وقال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع .
وروى مكحول عن عبد الرحمن بن غنم أنه قال حدثني عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا كنا ندرس العلم في مسجد قباء إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن يأجركم الله حتى تعملوا .
وقال عيسى عليه السلام : مثل الذي يتعلم العلم ولا يعمل به كمثل امرأة زنت في السر ، فحملت فظهر حملها فافتضحت فكذلك من لا يعمل بعلمه يفضحه الله تعالى يوم القيامة على رءوس الأشهاد .
وقال معاذ رحمه الله احذروا زلة العالم لأن قدره عند الخلق عظيم فيتبعونه على زلته .
وقال عمر رضي الله عنه : إذا زل العالم زل بزلته عالم من الخلق وقال عمر رضي الله عنه ثلاث بهن ينهدم الزمان إحداهن زلة العالم .
وقال ابن مسعود سيأتي على الناس زمان تملح فيه عذوبة القلوب فلا ينتفع بالعلم يومئذ عالمه ولا متعلمه فتكون قلوب علمائهم مثل السباخ من ذوات الملح ينزل عليها قطر السماء ، فلا يوجد لها عذوبة وذلك إذا مالت قلوب العلماء إلى حب الدنيا وإيثارها على الآخرة فعند ذلك يسلبها الله تعالى ينابيع الحكمة ويطفئ ، مصابيح الهدى من قلوبهم فيخبرك عالمهم حين تلقاه أنه يخشى الله بلسانه والفجور ظاهر في عمله فما أخصب الألسن يومئذ وما أجدب القلوب فوالله الذي لا إله إلا هو ما ذلك إلا لأن المعلمين علموا لغير الله تعالى والمتعلمين تعلموا لغير الله تعالى .
وفي التوراة والإنجيل مكتوب لا تطلبوا علم ما لم تعلموا ، حتى تعملوا بما علمتم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة رضي الله عنه إنكم في زمان من ترك فيه عشر ما يعلم ، هلك وسيأتي زمان من عمل فيه بعشر ما يعلم نجا وذلك لكثرة البطالين .
( وقال) أبو عمرو ( الأوزاعي) رحمه الله تعالى ( إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع) نقله صاحب القوت ( وروى) أبو عبد الله ( مكحول) الشامي فقيه ثقة كثير الإرسال مات سنة بضع عشرة ومائة ( عن عبد الرحمن بن غنم) بن كريب بن هانئ بن ربيعة الأشعري ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعية أهل الشام وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في ثقات التابعين قيل له صحبة ولم تثبت، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر: كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره ولازم nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل إلى أن مات وكان أفقه أهل الشام، مات سنة ثمان وسبعين روى عن جماعة من الصحابة يأتي ذكرهم قريبا، وروى عنه ابنه nindex.php?page=showalam&ids=16576وعطية بن قيس ومالك بن أبي مريم وأبو سلام الأسود nindex.php?page=showalam&ids=17134ومكحول nindex.php?page=showalam&ids=16128وشهر بن حوشب nindex.php?page=showalam&ids=15889ورجاء بن حيوة وعبادة بن نسي وصفوان بن سليم وجماعة ( أنه قال حدثني عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) الذين سمع منهم من الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبو ذر nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ nindex.php?page=showalam&ids=5وأبو عبيدة بن الجراح، وأنس بن مالك الأشعري nindex.php?page=showalam&ids=110وأبو موسى الأشعري، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة وعمرو بن خارجة nindex.php?page=showalam&ids=75وشداد بن أوس nindex.php?page=showalam&ids=63وعبادة بن الصامت وثوبان ومعاوية جملتهم أربعة عشر نفسا ( أنا كنا ندرس العلم في مسجد قباء إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن يأجركم الله عز وجل حتى تعملوا) قال العراقي: ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في بيان العلم هكذا من غير أن يصل إسناده، وقد روى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس.
أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ فرواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في كتاب الاقتضاء من رواية عثمان بن عبد الرحمن الجمحي عن يزيد بن يزيد بن جابر عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله، وأخرجه أيضا من رواية بكر بن خنيس عن حمزة النصيبي عن يزيد بن يزيد بلفظ: فلن ينفعكم مكان يأجركم وهكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي في الكامل nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية ثم قال: وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14274الدارمي في مسنده nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك في الزهد والرقائق موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بإسناد صحيح اهـ .
قلت: الذي في الحلية حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا علي بن إسحاق حدثنا الحسين بن الحسن حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن يزيد بن جابر قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ قال: اعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن يأجركم الله بعلم حتى تعملوا قال الشيخ رفعه حمزة النصيبي عن ابن جابر عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ ثم ساق [ ص: 374 ] سنده إليه كسياق nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ثم قال العراقي: وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فرواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في غرائب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ومن طريقه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في أسماء الرواة عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بسند فيه محمد بن روح وهو ضعيف ولا يصح هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس فروي عنه مرفوعا وموقوفا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في العلم من رواية عباد بن عبد الصمد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس موقوفا قال: وهو أولى من رواية من رواه مرفوعا قال وعباد متفق على تركه اهـ .
قلت: وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر في التاريخ عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أشار له السيوطي وسياقه كسياق nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ورواه الحسن ابن الأخرم المديني في أماليه عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أشار له السيوطي وسياقه كسياق nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في الاقتضاء من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن جعفر بن برقان عن فرات بن سليمان عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال: إنك لن تكون عالما حتى تكون متعلما ولن تكون متعلما حتى تكون بما علمت عاملا وأخرج من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي عن برد عن سليمان قاضي عمر بن عبد العزيز قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء لا تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا ( وقال عيسى عليه السلام: مثل الذي يتعلم العلم ولا يعمل به كمثل امرأة زنت في السر، فحملت فظهر حملها فافتضحت فكذلك من لا يعمل بعلمه يفضحه الله تبارك وتعالى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد) ، نقله صاحب القوت ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ) رضي الله عنه: ( احذروا زلة العالم) بكسر اللام; ( لأن قدره عند الخلق عظيم) أي: يهابونه إجلالا ( فيتبعونه على زلته) لمهابته عندهم، وذكر له nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=912358إني أخاف عليكم ثلاثا، وهي كائنات; زلة عالم الحديث كما سيأتي، ومن كلامه رضي الله عنه أيضا وأحذركم زيغة الحكيم; فإن الشيطان يقول علي في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورا.
( وقال عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنه: إذا زل العالم زل بزلته عالم من الخلق) وبين العالم والعالم جناس، ( وقال) أيضا ( ثلاث) خصال ( بهن يهدم الإسلام) ، فذكرهن وقال: ( إحداهن زلة العالم) وهي أشدهن، لأنه يقتدى به في الحلال والحرام، وقد جاء ذكر هذه الثلاثة في حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ: nindex.php?page=hadith&LINKID=912358زلة عالم وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تفتح عليكم كما سيأتي قريبا، ومثله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ولكن فيه الثالث التكذيب بالقدر وسيأتي أيضا .
