليلا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
وقال الله تعالى) في كتابه العزيز: ( أتأمرون الناس بالبر ) قال تقرير مع توبيخ وتعجيب، والبر يتناول كل خير ( البيضاوي: وتنسون أنفسكم ) وتتركونها قال نزلت في أحبار ابن عباس: المدينة كانوا يأمرون سرا من نصحوه باتباع محمد صلى الله عليه وسلم ولا يتبعونه وأنتم تتلون الكتاب تبكيت كقوله: وأنتم تعلمون ، أي تتلون التوراة وفيها الوعيد على العناد ومخالفة القول العمل، ومثله في قوله عز وجل بذم الشعراء فقال: وأنهم يقولون ما لا يفعلون . وكذلك قوله: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ، وأخرج عن عبد بن حميد أبي خالد الوالي قال: جلسنا عند فسكتنا فقلنا ألا تحدثنا فإنما جلسنا إليك لذلك؟ فقال: أتأمرون أن أقول ما لا أفعل ( ولذلك كان وزر العالم) بكسر اللام ( في معاصيه) إذا ارتكبها ( أكثر) من وزر الجاهل لما سيأتي من قول خباب بن الأرت رضي الله عنه: ويل للجاهل مرة وويل للعالم سبع مرات ( إذ يزل بزلته عالم فيقتدون به) مقرين عليه ومن زلة العالم زلة العالم وفي العالم والعالم أبي الدرداء [ ص: 348 ] جناس كامل ( و) قد ورد ( من سن) في الإسلام ( سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها) وهي قطعة من حديث وتمامه من بعده: من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا، أخرجه الإمام أحمد ومسلم والترمذي، والنسائي من طرق، وابن ماجه، والدارمي وأبو عوانة كلهم عن وابن حبان جرير وأوله: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئا.