" الثالث : أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بحيث يرى بياض إبطيه وروى nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آتى الموقف بعرفة ، واستقبل القبلة ، ولم يزل يدعو حتى غربت الشمس .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن ربكم حيي كريم يستحي ، من عبيده إذا رفعوا أيديهم إليه أن يردها صفرا .
وروى أنس أنه صلى الله عليه وسلم " كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه في الدعاء ، ولا يشير بأصبعيه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء رضي الله عنه " ارفعوا هذه الأيدي قبل أن تغل بالأغلال
( الثالث: أن يدعو مستقبل القبلة) فقد ورد: "أكرم المجالس ما استقبل به القبلة" وقد تقدم ذلك في [ ص: 34 ] كتاب الصلاة .
( ويرفع يديه) وقد اختلف في كيفيته، فقال الحليمي: يرفعهما حتى يحاذي بهما المنكبين، وغاية رفعهما حذو المنكبين، واختار المصنف أن يكون رفعهما ( بحيث يرى بياض إبطيه) وهكذا أورده الطرطوشي في كتاب الدعاء، وقد استدل المصنف على الاستقبال ورفع اليدين بأحاديث وآثار، فقال:
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وقال: إسناده صحيح على شرطهما. اهـ .
قلت: هذا لفظ nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود، إلا أنه قال: "إذا رفع يديه إلى السماء" ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: "أن يردهما خائبتين" .
ثم إن عدم الإشارة في الدعاء بأصبعين عده الحليمي nindex.php?page=showalam&ids=14703والطرطوشي والزركشي من شروط الدعاء، لا من آدابه، وقالوا: من شرطه أن لا يشير إلا بالسبابة من يده اليمنى فقط .
( وقال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء) -رضي الله عنه-: ( "ارفعوا هذه الأيدي بالدعاء قبل أن تغل بالأغلال" ) رواه nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي في الذكر، والأغلال جمع غل بالضم، وهو طوق من حديد يجعل في العنق .
ومما يتعلق برفع الأيدي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي -رضي الله عنه- مرفوعا قال: "رفع الأيدي من الاستكانة التي قال الله عز وجل: فما استكانوا لربهم وما يتضرعون " رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك، وقد ذم الله قوما لا يبسطون أيديهم، فقال: ويقبضون أيديهم جاء في التفسير: لا يرفعونها إلينا في الدعاء .
قال الزركشي في كتاب الأزهية: وأما ما ذكره السهيلي في الروض، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر "أنه رأى قوما يرفعون أيديهم في الدعاء، فقال أوقد رفعوها، قطعها الله، والله لو كانوا بأعلى شاهق ما ازدادوا بذلك من الله قربا" فقال الحافظ شمس الدين الذهبي: الصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر خلاف هذا. قال nindex.php?page=showalam&ids=17316يحيى بن سعيد الأنصاري، عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم، قال: "رأيت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رافعا يديه إلى منكبيه يدعو عند القاص" وإسناده كالشمس. اهـ .
فالجواب من وجهين، ذكرهما nindex.php?page=showalam&ids=14703الطرطوشي: أحدهما: أنه محل تعبد، كاستقبال الكعبة في الصلاة، وإلصاق الجبهة بالأرض في السجود مع تنزهه سبحانه عن محل البيت ومحل السجود، فكأن السماء قبلة الدعاء .
وثانيهما: أنها لما كانت مهبط الرزق والوحي، وموضع الرحمة والبركة، على معنى أن المطر ينزل منها إلى الأرض، فيخرج نباتا، وهي مسكن الملأ الأعلى، فإذا قضى الله أمرا ألقاه إليهم، فيلقونه إلى أهل الأرض، وكذلك الأعمال ترفع، وفيها غير واحد من الأنبياء، وفيها الجنة التي هي غاية الأماني، فلما كانت معدنا لهذه الأمور العظام، ومعرفة القضاء والقدر تصرفت الهمم إليها، وتوفرت الدواعي عليها .
قال: ولقد أجاب القاضي ابن فريعة لما صلى ذات ليلة في دار الوزير المهلبي وأبو إسحاق الصابئ يرمقه، فأحس به القاضي، فلما سلم قال له: ما لك ترمقني يا أخا الصابئة، أحببت إلى الشريعة الصافية؟ قال: بل أخذت عليك شيئا، قال: ما هو؟ قال: رأيتك ترفع يديك نحو السماء، وتخفض بجبهتك على الأرض، فمطلوبك أين هو؟ فقال: إننا نرفع أيدينا إلى مطالع أرزاقنا ونخفض جباهنا على مصارع أجسادنا، نستدعي بالأول أرزاقنا ونستدفع بالثاني شر مصارعنا، ألم تسمع قوله تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون وقال: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى فقال المهلبي: ما أظن أن الله خلق في عصرك مثلك. اهـ .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14396الروياني في البحر في باب إمامة المرأة: يحتمل أن يقال: يكره من غير حائل، كتحريم مس المصحف بيده النجسة وهو على طهارة، فيزول لكونها بحائل، وإذا جاز هذا فيما طريقه التحريم جاز أيضا فيما طريقه الكراهة في الموضعين؛ لأن المقصود رفع اليد دون الحائل، والتعبد بهذا ورد، ويخالف مس المصحف؛ لأن اليد فيه في حرمة التعبد كالحائل، ولا يجيء القول فيه بالتحريم. اهـ .
* ( تنبيه) * آخر: لا يستثنى من مسألة رفع اليدين في الدعاء إلامسألة واحدة، وهي الدعاء في الخطبة على المنبر فإنه يكره للخطيب رفع اليدين فيه، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في باب صلاة الجمعة، واحتج بحديث في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم صريح في ذلك .