( وقال) أبو عبد الرحمن عبد الله ( بن مسعود) بن غافل بن حبيب الهذلي رضي الله عنه من السابقين الأولين، صاحب علوم، وأمره nindex.php?page=showalam&ids=2عمر على الكوفة، ومات سنة اثنتين وثمانين، أو في التي بعدها بالمدينة ( سيأتي على الناس زمان تملح فيه عذوبة القلوب) أي: تنقلب حلاوة القلوب التي هي ثمرة الإيمان الكامل مرارة وملوحة ( فلا ينتفع يومئذ بالعلم عالمه ولا متعلمه) ، وإذا لم ينتفع ( فتكون قلوب علمائهم) إذ ذاك ( مثل السباخ) جمع سبخة، وهي الأرض المالحة ( من ذوات الملح ينزل عليها قطر السماء، فلا توجد لها عذوبة) ، وفي نسخة له فكذلك إذا صادف القلوب التي نزعت منها حلاوة الإيمان ثم بين ذلك بقوله: ( وذلك إذا مالت قلوب العلماء إلى حب الدنيا) أي: والجاه والرياسة ( وإيثارها على الآخرة فعند ذلك يسلبها الله ينابيع الحكمة، وتطفأ مصابيح الهدى من قلوبهم) أي: فلا يكاد يصدر منهم الإرشاد حينئذ ( فيخبرك عالمهم حين تلقاه أنه يخشى الله) يقول ذلك ( بلسانه والفجور) هو خرق ستر الديانة ( بين) أي: ظاهر ( في عمله فما أخصب الألسن يومئذ) وأرطبها بالفصاحة وكثرة الكلام، ( وأجدب القلوب) وأيبسها ( فوالله الذي لا إله إلا هو ما ذلك إلا لأن المعلمين علموا) العلم ( لغير الله والمتعلمين تعلموا لغير الله) ، فحل بهم ما حل وكأنه رضي الله عنه، نطق بما هو واقع الآن بل، وقبلنا بكثير فلا حول ولا قوة إلا بالله .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رفعه كيف أنتم إذا التبستكم فتنة فتتخذ سنة يربو فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، وإذا ترك منها شيء قيل تركت سنة قالوا متى ذلك يا رسول الله قال: إذا كثر قراؤكم، وقلت علماؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الله قال عبد الله فأصبحتم فيها قال الشيخ: كذا [ ص: 375 ] روي مرفوعا، والمشهور من قول عبد الله: موقوف، ( وفي الإنجيل مكتوب لا تطلبوا علم ما لم تعلموا، حتى تعملوا بما علمتم) هكذا أورده صاحب القوت وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: رقي رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فقال: قال موسى عليه السلام، يا بني إسرائيل ورآهم يبكون فقال: كم تعلمون ولا تعلمون وأنتم لا تعلمون ولا تعلمون.
وأخرج في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار بسنده إليه، قال: كنت مولعا بالكتب أنظر فيها فدخلت ديرا من الديارات ليالي الحجاج فأخرجوا كتابا من كتبهم، فنظرت فيه فإذا فيه يا ابن آدم، لم تطلب علم ما لم تعلم وأنت لما تعمل فيما تعلم ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة رضي الله عنه) ولفظ القوت وروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان ( إنكم) اليوم ( في زمان من ترك فيه عشر ما يعلم، هلك وسيأتي زمان) ، ولفظ القوت: ويأتي بعدكم زمان ( من عمل فيه) ، ولفظ القوت: من عمل منهم ( بعشر ما يعلم نجا) وقال صاحب القوت في موضع آخر: وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، nindex.php?page=hadith&LINKID=664563 "يأتي على الناس زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا"، وفي بعضها: بعشر ما يعلم، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي: "يأتي على الناس زمان ينكر الحق تسعة أعشار أعشارهم، لا ينجو منه يومئذ إلا كل مؤمن نؤمة، يعني صموتا متغافلا"، وذكر في موضع آخر قال بعض التابعين: "من عمل بعشر ما يعلم علمه الله تعالى ما يجهل، ووفقه فيما يعمل حتى يستوجب الجنة، ومن لم يعمل بما يعلم تاه فيما يعلم، ولم يوفق فيما يعمل حتى يستوجب النار اهـ .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=14808العلاء بن زياد بسنده إليه، قال: "إنكم في زمان أقلكم الذي ذهب عشر دينه"، وسيأتي عليكم زمان أقلكم الذي يبقى عشر دينه، ( وذلك لكثرة البطالين) هكذا في النسخ، ولفظ القوت: عقيب كلام nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة هذا القلة العاملين، وكثرة الطالبين، وقال في موضع آخر: وقال بعض الخلف: "أفضل العلم في آخر الزمان الصمت، وأفضل العلم النوم، يعني لكثرة الناطقين بالشبهات، فصار الصمت للجاهل علما، ولكثرة الغافلين بالشهوات، فصار النوم عبادة البطال، ولعمري إن الصمت والنوم أدنى أحوال العالم، وهما أعلى حال الجاهل .