وقال " صلى الله عليه وسلم : " ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة وقال صلى الله عليه وسلم : " إن رجلا لم يعمل خيرا قط نظر إلى السماء فقال : إن لي ربا يا رب فاغفر لي ، فقال الله عز وجل : قد غفرت لك " وقال صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=910714 " من أذنب ذنبا فعلم أن الله قد اطلع عليه غفر له وإن لم يستغفر " وقال صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : " يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيته فاستغفروني أغفر لكم ، ومن علم أني ذو قدرة على أن أغفر له غفرت له ولا أبالي وقال صلى الله عليه وسلم : " من قال : سبحانك ، ظلمت نفسي ، وعملت سوءا ، فاغفر لي فإنه ؛ لا يغفر الذنوب إلا أنت ، غفرت له ذنوبه ولو ، كانت كمدب النمل .
وروي إن أفضل الاستغفار؛ اللهم أنت ربي وأنا عبدك خلقتني، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء على نفسي بذنبي، فقد ظلمت نفسي واعترفت بذنبي؛ فاغفر لي ذنوبي ما قدمت منها وما أخرت؛ فإنه لا يغفر الذنوب جميعا إلا أنت .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر، عن إبراهيم التميمي نحو ذلك .
وأخرج هو nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله: ران أي: طبع .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور [ ص: 59 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: "الرين الطمع".
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه قال: "الرين أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد ذلك كله" .
قلت: ويؤيده ما روى nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، رفعه: "سبع يجري أجرها للعبد بعد موته وهو في قبره: من علم علما، أو طوى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته".
( وروت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة -رضي الله عنها- أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=705219 "اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا) أي: إذا أتوا بعمل حسن قرنوه بالإخلاص، فيترتب عليه الجزاء، فيستحقون الجنة، فيستبشرون بها ( وإذا أساءوا استغفروا") أي: طلبوا من الله مغفرة ما فرط منهم، وهذا تعليم للأمة، أرشدهم إلى أن يأتي الواحد منهم بهذا الدعاء الذي هو عبادة؛ من أجل أن لا يبتليه بالاستدراج، ويرى عمله حسنا فيهلك .
وقوله: "من الذين" إلخ، أبلغ من أن يقول: اجعلني أستبشر إذا أحسنت، وأستغفر إذا أسأت، كما تقول: فلان من العلماء، فيقال: أبلغ من قولك: فلان عالم؛ لأنك تشهد له بكونه معدودا في زمرتهم، ومعروفة مساهمته لهم، ذكره الزمخشري .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه، وفيه: nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان، مختلف فيه. اهـ .
قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في السنن بهذا الإسناد .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث أبي بكر، وقال: غريب، وليس إسناده بالقوي .
قلت: قال الزيلعي: إنما لم يكن قويا لجهالة مولى أبي بكر الراوي عنه، لكن جهالته لا تضر؛ إذ تكفيه نسبته إلى الصديق. اهـ .
قال المناوي: وفيه أيضا عثمان بن واقد، ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود نفسه .
قلت: عثمان بن واقد لم أر له ذكرا في كتاب الضعفاء للذهبي، ولا في ذيله، ولعله عثمان بن فائد، فلينظر ذلك .
( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن رجلا لم يعمل خيرا قط نظر إلى السماء) إذ هي قبلة الدعاء ( فقال: إن لي ربا) فأقر بربوبيته، وشهد بوحدانيته، ثم قال: ( يا رب اغفر لي، فقال الله -عز وجل-: قد غفرت لك") قال العراقي: لم أقف له على أصل. اهـ .
قلت: وجدت بخط ابن الحريري قال: وجدت بخط الشيخ المحدث زين الدين الدمشقي الواعظ ما نصه: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن، بسند ضعيف من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة.
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: حسن. وأصله عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بلفظ آخر. اهـ .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، رفعه، قال الله -عز وجل-: "من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئا".
( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من قال: سبحانك، ظلمت نفسي، وعملت سوءا، فاغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، غفرت له ذنوبه، وإن كانت كدب النمل") قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الدعوات من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أعملك كلمات تقولهن لو كان عليك كعدد النمل أو كعدد الذر ذنوبا غفر الله لك" فذكره بزيادة: "لا إله إلا أنت" في أوله، وفيه nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة. اهـ .
قلت: وروى nindex.php?page=showalam&ids=12938ابن النجار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: "من قال: لا إله إلا أنت سبحانك، عملت سوءا، وظلمت نفسي، فتب علي إنك أنت التواب الرحيم، غفرت ذنوبه ولو كان فارا من الزحف".
ورواه الديلمي من حديثه مثله بلفظ: "فاغفر لي إنك أنت خير الغافلين غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر".
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=75شداد بن أوس دون قوله: "وقد ظلمت نفسي واعترفت بذنبي" ودون قوله: "ذنوبي ما قدمت منها وما أخرت" ودون قوله: "جميعا". اهـ .
قلت: ورواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=12508وأبو بكر بن أبي شيبة، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني، وقال صاحب سلاح المؤمن: وليس لشداد بن أوس في الصحيحين سوى حديثين، أحدهما هذا، والآخر في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=660623 "إن الله كتب الإحسان على كل شيء".
شرح هذا الحديث -سيد الاستغفار- أي: أفضل أنواع الذكر التي تطلب بها المغفرة هذا الذكر الجامع لمعاني التوبة كلها؛ ولذلك لقب بسيد الاستغفار؛ لأن السيد في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج، ويرجع إليه في المهمات .
وقوله: "أن يقول" أي: العبد، وثبت في رواية أحمد والنسائي: "إن سيد الاستغفار أن يقول العبد" وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397للنسائي: "تعلموا سيد الاستغفار، أن يقول العبد" .
وقوله: "اللهم أنت ربي" قال الحافظ ابن حجر في نسخة معتمدة من
البخاري: تكرير أنت، وسقطت الثانية من معظم الروايات، وأنا عبدك، يجوز أن تكون مؤكدة، وأن تكون مقررة، أي: وأنا عابد لك، كقوله: وبشرناه بإسحاق نبيا .
قال الطيبي: [ ص: 61 ] والمراد بالعهد والوعد: ما عاهده عليه وواعده من الإيمان به، وإخلاص الطاعة له .
"ما استطعت" أي: مدة دوام استطاعتي، ومعناه: الاعتراف بالعجز، والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى .
"أبوء" أي: أعترف وألتزم، قال الطيبي: اعترف أولا بأنه تعالى أنعم عليه، ولم يقيده؛ ليشمل كل الإنعام، ثم اعترف بالتقصير، وأنه لم يقم بأداء شكرها، وعده ذنبا؛ مبالغة في التقصير، وهضم النفس .
وفائدة الإقرار بالذنب أن الاعتراف يمحو الاقتراف .
قال الشيخ سيدي عبد الله بن أبي حمزة -قدس سره- في شرحه على مختصره من nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: قد جمع في هذا الحديث من بديع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى سيد الاستغفار، ففيه الإقرار لله وحده بالألوهية والمعبودية، والاعتراف بأنه الخالق، والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه، والرجاء بما وعده به، والاستعاذة من شر ما جنى على نفسه، وإضافة النعم إلى موجدها، وإضافة الذنب إلى نفسه؛ إذ حظه في المغفرة، واعترافه بأنه لا يقدر على ذلك إلا هو، وكل ذلك إشارة إلى الجمع بين الحقيقة والشريعة؛ فإن تكاليف الشريعة لا تحصل إلا إذا كان عون من الله تعالى، ويظهر أن اللفظ المذكور لا يكون سيد الاستغفار إلا إذا جمع صحة النية والتوجه والأدب .