(الفصل الثاني: في
بيان مولده وشيء من أخبار نشأته)
قالوا: ولد
بطوس سنة خمسين وأربعمائة، وكان والده يغزل الصوف، ويبيعه في دكانه
بطوس، فلما حضرته الوفاة أوصى به وبأخيه
أحمد إلى صديق له متصوف، من أهل الخير، وقال: إن لي لتأسفا عظيما على تعلم الخط، وأشتهي استدراك ما فاتني في ولدي هذين، فأقام بهما وعلمهما الخط، وأدبهما، إلى أن فني ذلك النزر اليسير الذي كان خلفه لهما أبوهما، وتعذر على الصوفي القيام بقوتهما، فقال لهما: اعلما أني قد أنفقت عليكما ما كان لكما، وأنا رجل من أهل التجريد بحيث لا مال لي، فأواسيكما به، وأصلح ما أرى لكم أن تلجآ إلى مدرسة; فإنكما من طلبة العلم، فيحصل لكما قوت يعينكما على وقتكما، ففعلا ذلك، وكان هو السبب في سعادتهما وعلو درجتهما، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي يحكي هذا، ويقول: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله .