فإذا وقع بصره على حيطان المدينة وأشجاره قال : اللهم هذا حرم رسولك ، فاجعله لي وقاية من النار وأمانا من العذاب وسوء الحساب وليغتسل قبل الدخول من بئر الحرة وليتطيب وليلبس أنظف ثيابه فإذا دخلها فليدخلها متواضعا معظما ، وليقل بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رب أدخلني مدخل صدق ، وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ، ثم يقصد المسجد ويدخله ويصلي بجنب المنبر ركعتين ويجعل عمود المنبر حذاء منكبه الأيمن ويستقبل السارية التي إلى جانبها الصندوق ، وتكون الدائرة التي في قبلة المسجد بين عينيه فذلك موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يغير المسجد وليجتهد أن يصلي في المسجد الأول قبل أن يزاد فيه
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في التقاسيم والأنواع: ذكر الخبر الدال على أن الخارج من منزله يريد مسجد المدينة من أي بلد تكتب له بكل خطوة حسنة وتحط الأخرى عنه سيئة إلى أن يرجع إلى بلده، وأخرج فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدي فرجل تكتب له حسنة، ورجل تحط عنه خطيئة حتى يرجع، والحديث الأول حجة على من قال: المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد قباء، وقول nindex.php?page=showalam&ids=156ميمونة للتي نذرت أن تصلي في بيت المقدس حجة لأصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على أن المكي والمدني إن نذرا الخروج إلى بيت المقدس والصلاة فيه لا يلزمهما ذلك; لأن مكانهما أفضل، وقوله إلا المسجد الحرام اختلف في المراد بهذا الاستثناء، فعند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أن المراد: إلا المسجد الحرام فإنه أفضل من مسجدي، فعلى هذا فتكون مكة أفضل من المدينة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: أجمعوا على أن موضع قبره صلى الله عليه وسلم [ ص: 416 ] أفضل بقاع الأرض، وأن مكة والمدينة أفضل بقاع الأرض بعده، ثم اختلفوا في: أيهما أفضل؟ فذهب nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وجماعة من الصحابة إلى تفضيل المدينة، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وأكثر المدنيين، وحملوا الاستثناء المذكور على أن مسجدي يفضله بدون الألف، وذهب أهل الكوفة إلى تفضيل مكة، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب nindex.php?page=showalam&ids=13056وابن حبيب من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وإليه ذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي اهـ .
قلت: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني من طريق حفص بن أبي داود عن nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث بن أبي سليم عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن ابن عمرو من هذا الوجه، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ووجه تضعيفه أن راويه حفصا ضعيف الحديث، وإن كان nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد قال فيه: صالح، وأما nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني فرواه في الأوسط من طريق الليث ابن بنت الليث بن أبي سليم عن عائشة بنت يونس امرأة الليث بن أبي سليم عن nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث بن أبي سليم، وفي هذا الإسناد من لا يعرف .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في سنده: النعمان بن شبل، وهو يأتي عن الثقات بالطامات، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني: الطعن في هذا الحديث على ابن ابنه محمد بن مهر بن النعمان على النعمان، (وقال صلى الله عليه وسلم: من وجد سعة ولم يغد إلي فقد جفاني ) ، قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في غرائب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في الضعفاء، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب في الرواة عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=36212من حج ولم يزرني فقد جفاني، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخ المدينة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: ما من أحد من أمتي له سعة، ثم لم يزرني فليس له عذر اهـ .
