ولنذكر قبل الشروع في هذا الفصل بيان حقيقة الدعاء لغة وشرعا، وقد تقدم لنا في الباب الذي قبله أن الدعاء من الألفاظ المشتركة، فذكرت هناك إجمالا من غير ذكر الشواهد، والآن أذكره مع الشواهد:
وأما حقيقته اصطلاحا: فمعنى قائم بالنفس، وهو نوع من أنواع الكلام النفسي، وله صيغ تخصه، في الإيجاب: افعل، وفي النفي: لا تفعل، وقد اجتمعا في قوله: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا الآية .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: حقيقة الدعاء استدعاء العبد ربه العناية، واستمداده إياه المعونة، وحقيقته إظهار الافتقار إليه، والبراءة من الحول والقوة التي له، وهو بسمة العبودية، وإظهار الذلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله تعالى، وإضافة الوجود [ ص: 28 ] والكرم إليه .