فإن أردت النوم فتوضأ أولا ثم توسد على يمينك مستقبل القبلة ثم كبر الله تعالى أربعا وثلاثين وسبحه ثلاثا وثلاثين واحمده ثلاثا وثلاثين ثم قل : اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، اللهم إني لا أستطيع أن أبلغ ثناء عليك ولو حرصت ، ولكن أنت كما أثنيت على نفسك اللهم باسمك أحيا وأموت اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب كل شيء ومليكه ، فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن ، أعوذ بك من شر كل ذي شر ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عني الدين ، وأغنني من الفقر اللهم إنك خلقت نفسي وأنت تتوفاها " لك مماتها ومحياها اللهم إن أمتها فاغفر لها وإن أحييتها فاحفظها اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة باسمك ربي وضعت جنبي فاغفر لي ذنبي اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك اللهم أسلمت لك نفسي إليك ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك وألجأت ، ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت .
ويكون هذا آخر دعائك ، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وليقل قبل ذلك اللهم أيقظني في أحب الساعات إليك ، واستعملني بأحب الأعمال إليك تقربني إليك زلفى ، وتبعدني من سخطك بعدا ، أسألك فتعطيني ، وأستغفرك فتغفر لي ، وأدعوك فتستجيب لي .
( وإن أردت النوم فتوضأ أولا) وإن كان متوضئا كفاه ذلك ( ثم توسد على يمينك) أي: ضع رأسك على الوسادة على جهة يمينك فهو السنة؛ لأن القلب جهة اليسار، فإذا نام على اليمين تعلق قلبه، فهو أسرع لانتباهه من نومه، وهذه الهيئة نومة الأنبياء .
( مستقبل القبلة) إن استطاع ذلك؛ فإن أكرم المجالس ما استقبل به القبلة ( ثم كبر الله أربعا وثلاثين) تكبيرة ( وسبح ثلاثة وثلاثين) تسبيحة ( واحمده ثلاثا وثلاثين) تحميدة، فتلك المئة. قال العراقي: متفق عليه من حديث علي. اهـ. .
قلت: تقدم هذا الدعاء في آخر تلاوة القرآن، وذكرت هناك ما يتعلق بمعناه، وهو من أذكار السجود، مروي عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة -رضي الله عنها- رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عنها، وفيه بعد قوله: "منك": "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" .
وله طرق أخرى:
منها: عند nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة من رواية النضر، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عنها، نحو حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عنها، لكن قال في آخره: "أثني عليك ولا أبلغ كل ما فيك" وسنده صحيح .
ومنها: في الخلفيات من طريق علي بن الحسين عنها، وقال في آخره: [ ص: 109 ] "لا أحصي أسمائك، ولا ثناء عليك" وسنده ضعيف .
( اللهم باسمك أحيا وأموت) قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء. اهـ .
( اللهم إنك خلقت نفسي وأنت تتوفاها" ) هكذا بتاءين، وفي بعض الروايات بحذف إحداهما تخفيفا ( لك مماتها ومحياها) أي: أنت المالك لإحيائها ولإماتتها، أي: وقت شئت، لا مالك لهما غيرك ( اللهم إن أمتها فاغفر لها) أي: ذنوبها ( وإن أحييتها فاحفظها) من التورط فيما لا يرضيك ( اللهم إني أسألك) أي: أطلب منك ( العافية) أي: السلامة، في الدين من الافتتان وكيد الشيطان، والدنيا من الآلام والأسقام .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث ابن عمر. اهـ .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الشمائل من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة بلفظ: "تبعث" وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة وصححه، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء وحسنه. اهـ. .
قلت: ولفظ حديث nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة -رضي الله عنها- قالت: nindex.php?page=hadith&LINKID=676311 "كان إذا [ ص: 110 ] أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، ثلاثة مرات" هذا لفظ أبي داود، وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بمعناه، وقال: ليس غريبا من هذا الوجه، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في الدعاء من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بمثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة.
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397للنسائي: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه توسد يمينه، ثم قال: بسم الله" فذكره بمعناه .
( وليقل قبل ذلك) أي: قبل قراءته لهذا الدعاء ( اللهم أيقظني في أحب الساعات إليك، واستعملني بأحب الأعمال لديك تقربني لديك زلفى، وتبعدني من سخطك بعدا، أسألك فتعطيني، وأستغفرك فتغفر لي، وأدعوك فتستجيب لي) .
قال العراقي: رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: "اللهم ابعثنا في أحب الساعات إليك؛ حتى نذكرك فتذكرنا، ونسألك فتعطينا، وندعوك فتستجيب لنا" وإسناده ضعيف، وهو معروف من قول حبيب الطائي، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا. اهـ .
قلت: هكذا هو لفظ العراقي، والصواب: من قول حبيب أبي محمد، أي: المعروف بالعجمي، قال nindex.php?page=showalam&ids=12455أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب الدعاء: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حدثنا الحارث بن موسى الطائي، حدثنا حبيب أبو محمد قال: "إذا أوى العبد إلى فراشه قال: اللهم لا تنسني ذكرك، ولا تؤمني مكرك، ولا تجعلني من الغافلين، ونبهني لأحب الساعات إليك، أذكرك فتذكرني، وأدعوك فتستجيب لي، وأسألك فتعطيني، وأستغفرك فتغفر لي، بعث الله إليه ملكا فنبهه، فإن هو قام فتوضأ فسأل ذلك، وإلا صعد ذلك الملك، فصلى، ثم يبعث إليه ملك آخر، فيفعل مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكا آخر، فيفعل مثل ذلك، وكان صلاة الأملاك له حتى يصبح".
قال أحمد بن إبراهيم: وحدثني أخي أن nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر بن سليمان حدثهم بهذا الحديث، عن عبد الحارث بن موسى، قال: "وأثنى عليه خيرا". اهـ .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12938ابن النجار، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بنحو سياق الديلمي، ولفظه: "من قال عند منامه: اللهم لا تؤمنا مكرك" فساقه إلى قوله: "الغافلين" ثم قال: "اللهم ابعثنا في أحب الساعات إليك" وفيه: "إلا بعث الله إليه ملكا في أحب الساعات إليه، فيوقظه، فإن قام وإلا صعد الملك، فيعبد الله في السماء، ثم يعرج إليه ملك آخر فيوقظه، فإن قام وإلا صعد الملك، فقام مع صاحبه، ويعرج إليه ملك آخر، فيوقظه، فإن قام وإلا صعد الملك فقام مع صاحبيه، فإن قام بعد ذلك ودعا استجيب له، فإن لم يقم كتب الله له ثواب أولئك الملائكة"،وقد تقدم الكلام على أول هذا الحديث مختصرا في أول هذا الكتاب .