وبكون الصلاة بمعنى العطف اتضح كل الاتضاح تعديتها بعلى، وإنما أكد السلام دون الصلاة؛ لاستغنائها عن التأكيد بوقوعها من الله وملائكته؛ لدلالة ذلك على أنها من الشرف بمكان .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=49عامر بن ربيعة بإسناد ضعيف، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط بإسناد حسن. اهـ .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وقال: حسن غريب. nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان. اهـ .
قلت: وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التاريخ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان: صحيح، وقال: إن لم يكن المراد بهم تباع الأثر وعملة السنة فلا أدري من هم. أي: لكثرة اشتغالهم بذكره -صلى الله عليه وسلم- والصلاة عليه .
( وقال -صلى الله عليه وسلم-: بحسب المؤمن من البخل) الباء زائدة، أي: يكفيه، أو: كافيه، وهو خبر مقدم، وقوله ( أن أذكر عنده) مبتدأ مؤخر ( فلا يصلي علي) وفي نسخ الدلائل: ولا يصلي، وفي بعض نسخها: ثم لا يصلي، وفي بعضها: فلم يصلي، وفي بعضها: ولم يصلي، وإنما كان ما ذكر بخلا؛ لأن البخل منع الفضل، والإمساك عن بذل ما ينبغي بذله شرعا أو مروءة، والشرع يقتضي ذلك والمروءة .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ من حديث nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي هكذا، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من حديث أخيه الحسين بن علي، عن أبيه، وقال: حسن صحيح. اهـ .
قلت: وحديث الحسين بن علي أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في الدعاء، وقال: صحيح من رواية عبد الله بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن جده. وقد أطنب إسماعيل القاضي في تخريج هذا الحديث في تأليف له، ولا ينقص عن درجة الحسن .
( وقال -صلى الله عليه وسلم-: أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة" ) قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، وقال: صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، من حديث أوس بن أوس، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم، وحكى عن أبيه أنه حديث منكر. اهـ .
قلت: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء بزيادة: "فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة" ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بزيادة: "وليلة الجمعة، فمن فعل ذلك كنت له شهيدا وشافعا يوم القيامة".
( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى علي من أمتي كتبت له عشر حسنات، ومحيت عنه عشر سيئات") قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في اليوم والليلة من حديث عمير بن نيار، وزاد فيه: nindex.php?page=hadith&LINKID=855314 "مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات" وله في السنن nindex.php?page=showalam&ids=13053ولابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس نحوه، دون قوله: "مخلصا من قلبه" ودون ذكر محو السيئات، ولم يذكر ابن حبان أيضا رفع الدرجات. اهـ .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان عنه أيضا بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=912939 "من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا" وهكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، وعن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو، وعن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى، وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، عن أبي طلحة.
nindex.php?page=showalam&ids=15226وللمستغفري في الدعوات: "حين يسمع الدعاء للصلاة" وزاد nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ذكر الصلاة والشفاعة فيه بسند ضعيف، وزاد الحسن بن علي المعمري في اليوم والليلة في حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ذكر الصلاة فيه .
nindex.php?page=showalam&ids=15226وللمستغفري في الدعوات بسند ضعيف من حديث أبي رافع: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سمع" فذكر حديثا فيه: "فإذا قال: قد قامت الصلاة، قال: اللهم رب هذه الدعوة التامة" الحديث، وزاد: "وتقبل شفاعته في أمته".
قلت: ورواه أيضا أبو القاسم التميمي في الترغيب، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب في شرف أصحاب الحديث، nindex.php?page=showalam&ids=12996وابن بشكوال بسند ضعيف، وأورده nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضعات، وقال ابن كثير: إنه لا يصح، وفي لفظ لبعضهم: nindex.php?page=hadith&LINKID=908619 "لم تزل الملائكة تستغفر له" وفي آخر: "من كتب في كتابه -صلى الله عليه وسلم- لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام في كتابه".
وعن أبي بكر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كتب عني علما فكتب معه صلاة علي لم يزل في أجر ما قرئ ذلك الكتاب" وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني nindex.php?page=showalam&ids=12996وابن بشكوال من طريقه، nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى علي في كتاب لم تزل الصلاة جارية له ما دام اسمي في ذلك الكتاب" أخرجه أبو القاسم التميمي في ترغيبه، ومحمد بن الحسن الهاشمي، وقال ابن كثير" لا يصح، وقال الذهبي: أحسبه موضوعا، وقال الحافظ السخاوي: روي مرفوعا من كلام nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر الصادق، قال ابن القيم: وهو الأشبه، يرويه محمد بن حميد عنه، قال: "من صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كتاب صلت عليه الملائكة غدوة ورواحا ما دام اسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الكتاب" نقله nindex.php?page=showalam&ids=14467السخاوي في القول البديع. .
والكتاب أهم من أن يكون كتاب علم يدرس فيه، أو صحيفة يرسلها إلى أخيه، والصلاة عليه فيه أعم من أن تكون بالكتابة أو بالنطق أو بالجمع بينهما، وهو الأفضل .
وقد ذكر صاحب الدلائل عن بعض الصالحين قال: "كان لي جار نساخ، فمات، فرأيته في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، فقلت: فبم؟ فقال: كنت إذا كتبت اسم محمد -صلى الله عليه وسلم- في كتاب صليت عليه، فأعطاني ربي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" .
ومنها: أنها توجب الجنة: روى ابن القاري من حديث الحكم بن عطية، عن ثابت بن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى علي في اليوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة" قال nindex.php?page=showalam&ids=14679الضياء المقدسي في كتاب الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا أعرفه إلا من حديث الحكم، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني: أحاديث الحكم لا يتابع عليها، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: لا بأس به، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين أنه قال: هو ثقة .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في كتاب الصلاة، عن أبي منصور، عن أبي معاذ، عن أبي كاهل قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا كاهل من صلى علي كل يوم ثلاث مرات حبا أو تقربا إلي كان حقا على الله أن يغفر له ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم".
ومنها: أنها تنفي الفقر: روى nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: "كثرة الذكر والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تنفي الفقر".
ومنها: أنها تقضي الحوائج: روى أبو موسى الحافظ من حديث أبي سهل بن مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى علي مائة صلاة حين يصلي الصبح قبل أن يتكلم قضى الله له مائة حاجة، عجل منها ثلاثين حاجة، وأخر له سبعين، وفي المغرب مثل ذلك" ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده من طريق أبي بكر الهذلي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر نحوه، وهو حديث حسن .
فأجاب: أما صلاة الله على نبيه وعلى المصلين عليه فمعناه: إفاضة أنواع الكرامات ولطائف النعم .
وأما صلاتنا عليه وصلاة الملائكة: فهو سؤال وابتهال في طلب تلك الكرامة، ورغبة في إفاضتها عليه، كقول القائل: غفر الله له ورحمه، فإن ذلك يختص بالرحمة وطلب العفو بالستر؛ ولذلك تختص الصلاة به، ودونه قولك: رضي الله عنه، فتختص الصلاة بالأنبياء وطلب الترضي بالصحابة والأولياء والعلماء، وطلب الرحمة والمغفرة للعوام .
إحداها: أن الأدعية مؤثرة في استدرار فضل الله ونعمته ورحمته، لا سيما في الجمع الكثير، كالجمعة وعرفات والجماعات، فإن الهمم إذا اجتمعت وانصرفت إلى طلب ما في الإمكان وجوده على قرب كالمطر ورفع الوباء وغيره فاض ما في الإمكان من الفيض الحق بوسائط إلى روحانيات المترشحين لتدبير العالم الأسفل المقتضي لتقهرهم، وإنما أثرت الهمم لما بين الأرواح البشرية والروحانيات العالية من المناسبة الذاتية؛ فإن هذه الأرواح مجانسة لتلك [ ص: 52 ] الجواهر، وإنما يقطع مجانستها التدنس بكدورات الشهوات؛ ولذلك تكون همة القلوب الزكية الطاهرة أسرع تأثيرا، وتكون في حالة التضرع والابتهال أنجح؛ لأن حرقة التضرع تذيب كدورات الشهوات عن القلب في الحال، وتصفيه، وتكشفه من الظلمة؛ ولذلك ما يخطئ دعاء الجمع، ولا يخلو الجمع من قلوب طاهرة يزيدون التعاون تأثيرا .
وإنما كان يوم الجمعة وقتا يستجاب فيه الدعاء منهم؛ لأن الحال الذي يجتمع فيه على قلوب صافية واحدة لا يدرى متى هو، لكن الغالب أن اليوم لا يخلو عنه، وهو وقت النفحات التي يتعرض لها، وربما كان اجتماع الهمم يوم الجمعة عند الأسباب الجامعة كابتداء الخطبة، وابتداء الصلاة، وكان الصلاة أولى، لكن الأولى أن لا يجزم القول بتعيين وقته، بل يهم، وكذلك يتوقع تلك النفحات في الأسحار؛ لصفاء القلوب، فإذا كانت الأدعية مؤثرة في استجلاب موائد الفضل، وكان ما وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الحوض ومرتبة الشفاعة وغير ذلك من المقامات المحمودة غير محدود، على وجه لا تتصور الزيادة فيها - فاستمداده من الأدعية استزادة لتلك الكرامات .
الأمر الثاني: ارتياحه به، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=3503263 "إني أباهي بكم الأمم" وكما لا يبعد أن يطلع النائم منا على الغيب من أحوال الموتى مع كوننا في هذا العالم المظلم، فلا يبعد أن تحصل للأرواح معرفة بمجاري أحوالنا مع أنهم في عالم القدس والصفاء، ودار الحيوان، ووجه اطلاع النائم على أحوال الموتى واطلاع الموتى على أحوال الناس يطول ذكره .
الثالث: الشقفة على الأمة، فحرضهم على ما هو حسنة في حقهم، وقربة لهم، وإنما تضاعف الصلاة؛ لأن الصلاة ليست حسنة واحدة، بل حسنات؛ إذ فيها تجديد الإيمان بالله أولا، ثم بالرسول ثانيا، ثم بتعظيمه ثالثا، ثم بالعناية بطلب الكرامة له رابعا، ثم تجديد الإيمان باليوم الآخر وأنواع كرامات خامسا، ثم يذكر الله سادسا، وعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، ثم بتعظيم الله بنسبتهم إليه سابعا، ثم بإظهار المودة لهم ثامنا، ولم يسأل -صلى الله عليه وسلم- من أمته إلا المودة في القربي، ثم الابتهال والتضرع في الدعاء تاسعا، والدعاء مخ العبادة، ثم الاعتراف عاشرا بأن الأمر كله لله، وأن النبي وإن جل قدره فهو محتاج إلى رحمة الله عز وجل .
فهذه عشر حسنات سوى ما ورد الشرع به من أن الحسنة الواحدة بعشر أمثالها، وأن السيئة بمثلها فقط، وسره أن الجوهر الإنساني حنان إلى ذلك العالم العلوي، وهبوطه إلى العالم الجسماني غريب في طبعه، والسيئة تبطئه عن الترقي إلى ذلك العالم على خلاف طبعه، والحسنة ترقيه إلى موافقة الطبع، والقوة التي تحرك الحجر إلى فوق هي نفسها إن استعملت في تحريكه إلى أسفل تحرك عشرة أذرع أو زيادة؛ فلهذا كانت الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. اهـ .