والمقصود من القراءة التدبر ولذلك سن فيه الترتيل لأن الترتيل في الظاهر ليتمكن من التدبر بالباطن .
، قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه : لا خير في عبادة لا فقه فيها ، ولا في قراءة لا تدبر فيها .
وإذا لم يتمكن من التدبر إلا بترديد فليردد إلا أن يكون خلف إمام فإنه لو بقي في تدبر آية وقد اشتغل الإمام بآية أخرى كان مسيئا مثل من يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم بقية كلامه وكذلك إن كان في تسبيح الركوع ، وهو متفكر في آية قرأها إمامه فهذا وسواس فقد روي عن عامر بن عبد قيس أنه قال الوسواس يعتريني في الصلاة فقيل في أمر الدنيا ، فقال : لأن تختلف في الأسنة أحب إلي من ذلك ، ولكن يشتغل قلبي بموقفي بين يدي ربي عز وجل ، وأني كيف أنصرف فعد ذلك وسواسا وهو كذلك فإنه يشغله عن فهم ما هو فيه والشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهم ديني ولكن يمنعه به عن الأفضل ولما ذكر ذلك للحسن قال : إن كنتم صادقين عنه فما اصطنع الله ذلك عندنا ويروى أنه صلى الله عليه وسلم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم فرددها عشرين مرة وإنما رددها صلى الله عليه وسلم لتدبره في معانيها .
وقام nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ليلة يردد هذه الآية ، وامتازوا اليوم أيها المجرمون وقال بعضهم : إني لأفتتح السورة فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتى يطلع الفجر وكان بعضهم يقول : آية لا أتفهمها ، ولا يكون قلبي فيها لا أعد لها ثوابا وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=12032أبي سليمان الداراني أنه قال : إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال أو خمس ليال ، ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيرها .
وعن بعض السلف أنه بقي في سورة هود ستة أشهر يكررها ، ولا يفرغ من التدبر فيها .
وقال بعض العارفين : لي في كل جمعة ختمة ، وفي كل شهر ختمة ، وفي كل سنة ختمة ، ولي ختمة منذ ثلاثين سنة ما فرغت منها بعد وذلك بحسب درجات تدبره وتفتيشه وكان هذا أيضا يقول أقمت نفسي مقام الأجراء فأنا أعمل مياومة ومجامعة ومشاهرة ومسانهة .
(الرابع التدبر) معناه النظر في دبر الأمور أي عواقبها وهو قريب من التفكر إلا أن التفكر تصرف القلب بالنظر في الدليل والتدبر تصرفه [ ص: 505 ] بالنظر في العواقب (وهو وراء حضور القلب فإنه قد) يتفق أنه (لا يتفكر في غير القرآن، ولكنه يقتصر على سماع من نفسه) ، حال تلاوته، (وهو لا يتدبره، والمقصود من القرآن التدبر) في معانيه .
(ولذلك سن فيه الترتيل) ، وهو رعاية مخارج الحروف، وحفظ الوقوف أو هو حفظ الصوت والتحزن بالقراءة على ما سبق بيانه; (لأن الترتيل في الظاهر) إنما سن (ليتمكن من التدبر في الباطن، قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: لا خير في عبادة لا فقه فيها ، ولا في قراءة لا تدبر فيها ) ، كذا أورده صاحب القوت .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية: حدثنا أبي، حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14302يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16092شجاع بن الوليد، عن زياد بن خشبة، عن إسحاق، عن عاصم بن حمزة، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي قال: لا خير في قراءة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا خير في عبادة لا تدبر فيها، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في جامع العلم: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا محمد بن زبان، حدثنا الحرث بن مسكين، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، أخبرني عقبة بن نافع، عن إسحاق بن أسد، عن أبي مالك وأبي إسحاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بالفتية كل الفتية؟ قالوا: بلى، الحديث، وفيه ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا علم ليس فيه تفهم، ولا قراءة ليس فيها تدبر، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر: لا يأتي هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه، وأكثرهم يوقفونه على علي - رضي الله عنه - (وإذا لم يتمكن من التدبر) في الآية (إلا بترديد فليردد) فإنه مطلوب، (إلا أن يكون خلف إمام فإنه) يمنع من ذلك حينئذ إذ (لو بقي) المأموم (في تدبر آية) تلاها الإمام (وقد اشتغل الإمام بآية أخرى) انتقل إليها (كان مسيئا) في تردده فيها، ومثله (مثل من يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم بقية كلامه) ، وهذا يدل على قصوره في عمله، (وكذلك إذا كان في تسبيح الركوع، وهو متفكر في آية قرأها) إمامه، أو هو بنفسه (فهو وسواس) يحترز منه; لأنه مأمور إذ ذلك بإتيان ما يناسب فيه من الأذكار والتسبيح .
