وهو أن يكون على الوضوء واقعا على هيئة الأدب والسكون إما قائما وإما جالسا مستقبل القبلة مطرقا رأسه غير متربع ولا متكئ ولا جالس على هيئة التكبر ويكون جلوسه وحده كجلوسه بين يدي أستاذه .
وأفضل الأحوال أن يقرأ في الصلاة قائما وأن يكون في المسجد فذلك من أفضل الأعمال .
(وهي عشرة: الأول في حال القارئ وهو أن يكون على) أكمل حالات الطهارة فيغتسل لقراءة القرآن إن أمكنه، ويلبس أحسن ثيابه، ويتطيب ويتبخر بأطيب ما يجد عنده إن أمكنه ذلك، وإلا اقتصر على (الوضوء) ، والتيمم ينوب عنه، ويسن أن يستاك تعظيما وتطهيرا، فقد روى nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي مرفوعا بسند جيد: إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك، لو قطع القرآن وعاد عن قرب فمقتضى استحباب التعوذ إعادة السواك أيضا، (واقفا على) أحسن (هيئة الأدب والسكون) في نفسه وتسكين الأطراف على أي حال كان (إما قائما) على قدميه (وإما جالسا) حالة كونه (مستقبل القبلة) ، إذ أشرف المجالس ما استقبل به القبلة، (مطرقا رأسه) فإن كان متطيلسا فهو الأحسن إذ هو الخلوة الصغرى (غير متربع) على قرفصاه (ولا متكئ) على وسادة أو جدار، أو شبههما (ولا جالسا على هيئة التكبر) بأن يجعل إحدى رجليه على الأخرى، أو غير ذلك، (ويكون جلوسه وحده) لكونه يختلي بربه (كجلوسه بين يدي أستاذه) على غاية المهابة .
(وأفضل الأحوال أن يقرأ في الصلاة قائما) سواء كانت فرضا، أو نفلا (وأن يكون في المسجد فذلك من أفضل الأعمال) ، لشرف المكان وكره قوم القراءة في الحمام، ولطريق قال النووي: ومذهبنا لا تكره فيهما قال: وكرهها. . [ ص: 471 ] nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي في الحش، وبيت الرحا، وهي تدور، قال: وهو مقتضى مذهبنا (فإن قرأ على غير وضوء، وكان مضطجعا في الفراش) ، وهو في البيت كل ذلك مع عدم قيام المانع، (فله أيضا فضل، ولكنه دون ذلك) ، وذلك لأنه (قال الله تعالى) في مدح الذاكرين الله وهو يشمل التالين ( الذين يذكرون الله ) أي في سائر أحوالهم ( قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) أي: مضطجعين عليها ( ويتفكرون في خلق السماوات والأرض فأثنى على الكل) في معرض واحد، (ولكن قدم القيام في الذكر) فعرف منه أنه أفضل (ثم القعود) فيه، (ثم الذكر مضطجعا ) ففضل تلك الحالات على هذا الترتيب .
وقيل: تحرم كمس المصحف باليد النجسة (قال علي) بن أبي طالب (رضي الله عنه: من قرأ القرآن وهو قائم في الصلاة كان له بكل حرف مائة حسنة، ومن قرأ وهو جالس في الصلاة فله بكل حرف خمسون حسنة، ومن قرأ في غير صلاة، وهو على وضوء فخمس وعشرون حسنة، ومن قرأه على غير وضوء فعشر حسنات) ، وهذا قد أخرجه الديلمي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا، وفيه ومن قرأه قاعدا كان له بكل حرف خمسون حسنة، ومن قرأه في غير صلاة كان له بكل حرف عشر حسنات، ومن استمع إلى كتاب الله كان له بكل حرف حسنة، (وما كان من القيام بالليل فهو أفضل; لأنه أفرغ للقلب) من الأشغال، ومما يدل على أن القراءة بالليل أفضل منها بالنهار .