إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
دعاء عيسى عليه الصلاة والسلام .

كان يقول اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره ولا أملك نفع ما أرجو وأصبح الأمر بيد غيري ، وأصبحت مرتهنا بعملي فلا فقير أفقر مني ، اللهم لا تشمت بي عدوي ولا تسؤ بي صديقي ، ولا تجعل مصيبتي في ديني ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا تسلط علي من لا يرحمني يا حي يا قيوم .


* ( دعاء) سيدنا ( عيسى عليه السلام) *

يروى عن معمر، عن جعفر بن برقان، أن عيسى عليه السلام ( كان يقول) في دعائه، ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء، عن الفضل، عن زياد، عن عباد بن عمران، عن جرير بن حازم قال: كان عيسى -عليه السلام- يقول: ( اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره) أي: لنفسي ( ولا أملك نفع ما أرجو) نفعه لنفسي ( وأصبح الأمر بيد غيري، وأصبحت مرتهنا بعملي) أي: كهيئة المرتهن ( فلا فقير) في الدنيا ( أفقر مني، اللهم لا تشمت بي عدوي) أي: لا تفرحه في ( ولا تسئ بي صديقي، ولا تجعل مصيبتي في ديني) أي: لا تصبني بما ينقص ديني من فترة في عبادة وغيرها ( ولا تجعل الدنيا أكبر همي) فإن ذلك سبب للهلاك ( ولا تسلط علي من لا يرحمني) أي: لا تجعل الظالم علي حاكما، أو المراد: من لا يرحمني من ملائكة العذاب، والقصد بذلك التشريع للأمة .

هكذا أورده صاحب القوت، وقد جاء عند الترمذي والحاكم من حديث ابن عمر في آخره: "وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا" قال ابن عمر: "قلما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم من مجلس حتى يدعو بهذه الدعوات".

التالي السابق


الخدمات العلمية