(فقد روي عن عامر بن عبد قيس) الزاهد، روى عنه أبو مجلز أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي (أنه قال) يوما لأصحابه: (الوسواس يعتريني في الصلاة فقيل في أمر الدنيا، فقال: لأن تختلف في الأسنة) جمع سنان، وهو من الرمح معروف، (أحب إلي من ذلك، ولكن يشتغل قلبي بموقفي بين يدي ربي عز وجل، وأني كيف أنصرف) ، أي من المقبولين من أهل اليمين، أو خلاف ذلك، (فعد ذلك وسواسا) مع أنه تفكر في أمر ديني، (وهو كذلك) أي كما قاله (فإنه يشغله عن فهم ما هو فيه) من أمر الصلاة، (والشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهم ديني لكن يمنعه بذلك من الأفضل) ، وهي دسيسة خفية من الشيطان يدس بها على أكثر السالكين، (ولما ذكر ذلك) ، أي قول nindex.php?page=showalam&ids=16284عامر بن عبد قيس (للحسن) البصري رحمه الله (قال: إن كنتم صادقين عنه) في نقله، (فما اصطنع الله ذلك عندنا .
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم فرددها عشرين مرة ) ، كذا في القوت، قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر الهروي في معجمه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بسند ضعيف انتهى، قلت: كأنه يشير إلى أنه أخرجه من طريق أبي الشيخ الأصبهاني في كتابه أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم من طريق روح بن مسافر، عن محمد بن الملائي، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، أو عن محمد، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فبكى حتى سقط فقرأها عشرين مرة كل ذلك يبكي حتى يسقط، ثم قال في آخر ذلك: لقد خاب من لم يرحمه الرحمن الرحيم، روح أبو بشر كناه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره، وكناه لوين أبا المعطل، وهو أحد المتروكين تركه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين قال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه، (وإنما رددها لتدبره صلى الله عليه وسلم في معانيها) ، فإنها تتضمن جميع أسرار القرآن .
وفي القوت فكان له في كل ذلك فهم، ومن كل كلمة علم، (وعن أبي ذر) الغفاري (رضي الله عنه قال: قام [ ص: 506 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا ليلة فقام بآية يرددها، وهي إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه بسند صحيح اهـ .
قلت: قال nindex.php?page=showalam&ids=14679الضياء المقدسي صاحب المختارة: أخبرنا أبو زرعة اللفتواني، أخبرنا الحسين بن عبد الملك، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن، أخبرنا جعفر بن عبد الله، حدثنا محمد بن هارون، حدثنا محمد بن بشار وعمرو بن علي، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17070مروان بن معاوية ويحيى بن سعيد، قالا: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=154قدامة بن عبد الله، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد في فضائل القرآن: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17070مروان بن معاوية الفزاري، عن قدامة العامري عن حسبرة بنت دجاجة العامرية، قالت: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر - رضي الله عنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=701210قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح يقوم بها، ثم يركع ويسجد .
فقال القوم nindex.php?page=showalam&ids=1584لأبي ذر : أية آية؟ فقال: إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم هذا لفظ أبي عبيد وساقه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد مختصرا، وأعاده مطولا جدا، وأخرجه أيضا عن واسع، عن قدامة نحو رواية أبي عبيد، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه جميعا، عن يحيى بن حكيم، عن يحيى بن سعيد نحو رواية أبي عبيد، وله شاهد أخرجه أحمد أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد مختصرا، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور من مرسل nindex.php?page=showalam&ids=11904أبي المتوكل الناجي ورواته ثقات، (وقام تميم) بن أوس (الداري) - رضي الله عنه - (ليلة بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية) ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد في الفضائل وابن أبي داود في الشريعة، ومحمد بن نصر في قيام الليل، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الدعاء، أما nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد، فقال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن عمر بن مرة، عن أبي الضحى، عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري لقد رأيته بات ليلة حتى أصبح، أو قرب أن يصبح يتلو آية، ويركع، ويسجد، ويبكي أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله وهم لا يظلمون .
ورواه أيضا عن هشام، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي الضحى فذكر نحوه، وأما ابن أبي داود، فرواه عن سهل بن صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون نحوه ورواه أيضا عن إسحاق بن شاهين، عن هشام، وأما محمد بن نصر، فرواه عن بندار، عن غندر حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، وأما nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني، فقال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، فساقه وهو أثر صحيح لولا الرجل المكي الذي لم يسم لكان على شرط الصحيح، (وقام nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ليلة بهذه الآية يرددها، وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) كذا في القوت .
والذي في كتاب الفضائل لأبي عبيد، حدثنا أبو الأسود هو النضر بن عبد الجبار، عن ضمام بن إسماعيل، عن المعلى، عن رجل، قال: كنت بمكة فلما صليت العشاء فإذا رجل أمامي أحرم بنافلة فاستفتح إذا السماء انفطرت فلم يزل فيها حتى نادى منادي السحر فسألت عنه فإذا هو nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، قلت: وقد جاء نحو ذلك من ترديد الآيات في الصلاة، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود، وعن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وأسماء ابنتي أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أما nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود فأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد عن معاذ بن معاذ العنبري، عن عبد الله بن عون، حدثني رجل من أهل الكوفة، قال: صلى nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ليلة فذكروا ذلك .
فقال بعضهم: هذا مقام صاحبكم بات هذه الليلة يردد [هذه] الآية حتى أصبح، قال ابن عون: بلغني أنها رب زدني علما ، وأخرجه ابن أبي داود بسند صحيح، عن إبراهيم، عن علقمة قال: صليت إلى جنب عبد الله فافتتح سورة طه فلما بلغ رب زدني علما قال: رب زدني علما رب زدني علما ، وأما أثر أسماء، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة، عن أبيه قال: دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر وهي تصلي تقرأ هذه الآية فمن الله علينا، ووقانا عذاب السموم فقمت فلما طال علي ذهبت إلى السوق، ثم رجعت وهي مكانها، وهي تكرر الصلاة وهو موقوف رجاله ثقات من رواية الصحيحين، لكن اختلف فيه على هشام، فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد ومحمد بن أبي عمر العوفي، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود جميعا من طريق أبي معاوية، عن هشام، فقال عن [ ص: 507 ] عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة، عن أبيه، عن جدته أسماء فذكر نحوه، ويحتمل أن يكون لهشام فيه طريقان .
وأما أثر nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فأخرجه ابن أبي داود من طريق شيبة بن نصاح، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، قال: غدوت يوما على nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، وهي تصلي الضحى فإذا هي تقرأ هذه الآية فمن الله علينا، ووقانا عذاب السموم ، وهي تبكي وترددها، فقمت حتى مللت فذهبت إلى السوق، ثم رجعت فإذا هي ترددها وتبكي، ومما جاء في ذلك، عن التابعين قال nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد في زيادات المسند: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15936زياد بن أيوب، عن علي بن يزيد الصدائي، حدثنا عبد الرحمن بن عجلان، حدثنا نسير بن [ذعلوق]، وقال: بات الربيع بن خيثم ذات ليلة، وقام يصلي فمر بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات إلى قوله ساء ما يحكمون فجعل يرددها حتى أصبح، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: حدثنا قدامة أبو محمد، عن امرأة من آل عامر بن عبد قيس أن nindex.php?page=showalam&ids=16284عامر بن عبد قيس قرأ ليلة سورة المؤمن، فلما انتهى إلى هذه الآية، وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين فلكم، فلم يزل يرددها حتى أصبح، وأخرج محمد بن نصر في قيام الليل من طريق هارون بن رياب أنه قرأ هذه الآية، فقالوا: يا ليتنا نرد، ولا نكذب بآيات ربنا فجعل يبكي ويرددها حتى أسحر .
وأخرج ابن أبي داود، عن جماعة من التابعين أشياء نحو ذلك، (وقال بعضهم: إني لأفتتح السورة فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتى يطلع الصبح) ، وما قضيت منها، وهي كذا في القوت، (وكان بعضهم يقول: كل آية لا أفهمها، ولا يكون قلبي فيها لا أعد لها ثوابا) ، كذا في القوت .
وكان بعضهم إذا قرأ سورة لم يكن قلبه فيها أعادها ثانية، وقد ذكره المصنف قريبا، (وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=12032أبي سليمان الداراني ) رحمه الله (أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال وخمس ليال، ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيرها) ، نقله صاحب القوت، (و) روينا (عن بعض السلف أنه بقي في سورة هود يكررها، ولا يفرغ من التدبر فيها) ، كذا في القوت .
(وقال بعض العارفين: لي في كل جمعة ختمة، وفي كل شهر ختمة، وفي كل سنة ختمة، ولي ختمة منذ ثلاثين سنة ما فرغت منها بعد) ، يعني ختمة التفهم، والمشاهدة نقله صاحب القوت، (وذلك بحسب درجات تدبره وتفتيشه) ، أي بحثه واستنباطه للمعاني، (وكان هذا) أي قائل القول الذي سبق، (يقول) أيضا: (أقمت نفسي) في العبودية (مقام الأجراء) جمع أجير، وهو من يستعمل نفسه بالأجرة (فأنا أعمل مياومة) ، وهي معاملة يوم بيوم، وفي بعض النسخ موايمة، وهي لغة العامة (ومشاهرة) ، وهي معاملة الشهر إلى الشهر، (ومجامعة) ، وهي معاملة الجمعة إلى الجمعة، ولم يسمع استعماله عن العرب، (ومسانهة) ، وهي معاملة السنة إلى السنة، ويقال فيها أيضا المسانهة والمعاومة، ولم يسمع المحاولة، والسنة محذوفة اللام، وفيها لغات إحداها جعل اللام هاء، وتبنى عليها تصاريف الكلمة، والأصل سنهة كسجدة، وعامله مسانهة من ذلك .