( ويشهد لحسن الاحتراز من تقليد الفتوى) والاجتناب من الإقدام عليه ( ما روي مسندا) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه قال) وعبارة القوت: وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر وغيرهما من التابعين، وقد روينا مسندا: ( لا يفتي الناس إلا ثلاثة: أمير أو مأمور أو متكلف) تفصيل ذلك: أن الأمير هو الذي يتكلم في علم الفتيا والأحكام، كذلك كان الأمراء يسئلون ويفتون، والمأمور الذي يأمره الأمير بذلك، فيقيمه مقامه فيستعين به لشغله بالرغبة، والمتكلف هو القاص الذي يتكلم في القصص السالفة، وبعض أخبار من مضى; لأن ذلك لا يحتاج إليه في الحال، ولم يندب إليه المتكلم، وقد يدخله الزيادة والنقصان، والاختلاف فلذلك كره القصص، فصار القاص من المكلفين، وقد جاء في لفظ الحديث الآخر بتأويل معناه: لا يتكلم على الناس إلا ثلاثة: أمير أو مأمور أو مراء، هذا كله كلام صاحب القوت .
وقال بعض العلماء: ( كان الصحابة) والتابعون بإحسان ( يتدافعون أربعة أشياء) ، أي يدافعون أنفسهم عن ارتكابها: ( الإمامة) وهو التقدم على المصلين، ( والوديعة) ، من المال وغيره، ( والوصية) عن الأموات، ( والفتوى) ، هكذا هو نص القوت .
( وقال بعضهم: كان أسرعهم إلى الفتيا أقلهم علما، وأشدهم دفعا) لها، وتوقفا عنها، ( أورعهم) هكذا نص القوت .
قال المناوي: أي أقدمكم على دخولها; لأن المفتي يبين عن الله حكمه، فإذا أفتى على جهل، أو بغير ما علمه، أو تهاون في تحريره أو استنباطه فقد تسبب في إدخال نفسه في النار; لجراءته على المجازفة في أحكام الجبار، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16920ابن المنكدر: والمفتي يدخل بين الله وبين عباده فلينظر كيف يفعل، فعليه التوقف، والتحرز; لعظم الخطر .
وقال الحكماء من العلم: أن لا تتكلم فيما لا تعلم بكلام من لا يعلم، فحسبك خجلا من نفسك وعقلك أن تنطق بما لا تفهم، ( كان شغل الصحابة والتابعين) لهم بإحسان ( في خمسة أشياء: قراءة القرآن) دراسة وتعليما، ( وعمارة المساجد) بالصلوات في الجماعات، ( وذكر الله تعالى) سرا وجهرا في كل أحيان، ( والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر) شرعا، نقله صاحب القوت عن بعض السلف .
قلت: أخرج nindex.php?page=showalam&ids=15113اللكائي في كتاب السنة، من رواية صبيح بن عبد الله الفرغاني، قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11816أبو إسحاق الفزاري، عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي قال: كان يقال خمس كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، والتابعون بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله، ( وذلك لما سمعوا من قوله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=664706كل كلام ابن آدم عليه لا له، إلا ثلاث: أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله تعالى) ، هكذا أورده صاحب القوت بلا سند .
وقال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية صفية بنت شيبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة رضي الله عنها، رفعته، فذكرته دون قوله ثلاث، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه: إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتعريف، قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس، قال العراقي: وهو ثقة وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في كتاب الثقات .