وفي كل أسواق العراق إفادة وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم
(وهم الصادون عن المسجد الحرام ) أي: المانعون عنه، (من أمراء مكة ) ، وقوادها وذوي شوكتها، (والأعراب المترصدين في الطريق) من قبائل شتى (فإن تسليم المال إليهم) بالطريق المذكور (إعانة على الظلم، وتيسير لأسبابه عليهم فهو كالإعانة بالنفس فليتلطف في حلية الخلاص) ، أصله في القوت حيث قال : ومن فضائل الحج أن لا يقوي أعداء الله الصادين عن المسجد الحرام بالمال فإن المعونة والتقوية بالمال يضاهي المعونة بالنفس والصد عن المسجد الحرام يكون بالمنع والإحصار ويكون بطلب المال فليحتل في التخلص من ذلك، (فإن لم يقدر فقد قال بعض العلماء: ولا بأس بما قاله إن) ولفظ القوت: فإن بعض علمائنا كان يقول: (ترك التنقل بالحج والرجوع عن الطريق أفضل من إعانة الظلمة) ، ولفظ القوت: ترك التنقل بالحج والرجوع عنه أفضل من تقوية الظالمين بالمال، (فإن هذه بدعة أحدثت، وفي الانقياد لها ما يجعلها سنة مطردة، وفيه ذل وصغار على المسلمين ببذل جزية) ، ولفظ القوت: لأن ذلك عنده دخيلة في الدين، ووليجة في طريق المؤمنين، وإقامة وإظهار لبدعة أحدثت في الآخذ والمعطي فهما شريكان في الإثم والعدوان، وهذا كما قال; لأن جعل بدعة سنة ودخلا في صغار وذلة ومعاونة على وزر أعظم في الجرم من تكلف حج نافلة، وقد سقط فرضه، كيف وفي ذلك إدخال ذلة وصغار على المسلمين والإسلام مضاهاة للجزية .