قلت: وحديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رواه أيضا الديلمي وعبد الواحد التميمي الحافظ في كتاب جواهر الكلام في الحكم والأحكام من كلام سيد الأنام، وقد رد الحافظ السيوطي على nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في إيراد في الموضوعات، وقال: لم يصب، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أخرجه أبو محمد بن عساكر في فضائل المدينة، (وقال صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=36461من جاءني زائرا لا يهمه إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا ) .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينة فيها قبري، وبها بيتي وتربتي وحق على كل مسلم زيارتها، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود وعنه أيضا nindex.php?page=hadith&LINKID=36461من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وابن الجوزي في مثير العزم، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب القبور .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في صحيحه من طريقه وقال: إن صح الخبر فإن في القلب من إسناده شيئا، ثم رجح أنه من رواية عبد الله بن عمر العمري المكبر الضعيف لا المصغر الثقة، وجزم nindex.php?page=showalam&ids=14679الضياء في الأحكام وقبله nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بأن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر المذكور في هذا الإسناد هو المكبر، وإذا فهمت ذلك فاعلم أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أهم القربات، ويندب أن ينوي الزائر مع التقرب بزيارته صلى الله عليه وسلم التقرب بالمسافرة إلى مسجده الشريف بالصلاة فيه كيلا تفوته فضيلة شد الرحال، وكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أن يقال: زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأحسن ما علل به وجه الكراهة ما روي من قوله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=707584اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد فكره إضافة هذا اللفظ إلى القبر لئلا يقع التشبه بأولئك سدا للذريعة وحسما للباب، فعلى هذا إذا قال: زرنا النبي صلى الله عليه وسلم، (فمن قصد الزيارة فليصل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه كثيرا ) بأن يجعل أكثر ورده ذلك مع كمال المراقبة وحضور القلب (فإذا وقع بصره على جدار المدينة ) الأولى حيطان المدينة بدليل قوله (وأشجارها) فإن حيطانهما وهي نخلها المحوط عليها، إنما هي خارجة المدينة (فليقل: اللهم هذا حرم) نبيك (ورسولك صلى الله عليه وسلم، فاجعله لي وقاية من النار وأمانا) ، وفي بعض النسخ وأمنا (من العذاب) ، وزيد في رواية: (وسوء الحساب وليغتسل قبل الدخول ) إليها (من بئر الحرة ) ، وهو موضع خارج المدينة وبه كانت الواقعة المشهورة بوقعة الحرة، والحرة في الأصل أرض ذات أحجار سود (وليتطيب) بأحسن ما يجد عنده من الطيب، (وليلبس أفضل ثيابه وأنظفها) ، وأحسنها (وليدخل المدينة متواضعا) ، متمسكنا (ومعظما، وليقل بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رب أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، ثم ليقصد المسجد ويدخله) من باب جبريل عليه السلام مقدما يمناه في الدخول قائلا: بسم الله، اللهم رب محمد صل على محمد، رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك (ويصلي بجنب المنبر الشريف) في الروضة (ركعتين) يحيي بهما المسجد، (ويجعل عمود المنبر بحذاء منكبه الأيمن وليستقبل السارية) ، هي الأسطوانة (التي إلى جانبها الصندوق، وتكون الدائرة التي في قبلة المسجد بين عينيه) ، أي: مواجهة له (فذلك موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم) في صلاته (قبل أن يغير المسجد) .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال: إن الناس كثروا في عهد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، فقال له قائل: يا أمير المؤمنين لو وسعت في المسجد، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني أريد أن أزيد في قبلة مسجدنا ما زدت فيه وزاد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في القبلة إلى موضع المقصورة وكان بين المنبر وبين الجدار الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر ما تمر شاة، فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إلى موضع المقصورة اليوم، وأدخل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في هذه الزيادة دارا nindex.php?page=showalam&ids=18للعباس بن عبد المطلب، وجعلها للمسلمين وعن nindex.php?page=showalam&ids=15786خارجة بن زيد قال: زاد عثمان في قبلة المسجد ولم يزد في شرقيه، وزاد في غربيه قدر أسطوانة، وبناه بالحجارة المنقوشة والقصة وزاد فيه إلى الشام خمسين ذراعا، ثم لم يزد أحد فيه شيئا إلى زمن nindex.php?page=showalam&ids=15490الوليد بن عبد الملك فأمر nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز بالزيادة فيه كما هو مفصل في تواريخ المدينة.