فإذا فرغ من الطواف فليخرج من باب الصفا وهو في محاذاة الضلع الذي بين الركن اليماني والحجر فإذا خرج من ذلك الباب وانتهى إلى الصفا وهو جبل فيرقى فيه درجات في حضيض الجبل بقدر قامة الرجل رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت له الكعبة .
(الجملة الخامسة في السعي)
بين الصفا والمروة وله وظائف : منها ما هي واجبة ، ومنها ما هي سنة وقد ذكر المصنف هنا واجباته مخلوطة بسننه فقال : (فإذا خرج من الطواف) أي : بعد صلاته ركعتين واستلامه الحجر والركن وشربه ماء زمزم (فليخرج من باب الصفا) أحد أبواب الحرم من جهة الصفا وهو باب بني مخزوم ، والصفا مقصورا الحجارة ويقال : الحجارة الملس الواحدة صفاة كحصاة وحصى وهو اسم موضع بمكة سمي الباب به ويجوز في الصفا التذكير والتأنيث باعتبار المكان والبقعة (وهذا) أي : باب الصفا (في محاذاة) أي : مقابلة (الضلع بين الركن اليماني والحجر الأسود فإذا خرج من ذلك الباب وانتهى إلى الصفا وهو جبل فيرقى فيه درجا في حضيض الجبل) أي أسفله (بقدر قامة الرجل رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه حتى بدت له الكعبة) .
قال العراقي : رواه مسلم في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت ، وله من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت . . أهـ . قلت : وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر يخرج إلى الصفا فيبدأ به فيرقى حتى يبدو له البيت فيستقبله ولا ينتهي في كل ما حج واعتمر حتى يرى البيت من الصفا والمروة ثم يستقبله منهما ، وقال أصحابنا : ويخرج إلى الصفا من أي باب شاء وإنما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من باب بني مخزوم لأنه كان أقرب الأبواب إلى الصفا لا أنه سنة هذه عبارة الهداية .