إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
فإذا أمطرت السماء فقل : اللهم سقيا هنيئا ، وصيبا نافعا اللهم اجعله صيب رحمة ولا تجعله صيب عذاب .


( فإذا أمطرت السماء فقل: اللهم سيبا هينا، وصيبا نافعا) قال العراقي: رواه البخاري من حديث عائشة: "كان إذا رأى المطر قال: اللهم اجعله صيبا نافعا" ولابن ماجه "سيبا" بالسين، وله وللنسائي في اليوم والليلة: "اللهم اجعله صيبا هينا" وإسنادهما صحيح. اهـ .

قلت: قوله: "نافعا" تتميم في غاية الحسن؛ لأن لفظة "صيبا" مظنة للضرر والفساد، قال الزمخشري: الصيب: المطر الذي يصوب أي: ينزل ويقع، وفيه مبالغات من جهة التركيب والبناء، والتكثير دل على أنه نوع من المطر شديد هائل، فتممه بقوله "نافعا" صيانة عن الإضرار والفساد، ونحوه قوله:


فسقى ديارك غير مفسدها صوب الربيع وديمة تهمي

لكن "نافعا" في الحديث أوقع وأحسن من مفسدها اهـ .

قال ابن سيده في المحكم: صاب المطر صوبا وانصاب كلاهما انصب، ومطر صوب وصيب وصيوب، وقوله تعالى: أو كصيب من السماء الصيب هنا المطر. اهـ .

والسيب -بفتح السين المهملة وسكون الياء التحتية- هو العطاء .

وروي عن عائشة أيضا "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه وإن كان في صلاة؛ حتى يستقبله، فيقول: إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به، فإن أمطر قال: اللهم سيبا نافعا اللهم سيبا نافعا، وإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذلك" رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، واللفظ للترمذي.

( اللهم اجعله سيب رحمة ولا تجعله سيب عذاب) قال العراقي: رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث سعيد بن المسيب، مرسلا. اهـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية