( و) يقول في التسبيح: ( سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر مائة مرة) وهن الباقيات الصالحات، وهي أربع كلمات، وقد ورد في فضلها ما تقدم ذكره، وما رأيت هذا التقييد بالمائة مرة فيما ورد من رواياته، نعم، روى الديلمي عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو مرفوعا: "من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة قبل طلوع الشمس ومائة قبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة" وهذه السبعون والمائة في الاستغفار والتسبيح إن وجد وقتا يسع ذلك، وكان سريع القراءة، وإلا فليكتف بما قدر عليه .
( ثم يشتغل بالفريضة فيصلي ركعتي الفرض) مع الإمام ( مراعيا جميع ما ذكرناه من الآداب الظاهرة والباطنة في الصلاة والقدوة) أي: الاقتداء، ومر ذلك في كتاب الصلاة مفصلا ( فإذا فرغ منها) أي: من الفريضة وما يتبعها من الأذكار الملازمة لها عادة ( قعد في المسجد) الذي صلى فيه ( إلى طلوع الشمس) وهو ( في ذكر الله) عز وجل ( كما بينته) آنفا ( فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=702874لأن أقعد في مجلس أذكر الله فيه من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب") رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس -رضي الله عنه- وتقدم في الباب الثالث من العلم .
( وروى الحسن) البصري مرسلا ( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان فيما يذكر من رحمة الله يقول: إنه يقول: "يا ابن آدم اذكرني من بعد صلاة الفجر ساعة وبعد صلاة العصر ساعة أكفك ما بينهما") أورده صاحب القوت فقال: وروينا عن الحسن، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان فيما يذكر من رحمة ربه أنه قال، فذكره .
وقال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في الزهد مرسلا هكذا. اهـ .
قلت: وقد روي ذلك مرفوعا عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، تقدمت الإشارة إليه في الكتاب الذي قبله .
( فإذا ظهر فضل ذلك فليقعد) في موضعه، قال صاحب القوت: هذا إن أمن الفتنة بالكلام فيما لا يعنيه، والاستماع إلى شبهه من القول، وأمن النظر إلى ما يكره، أو يشغله [ ص: 129 ] عن الذكر، وأمن دخول الآفة عليه من التصنع والتزين للناس، وردف الشغل بمولاه والإخلاص له بالإعراض عمن سواه .
وإن لم يأمن الفتنة، أو خشي عليه دخول الآفة من لقاء من يكره، أو من يلجئه إلى تقية أو مداراة، أو خاف الكلام فيما لا يعنيه، أو الاستماع إلى ما لا يندب إليه، انصرف إذا صلى الغداة إلى منزله، أو إلى موضع خلوة ويتم ورده هناك، وهو في ذلك مستقبل قبلته، وهذا حينئذ أفضل له وأجمع لقلبه. اهـ .
وقال صاحب العوارف في أول الباب "الخمسون" في ذكر العمل في جميع النهار وتوزيع الأوقات ما نصه: فمن ذلك أن يلازم موضعه الذي صلى فيه مستقبل القبلة، إلا أن يرى الانتقال إلى زاويته أسلم لدينه؛ لئلا يحتاج إلى حديث أو التفات إلى شيء، فإن السكوت في هذا الوقت له أثر ظاهر يجده أرباب القلوب، وأهل المعاملة. اهـ .