nindex.php?page=hadith&LINKID=655841 ( واجعل في بصري نورا) ليتحلى بأنوار المعارف، وتتجلى له صنوف الحقائق، فهو راجع إلى البيان والهداية يهدي الله لنوره من يشاء وخص هؤلاء الثلاثة بفي الظرفية؛ لأن القلب مقر الفكر في آلاء الله ونعمائه، ومكانها منه ومعدنها، والأسماع مراسي أنوار وحي الله تعالى، ومحط آياته المنزلة على عباده، والبصر مسارح آيات الله المنصوبة المبثوثة في الآفاق والأنفس ومحلها .
( و) اجعل من ( أمامي نورا و) من ( خلفي نورا و) اجعل من ( فوقي نورا) لأكون محفوفا بالنور من سائر الجهات، فكأنه سأل أن يزج به في النور زجا تتلاشى عنده الظلمات، وتنكشف له المعلومات، ويشاهد بكل جارحة منه سائر المبصرات .
( اللهم أعطني نورا) عظيما، لا يكتنه كنهه؛ لأكون دائم السير والترقي في درجات المعارف، فالقصد طلب مزيد النور ليدوم له الترقي في السير، وأراد بالنور العظيم الجامع للأنوار كلها، وغيرها كأنوار الأسماء الإلهية، وأنوار الأرواح .
وقال الطيبي: معنى طلب النور للأعضاء عضوا عضوا أن تتحلى بأنوار المعرفة والطاعة، وتتعرى عن ظلمة الجهالة والمعصية؛ لأن الإنسان ذو شهوة وطغيان، أي: أنه قد أحاطت به ظلمات الجبلة، معتورة عليه من فوقه إلى قدمه، والأدخنة الثائرة من نيران الشهوات من جوانبه، ورأى الشيطان يأتيه من جميع جهاته بوساوسه وشبهاته، ظلمات بعضها فوق بعض، لم ير للتخلص منها مساغا إلا بأنوار سادة لتلك الجهات، فسأل الله أن يسدده بها ليستأصل شأفة تلك الظلمات؛ إرشادا للأمة، وتعليما لهم، وهذه الأنوار كلها راجعة إلى هداية وبيان، وإلى مطالع هذه الأنوار يشير قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض إلى قوله: نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء وإلى أودية تلك الظلمات يلمح قوله تعالى: [ ص: 89 ] أو كظلمات في بحر لجي إلى قوله: ظلمات بعضها فوق بعض وقوله: ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وقال: الأكمل النور الذي فوقه، تنزل روحي إلهي بعلم غريب، لم يسبقه خبر ولا يعطيه نظر، والذي خلقه الذي يسعي بين يديه أتباعه .
قال العراقي: الحديث متفق عليه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. اهـ .
ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: "من فوقي ومن تحتي" بدل "عن يميني وعن يساري" كما هو عند المصنف، ووقع عنده أيضا: "وأعطني" بدل "وأعظم لي" كما هو عند المصنف، وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من رواية هشام، عن حصين، لكن قال: "وأعظم لي نورا" .
( وقل اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك) وهم المتضرعون إلى الله تعالى بخالص طوياتهم ( وبحق ممشاي هذا إليك) الممشى مصدر ميمي بمعنى المشي، وهو الانتقال من مكان إلى مكان بإرادة، والمراد بالحق في الموضعين الجاه والحرمة، كما تقدمت الإشارة إليه في آخر كتاب العقائد؛ إذ لا حق لمخلوق على الخالق. وقوله: "إليك" أي: إلى بيتك .
( لم أخرج) من منزلي ( أشرا) محركة: كفر النعمة ( ولا بطرا) محركة، بمعناه، وقيل: الأشر شدة البطر، فهو أبلغ منه، والبطر أبلغ من الفرح؛ إذ الفرح وإن كان مذموما غالبا فقد يحمد على قدر ما يجب في الموضع الذي يجب فبذلك فليفرحوا وذلك لأن الفرح قد يكون من سرور وبحسب قضية العقل، والأشر لا يكون إلا فرحا بحسب قضية الهوي .
( ولا رياء ولا سمعة) قد تقدم تفسيرهما قريبا ( خرجت اتقاء) أي: حذر ( سخطك) وهو الغضب الشديد المقتضي للعقوبة، والمراد هنا إنزال العذاب ( وابتغاء) أي: طلب ( مرضاتك) أي: رضاك ( فأسألك أن تنقذني) أي: تخلصني ( من النار) أي: من عذابها ( وأن تغفر ذنوبي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري بإسناد حسن. اهـ .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، عن nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون، عن nindex.php?page=showalam&ids=16796فضيل بن مرزوق، وهو في كتاب الدعاء nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني، عن nindex.php?page=showalam&ids=15541بشر بن موسى، عن عبد الله بن صالح العجلي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16796فضيل بن مرزوق.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في كتاب التوحيد من رواية محمد بن فضيل بن غزوان، ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=11994أبي خالد الأحمر.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الأصبهاني من رواية أبي نعيم الكوفي، كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16796فضيل بن مرزوق، وعطية العوفي صدوق في نفسه، حسن له nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عدة أحاديث، بعضها من أفراده، وإنما ضعف من قبل التشيع ومن قبل التدليس .
وقد روي نحو هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=115بلال -رضي الله عنه- قال nindex.php?page=showalam&ids=12769أبو بكر بن السني: حدثنا محمد بن عبد الله البغوي، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14120الحسن بن عرفة، حدثنا علي بن ثابت الجزري، عن الوازع بن نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- عن nindex.php?page=showalam&ids=115بلال -رضي الله عنه- مؤذن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج إلى الصلاة قال: "بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أسألك بحق [ ص: 90 ] السائلين عليك، وبحق مخرجي هذا؛ فإني لم أخرجه أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت ابتغاء مرضاتك، واتقاء سخطك، أسألك أن تعيذني من النار، وتدخلني الجنة".
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في الأفراد من هذا الوجه، وقال: تفرد به الوازع، وقد قال أبو حاتم وغيره: إنه متروك، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة .